رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th June,2000العدد:10135الطبعةالاولـيالاربعاء 26 ,ربيع الاول 1421

الاقتصادية

زلزال العولمة
أحمد اسماعيل البهكلي
المسميات التي تطلق من قبل دول الشمال لا تكون صادرة من فراغ انما مبنية على دراسات دقيقة الى أبعد ما يتصور الفرد حتى ان المسمى محكم في التنفيذ لخطوات السناريو الخاص به!! فدول العالم الثالث هي بعيدة كل البعد عن حقيقة ما ينسج حولها وهذا شيء طبيعي لأنها تعيش في دوامة متناقضاتها وعشوائية استراتيجية حياتها من خلال اهدار لقدراتها وامكانياتها ومواردها وبناء شعوبها!!
فلنأخذ آخر المسميات وهي العولمة فهذا المسمى لا يركز على مجرد الهيمنة والسيطرة وانما اذابة الذات والهوية للشعوب فهو ينزع لغرض سلطة النموذج الأوحد, اذاً فالدعوة صريحة وهي ان العولمة تسعى بكل قوتها لكي يتفق العالم مع الصورة الغربية الأمريكية فلذلك كانت توجهاتها عديدة سياسيا، اقتصاديا، ثقافيا، اجتماعيا فهي تعتبر آخر افرازات الرأسمالية وكنتيجة لتخلص دول الشمال من تناقضاتها زائد تخلصها من الشيوعية المتمثلة في الاتحاد السوفيتي.
فعلينا ان ننظر الى التوجه الاقتصادي لأنه يعتبر من أهم المرتكزات الأساسية في حياة الشعوب وتطلعاتها بل هو المفتاح الذهبي الذي سيفتح بقية أبواب التوجهات الأخرى للعولمة وهذا يعني نقل الحركة الاقتصادية من نطاق محلي اقليمي الى العالمية وذلك بتوحيد أسواق الدول الصناعية واندماج الشركات الصناعية في مؤسسات كبرى وكذا البنوك!!
بمعنى ان هذا الانفتاح سوف يحول أسواق دول العالم الثالث الى أسواق عديمة التكافؤ مما سيؤدي الى خلل اجتماعي كبير فشاهد الحال على ذلك عندما طلبت الحكومة المصرية من منظمة التجارة العالمية حرية تنقل العمالة المصرية أجيبت بالرفض لأنها عمالة ليست بمستوى العمالة بدول الشمال.
فالعولمة بنيت على القوة التي تمتلكها دول الشمال وهي قوة التفوق التكنولوجي الهائل والاقتصاد القوي وليست مبنية على قيم الرحمة والخير لشعوب دول العالم الثالث!! حتى ان هذه الدول غيرت استراتيجية حلفها الناتو من الدفاع عن دولة الى الدفاع عن مصالح دولة في العالم.
السؤال ماهو دور دول العالم العربي والاسلامي تجاه ذلك؟ تقول الحقيقة والواقع ان دول العالم العربي تنفرد بسمة مميزة عن بقية دول العالم الثالث وهو اذا حدث أي متغيرات في العالم وشعرت بأن ذلك يؤثر عليها سلبا أو ايجابا أقامت الندوات والمؤتمرات وعدت الأبحاث وألقيت الخطب!! ولكن الطرف الآخر يعرف مسبقا ومتأكد ان ذلك ماهو الا كما يقول المثل من باب ان يفش خلقه تجاه ذلك الحدث فتمضي الشهور والسنون بعد ذلك وكأن شيئا لم يكن لهذا فدول العالم العربي تعيش في حالات انهزام حضاري!! من هنا أصبح عليها ان تبتعثهم حقيقة الواقع التي يواجهها بالاجابة من هي؟ وماذا تريد؟ وماذا ستكون في المستقبل؟ فهي أمام عالم متربص لا يعرف غير منطق القوة قد تكون قوة عسكرية أو اقتصادية وليس أدل على ذلك ما حدث في اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية حيث أصبحنا قوة لها التأثير في مجريات الأحداث في العالم.
لذا فان الزمن ليس في صالح دول العالم العربي ما لم تقم بوضع استراتيجيات ثابتة واضحة المعالم تتمثل في:
1 تنمية بقاء.
2 تحقيق تكتل اقتصادي.
اعلامي ثقافي فيما بينها ودول العالم الاسلامي.
فتنمية البقاء هي التنمية المبنية على أسس علمية مدروسة والتي من أهم عناصر مكوناتها التعليم لكل مراحله وفروعه المختلفة الهادف الى بناء أمة تعتمد على ذاتها على ان تنفذ وفق جداول زمنية بحيث لا تتوقف عن مسارها لتصل الى الاكتفاء الذاتي في انتاج المستلزمات الحياتية فهذه الدول تمتلك من القدرات والامكانيات والموارد والوسائل ما يصل بها الى بر الأمان فنتائج المعطيات لهذه التنمية تمكن دول العالم العربي ان تتخلص من المتناقضات التي تعيشها بل ستدفع الفرد للاستقرار النفسي والذهني في الحياة وتكون له المدخل في السعي نحو مجال عالم التكنولوجيا وتطورها والجدية بتطوير وسائل حياته المستقبلية.
السعي لتحقيق تكتل اقتصادي اعلامي ثقافي بين دول العالم العربي ودول العالم الاسلامي فهذا التكتل يملك أقوى الروابط والمفاهيم لبقائه وهو الدين الاسلامي الذي أموره واضحة جلية في كل ما يتعلق بعناصر شؤون الحياة ومنها العنصر الاقتصادي بل ان هذا التكتل سيكون المخرج للعالمين العربي والاسلامي من تشتت التوجهات التي تعصف بها عمليات المد والجزر في حين نرى مجتمعات كالدول الأوروبية الغربية لا تمتلك أي عنصر من عناصر الدوافع ليربطها ببعض الا انها أدركت بعقلية المنطق السليم انه ليس أمامها الا سبيل واحد وهو التكتل الاقتصادي بالرغم ما لدى هذه الدول منفردة من التطور في علوم التكنولوجيا والاقتصاد القوي الا ان ذلك سيزيدها قوة على قوة مما يجعل هذه الدول احدى القوى الكبيرة في تحريك الاقتصاد العالمي.
والله من وراء القصد,.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved