| مقـالات
يتساءل الشباب عن الكتاب المفيد، رغبة في الوصول إلى نصيحة، تعينهم على حسن الاختيار، ذلك أن الكتب كثيرة، وما يجب ان يكون نافعاً لأبناء الإسلام، هو ما يعالج قضاياهم المعاصرة، مستمداً قاعدته الأساسية من مصدري التشريع في دين الإسلام، اللذين لا يتطرق إليهما الشك، ولا يساور الإنسان ريبة حيال ما يدلان عليه، وما يحذران عنه: إنهما كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ,, وهما وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته في آخر أيامه، وقال: لن تضلوا ما تمسكتم بهما .
والكتاب الذي سوف أعرضه للقارئ، يدرك مغزاه من عنوانه: اختاروا إحدى السبيلين: الدين أو اللا دينية,, والمؤلف هو الدكتور: محمد ناصر رحمه الله رئيس وزراء أندونيسيا الأسبق, وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي,.
فقد كنت أسمع عن الدكتور محمد ناصر، وفكره المستنير، المستمد من تعاليم الإسلام، ونظرة هذا الدين الشمولية للحياة، وحل قضاياها العديدة، وصلاح مبادئ الإسلام، الثابتة الراسخة، لعلاج أمور الناس المختلفة، في كل عصر ومصر، باختلاف أجناسهم، وتعدد لغاتهم,.
واسمع عن دوره الإيجابي في نقاش القضايا المعروضة في رابطة العالم الإسلامي، وحماسته الدينية، لأن يكون الإسلام هوالمصدر لحل كل معضلة تعترض، ومنهجاً سليماً للطرق المتعددة,.
وقد هيأ الله فرصة اللقاء به في عاصمة بلاده، بعدما كبر وتناوشته الأمراض،التي أنهكت جسمه، ولم تمسّ عقله،أو توهن حماسته للدفاع عن مكانة الإسلام، ودوره على تنظيم الدولة، واستيعاب أمور الحياة، التي يظنها من يجهل عمق الإسلام في حل الأمور وتيسير سبلها عسيرة.
مررت بأندونيسيا في عودتي من رحلة لاستراليا، مع وفد لتلك الديار، فكان من أولويات اللقاء في أندونيسيا بأمثال الدكتور محمد ناصر,, وتم ذلك مع نخبة من تلاميذه الذين عايشوه دهراً وعرفت الرجل في اللقاءات المتكررة عن كثب، فوجدته فوق ما قرأت عنه وله: حماسة لدين الله، واهتماماً بتربية الشباب وتثقيفهم دينياً، وحرصاً على تكوين الدولة التي تطبق شرع الله، في عباد الله، ولم يتغير رأيه، رغم كبر سنه، وضعف بصره رحمه الله ومن مكانته لم يعوض عنه في الرابطة حتى توفي.
وكتابه هذا الذي بين أيدينا: اختاروا إحدى السبيلين: الدين، أو اللا دينية: هو رسالة قدمها كبحث فكري وسياسي أمام الهيئة التأسيسة الأندونيسية، التي انتخبت لوضع الدستور في بلاده عام 1957م ]ص17[، حيث يرى ذلك الاجتماع منعطفاً فكرياً، حيث تصارعت النزعات واشتدت في كثير من ديار الإسلام ذلك الوقت: عربية وغير عربية.
وقد أحدثت تلك التيارات الوافدة لبلاد الإسلام ووراءها ما وراءها من أمور خفية تراد بالمسلمين وديارهم، في غزو فكري، أراد أعداء الأمة جعله بديلاً للغزو العسكري,.
وقد كان صريحاً في عرضه لأفكاره الإسلامية التي يريدها القاعدة الأساسية في بناء الدولة، فهو بعد أن بدأ حديثه بقوله: أولاً أودّ أن أعبر عن تقديري للجنة التحضيرية، على نجاحها في استعراض وتلخيص الأفكار، والاتجاهات المتغلغلة في مختلف النزعات، وفي هذه الهيئة التأسيسية فيما يتعلق بموضوع الأساس الذي تنبني عليه الدولة، هذا الموضوع الحساس الذي نحن بصدد البحث فيه, ]ص17[.
