| مقـالات
هو أحد النماذج المضيئة في سماءات الوطن، أحد الشباب الذين يتوقدون حماسا وعزيمة للعمل البناء لخدمة هذا الكيان الغالي، جبل على الإقدام متسلحا بالعلم، ومتشربا الإيمان الصادق، ومسكونا بحب الأرض والسعي لرفعتها فكانت له الريادة على المستوى العربي والإسلامي في الإبحار خارج نطاق الجاذبية,, رافعا الراية الخفاقة عاليا، وواضعا نصب عينيه تحقيق أكبر قدر من المكتسبات العلمية والعملية التي يمكن ان تؤطر هذه التجربة الفريدة، وتوظف معطياتها ضمن مسار النهضة العلمية المباركة التي تعيشها بلاده.
ومن خارج نطاق الجاذبية الأرضية تشده جاذبية الوطن، وتتملكه الرغبة الصادقة في تفعيل القدرات الفذة التي حباه الله بها,, ليهبط متلمساً آفاقا جديدة ورحبة للعطاء، ولتكون رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن أولوياته، فيعمل بكل دأب وعزم حثيث على توسيع نطاق العمل الأهلي الانساني، وتشكيل الرافد التكاملي للخدمات التي تقدمها القطاعات الحكومية في هذا المجال.
وكما هي النتيجة دائما حينما تكون الجهود المخلصة موجهة لهدف سام ونبيل، ومعززة بالنهج العلمي المتخصص، ومدفوعة بالرغبة الملحة في تذليل كل الصعوبات,, استطاع هذا الربان أن يقود كبرى الجمعيات الخيرية الخاصة برعاية الأطفال المعوقين في المملكة ليتنامى عطاؤها، وتتعدد أدوارها من الاهتمام بالبحث العلميمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة إلى الحرص على رفع مستوى الوعي بقضية الإعاقة، إلى تبني نظام حقوق المعاقين، وأخيراً وليس آخراً تحقيق الانتشار والتوسع الأفقي للخدمات المقدمة في هذا الصرح لتظهر تباعاً منظومة مراكز الجمعية في العديد من مناطق المملكة الرياض، مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، الجوف ، لتتحقق بذلك الريادة على المستوى العربي في تعميم خدمات الجمعيات الأهلية متجاوزة بذلك مفهوم اقتصار خدمات كل جمعية على منطقة تواجدها، وهذه الريادة استلزمت من الجهود والطاقات والتكاليف الشيء الكثير، ولنا أن نتخيل مقدار ما يستلزمه إنشاء مركز متخصص لتقديم الخدمات الطبية والتأهيلية والتربوية للأطفال المعوقين لندرك بالتالي حجم الجهد المبذول لإظهار هذه المنظومة وبثها في أرجاء الوطن ، وإشراع أبوابها لمحتاجيها دون مقابل، وفي وقت قصير قياساً بحجم الإنجاز.
لاشك أنكم عرفتموه,, إنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز النموذج الوضاء لشباب هذا الوطن، والمثل الماثل أمام الجميع شاهداً على مدى قدرة شبابنا على العطاء والارتقاء.
إن اختيار قيادتنا الرشيدة لسموه للعمل أمينا عاما للهيئة العليا للسياحة يكشف لنا وبحق عن عمق الرؤى وحصافة القرار لدى القيادة الحكيمة، ذلك أن سموه من خلال مسيرته المضمخة بالنجاحات المتوالية في خدمة الوطن أقدر من يمكنه التعامل مع هذا القطاع، وتأسيس لبناته لتشكيل القاعدة القوية والصلبة القادرة على استيعاب مفاهيم السياحة وعلومها ونظرياتها، ومواكبة التطورات المتلاحقة في هذا المجال، واستخلاص أهم مضامين التجارب الطويلة للدول التي استطاعت أن تجعل منها أهم مصادر الدخل، وأقوى وسائل التعريف بتلك الدول وحضاراتها ومنجزاتها.
وتبعا لهذا الاختيار السديد فإن التفاؤل يعم الجميع في التطلع نحو مستقبل مشرق للسياحة في بلادنا، وكل من عمل مع سموه يدرك بشكل أكبر اسباب وأبعاد هذا التفاؤل، فسموه يعمل وفق منهجية ثابتة تقوم على تكريس مبدأ العمل الدؤوب والمتواصل لتحقيق الأهداف واختصار المسافات الزمنية التي يتطلبها الإنجاز، وإيلاء الجانب العلمي جل الاهتمام، والمتابعة الدائمة لأهم النظريات والأبحاث في المجال، بالإضافة إلى القدرة على استقطاب المتميزين من ذوي العلاقة، والاستنارة بالرأي الصائب من قبل من يثق برأيهم وبخلفياتهم العلمية والعملية.
والجانب الآخر للتفاؤل هو ما تكتنزه بلادنا من إمكانات هائلة يمكن استغلالها لتحقيق الجذب السياحي الهادف، فهذه المساحة الشاسعة والمترامية توفر أفضل عوامل الجذب بسبب التنوعات الكبيرة في المناخ والتضاريس والبيئات الغنية، والثقافات المتعددة التي تشكلت عبر الحقب الطويلة الموغلة في القدم، وكانت مهداً لحضارات انبثقت من هذه الأرض وتركت الكثير من الشواهد على القدرات المتميزة لأبنائها في الماضي والحاضر والمستقبل إنشاء الله ، كما أن الخالق عز وجل قد حبا هذه البلاد بوجود الحرمين الشريفين في أرضها المباركة، وهو ما يجعلها وجهة للكثير من أبناء العالم العربي والإسلامي الذي يتوقون شوقاً للوصول إليها وملامسة ثراها، وتشير التوقعات إلى إمكانية تضاعف أعداد القادمين لها من كافة أرجاء العالم بعد صدور القرار السامي الذي يسمح للراغبين بأداء العمرة بالقدوم على مدار العام، مع إمكانية التنقل في كافة أنحاء المملكة، ومن المؤكد بأن معطيات هذا القرار سوف يتم استثمارها على الوجه الأمثل ضمن الإطار العام لتطوير السياحة.
ومع حجم التفاؤل الكبير بالمستقبل المشرق لمجال السياحة في بلادنا، فإن الدعاء لسموه بالتوفيق في أداء المهام والمسئوليات المناطة به في هذا المجال لا يقتصر على الكبار والأسوياء وحدهم ، فهناك الأكف الصغيرة المرتعشة التي سترتفع حاملة دعواتها الصادقة ورجاءها الكبير للمولى عز وجل أن يكلل جهوده بالنجاح وأن يكلأه برعايته نظير ماقدم ويقدم لهم.
سعود محمد الهزاع
|
|
|
|
|