| الثقافية
خلق الله سبحانه وتعالى الانسان وأكرمه عن سائر المخلوقات فقال جل شأنه: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البرِ والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلا),, وزاد في تكريمه بالتقويم فقال سبحانه: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم),.
فمن هاتين الآيتين العظيمتين دلالة كبرى على عظمة الله سبحانه وتعالى ونعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى وتعتبر نعمة العقل من أجل النعم وأفضلها,, فمن خلاله تعلم الإنسان المعارف بشتى أنواعها ومجالاتها المختلفة واكتسب مدارك فهم كثيرة جداً,, وهذه المدارك يطلق عليها المثقفون كلمة (الثقافة),, وهي اسم كبير له معان ومدلولات كثيرة لا يميزها إلا من يعي هذه الكلمة ويعرف اهدافها ونهجها الصحيح.
وقد اخترت الثقافة العربية والتحديات المعاصرة عنوانا لمقالتي هذه إيمانا مني بدور الثقافة العربية في خلق الثقافات الغربية المعاصرة التي لم يكن لها وجود يذكر سوى النظريات الفلسفية والمعتقدات الاسطورية التي لا تفي بحاجة الانسان الغربي,, ولا تؤمن له السعادة التي كان يريدها ويهدف إلى ايجادها ذلك الوقت,.
إن القرون الاربعة عشر الماضية اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان العرب اصل الثقافة والحضارات منذ قديم الزمان,, وما نراه الآن من ثقافات معاصرة فهي مكتسبة من ثقافتنا العربية في شتى العلوم سواء في الأدب او الطب أو الكيمياء او غيرهما من العلوم,, ولو تأملنا في تاريخ الثقافة العربية لوجدنا فيه اشياء كثيرة جدا من الاحوال والنكبات التي ساهمت في محو كثير من علوم العرب وثقافتهم الكبيرة,, ويتمثل ذلك في الاستعمار والحروب التي تعرضت لها الأمة العربية عبر القرون الماضية,, فالمغول لعنهم الله طمسوا آلاف الكتب والمراجع القيمة وألقوا بها في دجلة والفرات والكل يعرف ذلك,, كذلك الاحتلال الاسباني للأندلس ساهم في ضياع الثقافة العربية بأوروبا.
وعلى ضوء الاستعمار اصبحت الثقافة العربية ضعيفة وضيقة ولم تظهر للبروز مرة اخرى إلا بعد استقرار الامة العربية سياسيا واجتماعيا,, وفي العصر الحديث اصبحت الثقافات الاخرى مهيمنة على شتى العلوم المختلفة,, بينما ثقافتنا العربية مجتهدة للوصول إلى القمة كما كانت في السابق.
إن التحديات المعاصرة لثقافتنا العربية تجعلنا كمثقفين مطالبين ان نقف وقفة صحيحة ومدروسة للثقافات الاخرى فالقراءة والاطلاع والتأليف وأخذ ما ينفعنا من ثقافات الامم الاخرى تجعلنا الافضل والأقوى,, فالله سبحانه وتعالى يقول: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله,,,) الآية.
لذا يجب علينا ان نثق بثقافتنا العربية وألا نتيح لافكار الغرب الهدامة الوجود في مخزوننا الثقافي إلا في اضيق الحدود,, ويكون مناسبا لتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف,, لكي نسعد اجيالنا القادمة ونورثهم مخزونا ثقافيا صحيحا وسليما بعيدا عن الشوائب الهدامة التي لا تخدم ثقافتنا العربية اطلاقا,, ونكون بالفعل أمة مثالية ومثقفة قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة بكل جدارة واتقان.
محمد صالح الغبيشي
عنوان المقالة كبير جد ولا تكفيه كتابة صفحتين فقط، بل يحتاج إلى دراسة مطولة حتى توفي الموضوع حقه من جميع الجوانب!
أما المقالة نفسها فهي بعيدة كل البعد عن عنوان المقالة الرئيسي، فهي مجرد استذكار لما كان عليه حال العرب الاوائل والتأكيد على ان الثقافة الاسلامية اعطت وساهمت في ازدهار الحضارة الغربية، اما ما هي التحديات المعاصرة التي تواجه ثقافتنا العربية,, فلم نقرأ شيئا في هذه المقالة يخبرنا عن ذلك أو يشير الى هذا المعنى من قريب او بعيد!
ولابد من الاشارة إلى ان الصديق الجديد محمد الغبيشي يجيد كتابة المقالة، ولكنه بحاجة بسيطة إلى التركيز فعليا على الموضوع المراد مناقشته وعدم الدخول في جزئيات قد تبعده كليا عن جوهر الموضوع.
ننتظر من الصديق الغبيشي الجديد الأجمل.
|
|
|
|
|