ولم يغفل الدور السياسي، الذي يعطي النتائج بدون شدّ الأعصاب، باعتباره من رجال السياسة، لكنه يريد أن يكون ذلك الدور منبعثا من فكر الإسلام، فيقول: إن التقارير الموجزة عن الاتجاهات والرغبات الكامنة داخل الدولة، التي تعبر عنها تقارير اللجنة التحضيرية، سيكون ولا شك، أكبر عون لنا في مناقشة الموضوع الأساسي للدستور الذي نحاول وضعه الآن,.
فهو يريد تمحيص الآراء في جوّ من التسامح، حتى يمكن توفيق الآراء المناسبة للشعب، وأمام الأجيال القادمة، لكنه يتخوف من عدم المصداقية في أعضاء اللجنة التحضيرية عندما قال: إنني أخشى أن تكون ثمة ظواهر، سواء في نطاق هذا المجلس أو خارجه، تدل دلالة واضحة على أن كلاً منا لا يعرف صديقه من خصمه، وأعني بهذا في مجال تنسيق الأفكار والاتجاهات، التي سيقدمها كل منا ]ص19[.
يقع هذا الكتاب، الذي يمثل نمطاً متميزاً للنقاش الفكري الإسلامي، في مقارنة تلامس أوتار القلوب بأسلوب هادئ رصين، بين اختيارين لا ثالث لهما: إما الدين ويعنى به دين الإسلام، أو التمرد عنه بعدم الالتزام الديني,, لأنه يرى أن الإسلام هو الدين الحق، بخلاف غيره من الأديان,, التي لم يضعها في اعتباره لتنظيم الدولة، لأن أصحابها الذين يدينون بها قد تمردوا عليها، ولم يلتزموها تعبداً وعملاً,.
هذا الكتاب بحجمه الصغير يقع في تسعين صفحة ظهر في طبعته الأولى باللغة العربية، في شهر شعبان من عام1392ه الموافق سبتمبر عام1972م، ونشرته: العصر الحديث في بيروت:
وقد قدم لهذا الكتاب: زين العابدين الرّكابي في سبع صفحات: ألقى فيها نظرة عاجلة على دور المجاهدين المسلمين في أندونيسيا من تحرير لأندونيسيا من المستعمر الهولندي، ثم استداروا لكفاح جديد مع وكلاء الاستعمار، من أجل اقرار الحكم الإسلامي,, واعتبر ذلك نموذجاً حياً، فقال عن ذلك: لقد خاض حزب ماشومي الحرب ضد الاستعمار الهولندي، وسقط مسلمون شهداء في هذه الحرب، وتحررت أندونيسيا ولكن تسلط على الحكم رجل، تدعمه بطانة من طرازه، ذبح المجاهدين وسجن من سجن، وعذّب من عذّب، ثم اسلم البلاد إلى عصبة من المنحرفين الماركسيين، حتى أصبح الحزب الشيوعي الأندونيسي، أكبر حزب شيوعي في العالم ثلاثة ملايين عضو ، بعد الحزب السوفيتي، ورفض الحكم الإسلامي والتشريع الإسلامي,, بعد أن خادع الإسلاميين في بادئ الأمر ]ص11[.
ثم حكم المقدّم على هذه الرسالة بقوله: إن الأدلة التي ساقها الدكتور محمد ناصر في رسالته، والوعي الرشيد الذي تخللّ حوارها وردودها على الماركسيين واللا دينيين عموماً، يصلحان اللحظة لإنزال الهزيمة الفكرية بكل معاد للإسلام في أي بلد كان ]ص12 13[.
لقد قسم المؤلف رسالته هذه إلى ثلاثة محاور: المحور الأول: في الهيئة التأسيسية بإندونيسيا، وتحته العناوين التالية: مهمة الهيئة، شروط المناقشة، واجبات الهيئة وحقوقها، ما هي الدولة؟، جذور الدستور، جبهات ثلاث، جبهة المبادئ الخمسة, ]ص1530[.
