| أفاق اسلامية
رجال الميدان وهم يمارسون عملهم يتعرضون لمواقف وحالات في سردها تحدث الموعظة والعبرة، لكل من تسول له نفسه الإقدام على ارتكاب مثل هذه الممارسات والأفعال,, وفي هذه الزاوية التي تعنى بمواقف رجال الميدان,, نستعرض هذه الحالة سعياً لتهذيب النفوس المتعطشة لممارسة المحرمات, يحدثنا حول موقف من مواقف الميدان: رئيس هيئة محافظة شقراء إبراهيم بن محمد المقحم قائلاً:
منذ سنتين تقريباً احضرت الفرقة الميدانية إلى مركز الهيئة عاملا من الجنسية البنغالية وذلك لقيامه بغسيل بعض السيارات أثناء تأدية صلاة المغرب، وفي بداية الحديث طبعاً بالكلام المكسر حول موضوع المخالفة وبيان أهمية الصلاة، قطعت الكلام لعدم جدواه وقلت لأحد الأعضاء: أطلب لنا أحد الدعاة من مكتب الدعوة وقد كان المكتب بجوار الهيئة تماماً وذلك من أجل إفهام المذكور بأهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام، العامل المذكور فهم ما أعنيه وقال: أنا أعرف اللغة العربية بقدرٍ لا باس به,,,,!! استوقفني هذا الكلام وأخذت في الاستماع إليه أنا والأعضاء الموجودون واتضح أنه يحفظ القرآن الكريم كاملاً ويحفظ كثيراً من الأحاديث النبوية، وكذا بعض المتون الشرعية وأفاد بأنه قد درس الدين واللغة العربية في المساجد والمعاهد الشرعية في بنجلاديش، وقد تلا علينا ما يتيسر من القرآن الكريم وقرأ عدداً من المتون, سرّنا ما سمعنا منه وأكدت عليه بالالتزام وعدم الغفلة والانشغال بالعمل عن أداء الصلاة المكتوبة، واعطيته مبلغاً من المال تشجيعاً له وعرضت عليه ما دام انه بهذه المستوى العلمي الدراسة في معهد اللغة العربية التابع للجامعة المباركة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومن ثم الالتحاق بإحدى الكليات الشرعية لينفع نفسه ويخدم امته بالعلم الشرعي، وذكرت له ان بالإمكان مساعدته في ذلك فرح كثيراً لكنه لم يتيقن مما أقول وكأنه في حلم ليلي لأنّ هذا الأمر لا يتوقع وجوده فضلاً عن أن يأمل فيه.
شاء الله وعلم بوضعه فضيلة الدكتور الفاضل عبدالعزيز بن راشد العبيدي أحد أعيان ومثقفي محافظة شقراء والذي يعمل عميداً للقبول والتسجيل بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد توجه له في ذلك جزاه الله خيراً وبالفعل تم قبوله وإعطاؤه منحة دراسية في معهد اللغة العربية بالإضافة إلى السكن والإعاشة ومرتباً شهرياً وقدره 800 ريال وهو الآن يدرس في معهد اللغة العربية بجامعة الإمام، وأخونا المذكور مغتبط بذلك كثيراً ويدعو لنا وللدكتور العبيدي، ويزورنا في الهيئة بين الفينة والأخرى يكرر الشكر والتقدير، ويثني على حكومة خادم الحرمين الشريفين ويشكرها على هذه الرعاية الكريمة، ويتذكر حاله يوم أن كان مجرد عامل مقهور تحت كفالة إحدى المؤسسات الظالمة، لا يقتات ولا يطعم نفسه وعائلته إلا من غسيل السيارات.
|
|
|
|
|