| منوعـات
* في آخر عدد من مجلة : عالم الكتب لشهور: محرم، صفر، الربيعان 1421ه, قرأت بحثا للدكتور: عبدالله بن عويقل السلمي، عنوانه: الأشموني النحوي هل كان أمينا علميا ؟
* فوجدت ان صاحب كتاب : المنهج السالك الأشموني وهو كتاب تعلم منه الكثيرون، ودرسه الكثيرون, ذلك انه شرح لألفية ابن مالك في النحو,! وصاحب الكتاب، أعني الأشموني,, أشهر من نار على علم كما يقال !
غير انه لم يكن أمينا فيما قدم للدارس والمدرس, ذلك,, انه سطا على غيره في هذا العلم، الذي أفاد منه خلق كثير,! والمجني عليه,, ان صح هذا التعبير، هو المرادي المغربي ، واسم كتابه: توضيح المقاصد .
* ان كثيراً من الناس,, لا يعرفون المرادي ، وبالتالي لا يعرفون كتابه الذي سلب منه، وادعاه غيره الأشموني بعنوان جديد,! يقول الدكتور عبدالله بن عويقل: ان شهرة الأشموني وشهرة شرحه لألفية ابن مالك ما هما الا ضرب من الزيف الباطل الذي انطلى أمدا طويلا على كثير من المشتغلين بعلم النحو، بل ما زال منطليا على عدد غير قليل منهم حتى الآن .
* نعم: ان كتاب الأشموني أشهر من ان يدل عليه، عني به الدارسون، وأفاد المتعلمين أكثر وأكثر ما سواه,, من شارحي ألفية ابن مالك، على حين ان المرادي ، وهو صاحب الفضل، ظل مجهولا عند الكثيرين، اذ غطت عليه شهرة الأشموني، الذي أخذ جهد غيره سائغا، وقدمه على انه له,! ويحدد الباحث ,, في هذا الكشف، تاريخ وفاة ابن مالك صاحب الألفية بأنه عام 672ه، وان وفاة الأشموني,, كانت عام 918ه , ويذكر الأخ عبدالله بن عويقل ان المرادي قد سبق الأشموني بأكثر من مائتي عام ثم قال : وان شرح الأشموني وشرح المرادي يكادان يكونان شرحا واحدا كما يقول المحقق، ويعني بالمحقق، الباحث المعاصر عبدالرحمن سليمان في مقدمة تحقيقه لشرح المرادي توضيح المقاصد حين ذكر ان هذا الكتاب تحقيق لأهم أصل من أصول الأشموني التي اعتمد عليها وأخذ ويكاد يكون صورة لها، فالأشموني وشرح المرادي على ألفية ابن مالك يكادان يكونان شيئا واحدا انتهى كلام الدكتور ابن عويقل,!
* ثم يسوق الكاتب في عالم الكتب سردا هو: ان المرادي النحوي المغربي عاش في مصر يتيما، ورحل عن الدنيا فيها فقيرا بقي مظلوما الى ان قيض الله للناس من يكشف الحقيقة ويؤكد كاتبنا انه أحد هؤلاء!
* ويسوق الكاتب تعريفا بصاحبه المرادي فيقول: فهو الحسن بن قاسم بن عبدالله بن علي المرادي المراكشي المصري المالكي، أبو محمد بدر الدين ويرجع نسبه الى قبيلة مراد، وكان موطن رهطه في القرن السابع في أسفي على ساحل الأطلسي، ثم رحلت جدته زهراء المشهورة بأم قاسم الى مصر، وفي مصر ولد الحسن ولم يعرف عام ميلاده، ونسب الى جدته فكني بابن أم قاسم .
* ثم يتحدث عن دراسته وشيوخه, وانه أخذ يدرس ويؤلف,, الى ان توفى في يوم عيد الفطر سنة 749ه، ودفن بسرياقوس والأشموني كما يعرفه النحاة - مصري!
* انني كتبت هذه السطور، ليطلع عليها القراء، ممن يعنيهم هذا الأمر،! ولعل الكثيرين لا يطلعون على بحث الدكتور عبدالله عويقل، فيرجعون اليه، ليفيدوا منه ما ألقى به من جهد ومتابعة، من أجل احقاق الحق، ورد الفضل الى أهله، وكذلك تصحيح الأفهام، وانصاف رجل ظلم، حين نسب عمله الى غيره، وظل مجهولا، غير ان الحق لا يضيع، ذلك انه يجد من يظهره ويناصره ويحميه، ولو بعد حين!
|
|
|
|
|