والمحور الثاني: عنوانه الدولة الدينية والدولة اللا دينية,, وتحته العناوين التالية: ما هي الدولة؟ حقيقة اللادينية، سوكارنو يتكلّم عن الألوهية، أين موضع الوحي إذن؟ خطورة عقيدة اللا دينية ، ميزة الدين، حقيقة الدين، مأساة المبادئ الخمسة اللا دينية، مبادئ وهمية, ]ص31 64[.
المحور الثالث: دعوتنا، وتحته العناوين التالية: نداء لدعاة المبادئ الخمسة، ودعاة الاقتصاد الاشتراكي، دعوة الإسلام، دولة الإسلام ليست ثيوقراطية، ركائز منهجنا, ]ص6582[.
ثم ختم هذا البحث بالنتائج، وفيه العناوين التالية: مصدر السّلطات، الدولة وسيلة، سيطرة الدين في نفوس الأمة، يجب علينا التخلص من تيار اللا دينية الجارفة ]ص8390[.
وعند تساؤله: ما هي الدولة؟ يقول: وللجواب عليه لا نريد أن نستعرض موضوع نشأتها ومصيرها في المستقبل، فالشيوعيون يرجون زوال الدولة، متى ما بلغوا غاياتهم الأخيرة، والفوضويون يريدون هدم الدولة بأسرع وقت ممكن، أما نحن المسلمين، فمبدؤنا المحافظة على الدولة، ما دام هناك بشر يعيشون على وجه الأرض،ثم وضع وصفاً موجزاً للدولة، بقوله: والدولة بوصفها مؤسسة يجب أن يكون لديها:
1 منظمة 2 شعب 3 حكومة 4 سيادة 5 دستور أو مصدر آخر للقانون والسيادة لا يخضع للتدوين (ص2021[.
ويرى أن هذه العناصر، متوفرة في الإسلام، وهو ما يدعو إليه، لتقوم الدولة في بلاده بعد أن تحررت من ربقة المستعمر على مبادئه والإسلام يشملها بنظامه، وشموليته لمطالب الحياة بتشريعاته التي تكفل العزة والكرامة، ويرد على المناوئين لهذا الهدف من اللادينية، فيقول: ولكن الغريب أننا حين ندعو إلى الإسلام، كنظام للدولة، سرعان ما يقول الناس: لا تجعلوا الإسلام أساساً للدولة، لأن الإسلام منهاج للحياة، تدين به طائفة خاصة، في حين، أن هناك طوائف أخرى غير إسلامية.
هكذا يبررون موقفهم,, إن هذا الرفض لا يستمد من تقديرهم لمحاسن الإسلام، ولا من النظرة إلى كون هذا النظام قد تغلفل في نفوس أكثرية الشعب أم لا؟، بل إن هذا الرفض يستمد من كونه نظاماً، تدين به طائفة، لا كل الطوائف, ]ص2627[.
ثم بدأ يناقش المبادئ الخمسة، التي وضعت كأساس للدولة، التي هي ملك لطائفة خاصة، ولا يرضاها المسلمون وهم الأكثرية، ويرادفهم ترك فكرتهم، التي تندمج مع حياتهم اندماجاً كلياً، والتي هي مصدر كيانهم وقواهم, في حين أنه لو قارن المسلمون هذه المجموعة من المبادئ المطروحة بفكرتهم، التي لم تزل منذ قرون مرجعاً لحياتهم، لوجدوا أن تلك المجموعة من الأفكار لا يمكنها أن تخاطب أرواحهم، وأنا معتقد أن كل مؤمن بفكرة ما، سيقدر هذا الإحساس حقّ قدره ]ص2829[.
وفي المحور الثالث: دعوتنا: يوجه النداء، أولاً لدعاة المبادئ الخمسة بقوله: فلو قبلتم الإسلام أساساً للدولة فلن يزول واحد من هذه المبادئ الخمسة ففي الإسلام قواعد ونظم بحيث تجد نظرية تلك المبادئ الخمسة مرتكزاً حقيقياً وروحاً محركة ]ص67[.
