| محليــات
لم يغال المراقبون والمحللون السياسيون ورجال الفكر في الشقيقة مصر في تقديراتهم المتوافقة لقيمة زيارة سمو ولي العهد الأمين ولأهمية توقيت هذه الزيارة التي التقى خلالها أمس بأخيه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ الذي اكتسب شهرته من عدة لقاءات قمة عربية ثنائية وجماعية في إطار نفس الهدف الاستراتيجي الذي تتم من أجله زيارة سمو ولي العهد الأمين ومباحثاته مع الرئيس مبارك.
ومما يزيد من الاهتمام الاقليمي والدولي بالنتائج المرتقبة من مباحثات قمة شرم الشيخ أن مباحثات سمو ولي العهد الأمين مع الرئيس مبارك تجيء في إطار جولة عمل بدأت بالمغرب العربي إذ التقى سموه بالعاهل المغربي محمد السادس أول أمس الثلاثاء رغم خصوصية الزيارة وتباحثا حول الوضع الراهن والمتأزم لعملية السلام في الشرق الأوسط في مسارها الفلسطيني بسبب ما يظهره الجانب الإسرائيلي من تعنت في المفاوضات ومن تنصل من كل استحقاقات عملية السلام الموثقة باتفاقات تحمل توقيعات مفاوضيه، وتحمل توقيعات شهود دوليين.
ولا يقل الهم الذي تحمله قادة المملكة وفي طليعتها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله بشأن تنفيذ استحقاقات عملية السلام العادل والشامل في جميع مسارات هذه العملية لا يقل عن الهم الذي يحمله قادة السلطة الفلسطينية، وقادة الحكم في سوريا وفي لبنان، لأن قضية الحقوق الفلسطينية واللبنانية والسورية الخاصة بتحرير الأراضي المحتلة واستعادة كامل السيادة عليها هي قضية محورية وفي صلب استراتيجية السياسة الخارجية للمملكة منذ أن خطها الملك الوالد المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله واتبعها أبناؤه الملوك الراحلون سعود وفيصل وخالد رحمهم الله وتولاها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله بالرعاية والتصعيد نشاطا وحركة وجهدا خدوما انطلاقا من ريادة المملكة في تحمل عبء الدفاع عن قضية فلسطين خاصة وقضايا الحقوق العربية عامة.
وتجيء جولة سمو ولي العهد في هذا الوقت الأكثر مناسبة للحاجة العربية إلى تنسيق المواقف السياسية لمواجهة تصعيد الحكومة الإسرائيلية لتعنتها في مواقفها السياسية المعادية للسلام، والتي ظهرت منذ وصول وزيرة الخارجية الأمريكية مساء أول أمس إلى إسرائيل في محاولة للحصول على موافقة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على عقد قمة ثلاثية في واشنطن.
فأمس فقط أعلن باراك أنه حدد خطوطا حمراء للتسوية مع الفلسطينيين وأهمها:
1 عدم التخلي عن القدس كعاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل.
2 عدم منح الفلسطينيين نسبة 92% من أراضي الضفة الغربية المحتلة.
3 حق إسرائيل في إدارة المستوطنات التي تضم 150 ألف مستوطن يهودي في قلب دولة فلسطين.
4 عدم العودة إلى حدود الرابع من يونيو 1967م.
وفي ظروف هذا التصعيد الإسرائيلي الذي يعكس تنصلا واضحا من الالتزامات السياسية والأخلاقية الخاصة باستحقاقات عملية السلام التي أصبحت هدفا استراتيجيا للأطراف العربية المشاركة في العملية والمساندة لها من خارجها,, في هذه الظروف تحديدا تكتسب جولة سمو ولي العهد الأمين قيمتها السياسية وأهميتها الزمنية.
(الجزيرة )
|
|
|
|
|