|
| مقـالات
قبل ثلاثة أيام أعلن عن الكشف الطبي الخاص بالجينيوم أو الأطلس الأساسي للمعلومات الوراثية الإنسانية، بانتظار الوصول لتحديد 50 عنصراً ما زالت غير معلومة خلال السنوات القليلة المقبلة, وسيتمكن العلماء المنتمون لدول بريطانيا وفرنسا واليابان وألمانيا بتمويل ومقر أمريكي بعد هذا الفتح الطبي الكبير، استنادا الى ما أفادت به تصريحاتهم، من تطوير ابتكارات طبية جديدة لعلاج الأمراض المستعصية، كذلك وضع حلول تساعد في زيادة الكفاءة الجسمية وبالذات ما تعلق منها بالشيخوخة والقدرات الذهنية، لدرجة انهم قالوا بإمكانية جعل متوسط الأعمار العالمي مستقبلا يقف عند سقف المائة عام! بخلاف أنك إذا ذهبت لطبيب كي يشخص لك مرضا ما فان الوضع سيتغير عما مضى إذ لا بد له ان يعاير مورثاتك حتى يصف المستحضر المناسب ومقاديره، وهناك قضايا أخرى ذات صلة بالتأمين الطبي ومدى تأثير الكشف عليه، لو افترضنا وجود علل وراثية او قابلية أكثر للاصابة بالأمراض لدى مجموعات بشرية دون غيرها, أمور كثيرة سيؤدي اليها فك الشفرة الوراثية، ابسطها القيم الأخلاقية التي ستنتهك والحاجة لوجود قانون او تشريع ينظم عملية الاستفادة بمخرجاتها العلمية وكيفية التعامل معها، والأخطر احتمال التلاعب بالمورثات وخروج بشر بمواصفات محددة سلفا، ويكون بتركيز قدرات معينة والتهيئة الوراثية لها، لأن ذك سيشكل منعطفاً كارثياً يتلاعب بالأقدار والمصائر، ولنتصور مثلا طبيباً بالولادة أو مهندساً أو موسيقياً أو عسكرياً، وما سيحدث السابق في بناء المجتمع كنتيجة، لو فقد الخبازين والنجارين واصحاب الحرف اليدوية وسائقي الأجرة وغيرهم.
باختصار ما نحتاجه هو تحرك عربي فاعل يبحث في دور للمشاركة البحثية العلمية والمعملية، إضافة الى تدخل المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي مع المستجدات المذكورة عبر إقرار أحكام شرعية ملزمة تخص المسألة وبصورة تشريحية؟!
|
|
|
|
|