ولدعاة الاقتصاد الاشتراكي يقول: إنكم ستجدون في الإسلام منهاجاً تقدمياً للاقتصاد، وعدالة اجتماعية رائعة، لأنه عقيدة يعيش في رحابها السواد الأعظم من أبناء الشعب الأندونيسي ]ص68[.
ويجيب على التساؤل: كيف يمكن للإسلام أن ينظم دولة حديثة من شأنها أن تجد حلاً لآلاف من المشاكل المعقدة؟.
بأن الإسلام يشمل عنصرين: عنصر العلاقة بين الإنسان وربه، وعنصر العلاقة بين الإنسان وبني نوعه، وبالتالي عنصر العبادات، وعنصر المعاملات,.
وهذا العنصر الأخير يشمل حياة الفرد والأسرة والدولة، فحين يجابهنا أمر من الأمور في الدولة كالدستور مثلاً, فلا مناص من الرجوع إلى تعاليم الإسلام المتمثلة في عنصر المعاملات,.
ويرد على شبهات تطرح مثل: كيف يمكننا أن نضع ميزانية للدولة، أي أن نتصرف في أمور العملات والصرافة أو تنظيم حركات المرور بحيث تتفق وتعاليم الإسلام؟,, أبان: بأن الإسلام لم يضع أسساً لأمثال هذه الأمور الفرعية، أو التفصيلية التي يمكن أن تتغير بتغير الزمن، وبقدر حاجة الإنسان، فهو لم يضع إلاّ الأسس الرئيسة التي تتفق ونوازع الإنسان الفطرية، هذه الأسس أو القواعد الصالحة لكل زمان ومكان، ومن أهم قواعد الإسلام التي تتميز به: أنها تنظر إلى كل ما يتعلق بصلات الإنسان بربه، أي ما يتعلق بالعبادات، على أنه حرام إلا ما أمر الله به، وتنظر إلى كل ما يتعلق بالمعاملات أو الصلات بين الإنسان والإنسان على أنه حلال إلا ما نهى عنه الله، وهذا في اصطلاح القانون الإسلامي ما يطلق عليه البراءة الأصلية ,.
فالإسلام يضع قواعد أساسية لتنظيم الحياة الدنيوية، وهو في الوقت نفسه ينظم حدودها حتى يتبين للناس ما هو حلال وما هو حرام، وما يجوز وما لا يجوز، وكل هذا وضعه الإسلام لضمان سلامة الإنسان وسعادته فردياً أو جماعياً.
وإلى جانب هذه القواعد والحدود منح الإسلام الذي هو شرع الله للإنسان مجالاً واسعاً لاستخدام عقله واجتهاده، في تنظيم الأمور في كل نواحي الحياة وفقاً لتقدم العقل البشري ومطالب الزمان والمكان,, ولا تتدخل العقيدة في مثل هذه الأمور إلا في حالة وجود تعارض بينه وبين حدود العدالة والإنسانية وغيرها من القيم الروحية ]ص6770[.
ثم دخل في نقاش أمور كثيرة من منهج إسلامي، مدعوم بالدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مثل: التعاون، الديمقراطية، الوطنية، الجهاد، نصرة المظلوم، حب الحرية، محاربة الرأسمالية، محاربة الشيوعية، العدالة، حب التسامح، الدفاع عن الأديان، القضاء على النزعات العدوانية في النفس البشرية,, ]ص7181[.
وفي الختام: ذكرأن الأمم التي اختارت اللا دينية، وتمكنت من السيطرة،قد ازداد حصرها على مرّ الأيام في نطاق ضيق نتيجة ما وصلت إليه من تقدم، وما كسبته أيديهم، حيث ظهر الفساد، وهاهم قد بدأوا يدركون مدى الخطر المحدق بهم، والذي يهدد حياتهم، فأخذوا يتحسسون طريق العودة في سبيل الحصول على توجيه واستقرار في الحياة.
