صَرخة,,, تنادي الذكريات
يا عمرُ,, أين الأمس؟!,, هات
يا عمرُ,,قد فت سريعاً
عد من أدراج الفوات.
يا عمرُ مهلاً,.
قف لأحكي ,,قصتي علناً,.
ويسمعني الوشاة.
أنا لم أعد أخشى ,,سوى الكتمان
جرحني السكون
حَبلت بأحشائي ,,الجروح.
وطليقة النسيان
كيف يحل لها,, مقارعة السنين.
***
وقفت بشرفتها ,,سكنت,.
تطل إلى الغروب
الشمس في الليل,, ,,تذوب.
صخب الطبيعة
قد هدا
وتهشمت,, كل الدروب.
لم يبق إلا الخوف
ينبت,, في الحقول ,,لم يبق إلا,.
موعد العشاق
في قعر الظلام
مازلتُ أذكر ذلك الموعد
عند منحدر السيول
كان العفاف ,,جمال وجهي
والحياء,, سهامي
هو قال لي ذلك
مازلت اذكر ,,ما يقول.
***
والآن يا ولدي
ينام أبوك ,,ملتحف التراب
قد مات,,يا ولدي أبوك
وظل حيا
لم يمت.
ياسر بن محمد آل شريم
** كنا قد أشرنا في حصادنا للعام الماضي الى موهبة الشاعر ياسر آل شريم وانه كان ضمن أفضل اصدقائنا الذين شكلوا بحروفهم الشعرية المعاناة الانسانية بشكلها الأعم!
وفي هذا النص الذي امامنا تبرز موهبة ياسر في عنايته ودقة اختياره للعناوين ذات المضمون والمعبرة عن روح القصيدة!
يتقمص الشاعر دور (الأرملة) بكل اتقان التي فقدت الزوج رفيق العمر، ولكن الشاعر يبدأ القصيدة بصرخة,, تنادي الذكريات إذن هي مناجاة وجدانية للغائب,, دون تحديد لهوية هذا الغائب؟! ولكن القصيدة تشعرك بطعم (المر) في ابياتها,, تحس انك ستوشك ان تكتشف حقيقة مؤلمة في نهاية القصيدة وهذا ما حدث بالفعل,, عندما انتقل بك الشاعر فجأة الى المقطع الاخير قائلا: (والآن,, يا ولدي)!,, لم يكن النص في البداية يوحي بأن القصيدة كانت على لسان (الأرملة),, ربما كان متوقعا ان يكون على لسان (الحبيبة), وهذه ايضا قد تكون من محاسن القصيدة التي تباغتك بمفاجأة مؤلمة في آخر لحظاتها!
|