| مقـالات
تزدان الأغاني العربية بذلك النزيف (الماسوشي) المتورم بمفردات اللوعة والفراق وجلد الذات، في جنائزية طويلة يندر ان تتخلص منها أغنية واحدة لتنحصر في التعبير عن مشاعر مكبوتة ومتموعة إلى حد الابتذال، وإلى الدرجة التي تشعرك بأن الكون يتقلص في العالم العربي ليتحول إلى مطاردات ملتاعة بين حبيب يتدلل خلف الأبواب الموصدة، وعاشق يعاني عقابيل الصد والهجران.
عندها تصنع مخيلة الحرمان من الحبيب أسطورة نادرة المثال، يمضي المغني جل عمره في النحيب على اطلالها وتحت شبابيكها.
ولا أدعي بأنني امتلك التفسير النهائي لهذه الظاهرة المترسخة، ولكن هذا لا يمنع سؤالاً ملحاً يلاحقني عن السبب الذي يجعل المغنين يعزفون عن شؤون الحياة الأخرى، والألوان الأخرى من العواطف السامية التي تتجاوز رومانسيات المراهقة الساذجة؟؟ إلى تفاصيل أكثر عمقا وجدية.
حتى الوطن حين ينشدون له، فغالبية الأغاني تكون ذات نبرة خطابية حماسية خالية من التجديد والابتكار.
ولقد أعجبتني كلمات أغنية انجليزية استمعت لها مؤخرا فترجمتها احتراماً لكلمات تخلو من (ماسوشية الصد والهجر) المعتادة.
البطل
(هناك بطل
إذا نظرت إلى اعماقك
لا تخف,, من هويتك
دائماً هناك جواب
إذا وصلت إلى اعماق روحك عندها سيمتلىء فراغك الداخلي
عندها سوف يحضر البطل
مع قوة الاستمرار
وستكتشف أخيراً حقيقة القوة
مع البطل الذي يختبىء في أعماقك).
|
|
|
|
|