| مدارات شعبية
وجه الشاعر الحميدي الحربي الدعوة للشعراء والمهتمين المتذمرين من حال الصحافة الشعبية,, ودعا الجميع للحوار الصادق الذي يحدد العيوب الموجودة في الصحافة الشعبية، وهذه الدعوة تعتبر محاولة جريئة للخروج من مأزق تمر به الصحافة الشعبية التي ان استمرت بالسير في هذا الاتجاه سيؤدي بها للهاوية,, اعتقد بأن الحميدي يقذف بآخر ورقة,, محاولا انقاذ الصحافة الشعبية مما تعاني منه كما تؤكد دعوته هذه ادراكه بخطورة الامر وعظم المسؤولية.
اذا هناك عيوب,, ويعترف بوجودها الرواد في الساحة الشعبية وأولهم الحميدي الحربي، مع العلم بأن هذه العيوب اتت من انتاج الرواد ومعرفتهم بها واعترافهم بها لا يبرئهم منها,, لأن اي مجال يكون به اخطاء تكون مسؤولية تلك الاخطاء على رواده ومؤسسيه, هذه النظرية شعر بها الحميدي الحربي ولذلك بادر ونادى الجميع لتحديد هذه العيوب ونتأمل منه خيرا ان يجد لها حلا بمشيئة الله,, الاعتراف بوجود المرض اول خطوة للعلاج ولهذا لم يمانع الحميدي بذكر عيوب مدارات شعبية وتراث الجزيرة، وهذه الصفحات من اهم الصفحات الموجودة في الصحافة الشعبية، وذكر عيوبها يحدد لنا اغلبية عيوب الصفحات الاخرى المهمة ايضا، علما بأن صحافتنا الشعبية لا تخلو من المميزات.
العيوب الموجودة في صحافتنا الشعبية عامة ومدارات خاصة حسب رأيي المتواضع أولها حب الذات وثانيها الواسطة.
كثيرا ما نقرأ الكتابة عن الذات تحت مظلة الاهتمام بالشعر ولكن لم يكتب عن الشعر وجوانبه الاخرى كالنقد او قراءة لقصيدة او لديوان، مع علمي بأن هناك محاولات من بعض المهتمين ولكنها لا تخرج عن حب الذات والبحث عنها,.
الشعراء او الصحفيون او المراسلون لصفحات الشعر الشعبي الجميع هناوهناك يبحث عن الذات ولا يدفعه للكتابة او المراسلة او النقد او اي عمل آخر في هذه الصفحات سوى حب الذات, حتى اننا نلاحظ كثيرا تكرار هذه العبارات في مدارات ,, راجعوا جميع الاعداد التي يوجد بها المدار الاول وستجدون تكرار.
(نحن في الجزيرة نحن والقراء نحن ورسائل القراء نحن نحن نحن ).
الجميع يعمل لمصلحته الخاصة, لا احد ينتقد احدا، والكل يطري بالكل، او البعض يحارب البعض، والمثل الشعبي يقول: (امسك لي واقطع لك) والمثل الآخر يقول: (علي وعلى اعدائي) ومن هذه المبادئ الجميع ابتدأ والجميع سينتهي.
كما يوجد في مدارات زاوية اسمها (مع الاحبة)، وضعت للرد على رسائل القراء، وكل الردود الموجودة بها تقول القصيدة خاصة,, ما هي هذه القصيدة الخاصة,,؟، اذا عرفنا بأن الشعر نفسه حالة خاصة وموهبة خص الله بها بعض عباده ولم يعطها الكثير من البشر,,, واذا عرفنا بأن جميع القصائد الغزلية مواضيعها خاصة وتخص شعراءها,, اذا كان هناك توضيحات حول هذا الموضوع,, لماذا لا يبتعد المدار الاول عن عبارات (نحن وانتم) ويتناول قصيدة يراها بأنها غير صالحة للنشر لخصوصيتها كما يقال وبهذا يخدم الشعر بعيدا عن الكتابات التي لا تخدم الا اصحابها.
العجيب ان زاوية مع الاحبة كثيرا ما نجد بداخلها اعتذار من شاعر ما بأن القصائد خاصة ونجد بالقرب منها قصيدة موضوعها خاص ولكن الشاعر الذي رد عليه في زاوية مع الاحبة لا يملك الواسطة ويبدو تواجدها مع الشاعر المنشور له والواسطة لا احد ينكر قوتها وقدرتها على احداث الخلل في ميزان العدل,, والواسطة هي في الاصل طريقة يستخدمها العاجز عن الحصول على حقه فهناك شعراء ليس لهم حق في الشهرة وليس لهم حق في النشر نظرا لتردي مستوى قصائدهم، ولكن حب الذات لديهم كبير مما دفعهم للبحث عن واسطة,, ووجدوا امامهم في دور النشر اناس ليس لهم حق في الاشراف على صفحات الشعر وليس لديهم مؤهلات تسمح لهم بالاشراف على ما ينشر من الشعر ونشأت علاقات بين المستشعرين والمسترزقين، ومن هنا تواجدت الكثير من العيوب في الصحافة الشعبية وكل هذه العيوب تندرج تحت سببين، اولهما حب الذات وثانيهما الواسطة، وهاذين السببين نتيجة سبب آخر يعتبر القاعدة التي تنطلق منها جميع العيوب سواء التي ذكرتها او التي لم استطع حتى التلميح عنها، وهذا العيب الاساسي هو حب الشهرة والبحث عن الاضواء علما باننا نعلم بأن الشهرة نتيجة لجهد يبذل وليست غاية نتصارع عليها.
حقيقة:
الشهرة قد تأتي حتى من الفضيحة.
وعلى الصدق دمتم.
|
|
|
|
|