| الريـاضيـة
ازدادت عروض المهرجان الاوروبي اثارة ومتعة بوصول ابرز فرسانها الى المحطة قبل الاخيرة لبطولة الأمم الاوربية الحادية عشرة لكرة القدم، واستمر مسلسل السقوط الكبير الذي طال هذه المرة اشاوس البلقان وحول الشراسة اليوغسلافية الى وداعة متناهية أمام الجحافل الهولندية الضاربة بقسوة قوامها ستة اهداف لتؤكد مجدداً ان اللقب برتقالي اللون لن يتأثر من حملة انتقادات السوبر الستار الشهير يوهان كرويف لاداء منتخب بلاده وافتقاد لاعبيه للنجومية المطلقة، ولعل رد هؤلاء كان بليغا في مباراتهم الأخيرة على الرغم من ان الانهيار اليوغسلافي كان بمثابة احدى عجائب ساحرة الملايين التي لم يتوقعها احد للتشابه الشديد ين الكرتين الهولندية واليوغسلافية في القوة والصلابة حتى ان خبراء الكرة الاوربية اجمعوا على انه لو اتيحت للفريقين فرص الالتقاء مجدداً لتعذر تماما تكرار هذا الانتصار الساحق لأي منهما!
وهكذا استمر تساقط الكبار، فاختفت جاذبية راقصي الفلامينغو امام ابطال العالم وافتقدوا الايقاع الخاطف سواء في الأداء غير المقنع او في التبديلات غير الموفقة، الى جانب اهدار ركلة جزاء الدقيقة الاخيرة التي كان بامكانها مباغتة التفوق الفرنسي وقلب نتيجة المباراة رأسا على عقب، ولكن الفتي الذهي الاسباني راوول غونزاليس بلانكو نجح مموها في ارسال الحارس الى الجهة اليمنى واطاح بالكرة عاليا نحو الجهة اليسرى بعيدا عن الشباك ليؤكد بدوره صعوبة اللعب من دون توأمه الشهير فيرناندو مورنتس المبعد من المنتخب لأسباب غامضة لا يعلمها سوى المدرب الشاب خوزيه انطونيو كاماتشو 35 سنة الذي لفت الانظار الى خبرته المحدودة ونظرته الضيقة مما أثار سخط الجماهير لاخفاق الماتادور الاسباني المتواصل في البطولة الاوروبية منذ انتزاعه لقبها عام 1946م.
وانتهت المغامرة التركية الشجاعة أمام براعة برازيلي اوروبا وهي نتيجة طبيعية ومتوقعة ولا يمكن لوم الهداف البارع هاكان سوكور ورفاقه فلقد بذلوا كل ما في جعبتهم في هذه البطولة، ولكن نجوم البرتغال بقيادة نجومها الموهوبين لويس فيغو وسيرجيو كونسيساو ومانويل روي كوستا يملكون وحدهم الكثير من المهارات الذواقة والتصميم القوي للتطلع بثقة وللمرة الأخيرة الى لقب البطولة الغالية.
وصادف سوء الطالع فرقة مارادونا البلقان جورجي هادي لقيام الحكم البرتغالي فيتور مانويل ميلو بيريرا بطرد قائد رومانيا الموهوب لمطالبته احتساب ركلة جزاء اثر اعاقته، وحقيقة الأمر ان الطرد المتسرع اخل بالتوازن المفترض وافسد اعادة تنظيم هادي ورجاله لصفوفهم في الشوط الثاني والبدء في فرض السيطرة وشن الهجمات الضارية مما اراح الخطوط الإيطالية في تأمين تصديها الدفاعي المنظم بعد التقدم بهدفين خاطفين في الشوط الأول، والجدير بالذكر ان ايطاليا تجيد تسجيل الأهداف من انصاف الفرص تتألق بعدها في الدفاع عن مرماها باغلاق كل الطرق نحو منطقة الجزاء ومنع المهاجمين من الوصول الى مرمى حارسها الصلب فرانشيسكو تولدو ولو تطلب الأمر منع الماء والهواء ايضاً!
اليوم وغدا تقام مباراتا الدور قبل النهائي، فتخوض اولاً فرنسا الاختبار الأهم أمام فناني البرتغال في مباراة تعتبر الأكثر مهارات ومواهب، بينما يحظى لقاء هولندا المرشحة الأخطر مع إيطاليا صاحبة الخبرات العتيدة مساء غد وهي مباراة حاسمة بين المدرستين الأكثر قوة وخطورة، ومن ينتصر منها سيكون على الارجح الاقرب لكأس البطولة.
لا يزال عشاق الكرة الاوروبية على موعد مع مسلسل المتعة والتشويق، بينما يصعب على الخبراء توقع نتائج لقاءي اليوم وغد لتوفر الفرص المتساوية للمنتخبات الاربعة ومن يتمكن من امتلاك منطقة المناورة وسط الملعب والتوفيق في ضبط الايقاع وتماسك الصفوف مع استغلال دقيق لكل فرصة طائشة، فالنصر اقرب اليه,,ورغم ان هولندا تمثل ترشيحات الجزيرة للوصول الى نهائي البطولة، فان ترشيح الطرف الثاني للقاء القمة يبدو صعب التحديد هل هو فرنسا أم تفعلها البرتغال، كما يقولون كل شيء ممكن في عالم الكرة المجنونة.
|
|
|
|
|