وسيأتي اليوم الذي لابد لهم من اختيار السبيلين اللا دينية مع تحمل تبعاتها، أو سبيل الدين بالعودة إلى الهداية الإلهية ]ص8990[, ذلك أنه يرى في دين الإسلام سعادة البشرية، وتخلصاً من المشكلات العديدة التي تعصف بالبشرية.
إنه كتاب قيّم مع صغر حجمه، يمثل نموذجاً جاداً، في مخاطبة العقول بما يجب أن تدركه عن دور الإسلام ومكانته في تسيير الحياة، وهو فقه إسلامي سياسي، يحسن بالمسلمين في مجال السياسة والاقتصاد إدراكه والمحاورة في حدوده.
نماذج من الحيل:
جاء في كتاب الحيوان للجاحظ: أن أبا الحسن قال: كان عندنا بالمدينة رجل قد كثر عليه الدين، حتى توارى من غرمائه، ولزم منزله، فأتاه غريم له، عليه شيء يسير فتلطف حتى وصل إليه، فقال له: ما تجعل لي إن أنا دللتك على حيلة تصير بها إلى الظهور والسلامة من غرمائك؟, قال: أقضيك حقك، وأزيدك مما عندي، مما تقر به عينك، فتوثق منه بالأيمان، فقال له: غداً قبل الصلاة مُر خادمك، يكنس بابك وفناءك، ويرش ويبسط على دكانك حصراً، ويضع لك متكأ، ثم أجلس وكل من مرّ عليك ويسلم تنبح في وجهه، ولا تزيدن على النباح أحداً، كائناً من كان، ولو كلمك أحد من أهلك أو خادمك، أو من غيرهم، أو غريم، أو غيره، حتى تصير إلى الوالي، فإذا كلّمك فانبح له، وإياك أن تزيده أو غيره على النّباح، فإن الوالي إذا أيقن أن ذلك منك جد، لم يشك أنه قد عرض لك عارض من مسّ فيخلي عنك.
ففعل فمرّ به بعض جيرانه، فسلم عليه، فنبح في وجهه، ثم مّر آخر ففعل مثل ذلك، حتى تسامع غرماؤه، فأتاه بعضهم فسلم عليه فلم يزده على النباح، ثم آخر وآخر، فتعلقوا به فرفعوه إلى الوالي: فسأله الوالي فلم يزده على النباح، فرفعه معهم إلى القاضي، فلم يزده على ذلك، فأمر بحبسه أياماً، وجعل عليه العيون فملك نفسه، وجعل لاينطق بحرف سوى النباح.
فلما رأى القاضي ذلك منه، أمر بإخراجه، ووضع عليه العيون في منزله، وجعل لاينطق بحرف إلاّ النباح، فلما تقرر ذلك عند القاضي، أمر غرماءه بالكف عنه، وقال: هذا رجل به لمم نسأل الله له الشفاء، فمكث ما شاء الله تعالى.
ثم إن غريمه الذي كان علمه الحيلة، أتاه متقاضياً لما بينهما من عدة وعهد، فلما كلمه جعل لا يزيده على النباح، فقال له: ويلك يا فلان، وعليّ أنا أيضاً، وأنا الذي علمتك هذه الحيلة، فجعل لا يزيده على النباح، فلما يئس منه انصرف غير آمل منه فيما يطالبه به ]الحيوان 2: 62[.
وعن ذكاء الكلب: يقول الجاحظ: والكلب الصيني، قصيرالقوائم، يسرج على رأسه ساعات كثيرة من الليل فلا يتحرك وكان في بني ضبة منها، فيسرج على رأسه ساعات فلا يتحرك، ويدعونه باسمه ويرمون إليه اللحم، والمسرجة على رأسه فلا يميل ولا يتحرك، حتى يكون القوم هم الذين يأخذون السراج، فإذا زايل رأسه وثب على اللحم وأكله، درب فتدرب، وثقف فتثقف، وتعلق في رقبته الدوخلة والزنبيل وتوضع فيها رقعة، ثم يمضي إلى البقال ويجيء بالحوائج ]الحيوان 2: 179[.
د, محمد بن سعد الشويعر
|
|
|
|
|