رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th June,2000العدد:10135الطبعةالاولـيالاربعاء 26 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

في حضرة حمد الجاسر,,!
حمد بن عبدالله القاضي
** كتبت هذه المقالة بعد أن زرت والدي الشيخ حمد الجاسر عندما كان في المستشفى ولم أستطع رؤيته أو الدخول عليه، فكانت هذه الكلمات التي أردت أن أرى فيها فكره وأدخل إلى رحاب عقله ودفء مودته ,.
* حمد *
***
** عندما أجلس إلى والدي الروحي الشيخ حمد الجاسر حفظه الله.
أحس أن اللحظات تهرب من زمني كما يهرب الماء من باسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وماهو ببالغه.
إنني كم أسعد وأستمتع عندما أجلس إليه وهو يروي ذكرياته التي هي مزيج من مذاق الفرح ومرارة الدموع.
وهي ضرب من تعب الأسفار للحصول على مخطوطة.
وهي قصة من حياة الرجال ذوي النفوس الكبيرة رغم قساوة الظروف آنذاك.
هذا العَلامة والعلاَّمة بفتح الأولى وتشديد الثانية الذي أستعيد الآن عنه كلمات كتبتها عنه ذات عام كُرّم فيه وقلت فيها:
لقد فقد أمه,, فكانت أمه الأخرى هذه الأرض فكان قدره أن تكون حضنه، وكان قدرها أن تكون أمه فحنا عليها وحنت عليه حنوّ المرضعات على الفطيم إذ صادق أحجارها وأشجارها وجبالها وتألق معها، وعرف بها,, والتفت إلى تاريخها فجلاه، وإلى رجالها الغابرين فعاش معهم حتى أخرج كنوز هذه الجزيرة العربية وبلورها وعرّف بها وأظهرها حتى استوت على سوقها .
***
** لقد كاد الشيخ حمد الجاسر يكون فلاحاً يزرع القمح كأيِّ فلاح بسيط.
ولكن أراد الله أن يكون فلاحاً يذرع الأرض، ويزرع القرطاس ليدون التاريخ، ويحفظ الذكرى والذاكرة ويسهم في حفظ أمجاد الجزيرة.
إن حمد الجاسر وهو أكبر من كل لقب عندما يتحدث أو يكتب
فإنه تاريخ يسجل
ووطن ينطق
وحب يتدفق
أجل,, حب يتدفق لهذه الأرض ومستأرضيها كما يقول الأستاذ المرحوم محمد حسين زيدان,,!
***
** إن في حياة الشيخ حمد الجاسر تجربة مضيئة لكل الأجيال,!
فهو رغم عمره المديد وصحته التي تتوعك كثيراً، إلا أنه منظم لوقته.
إنه يبدأ العطاء مع العصافير منذ الساعات الأولى من الصباح وبورك لأمتي في بكورها كما جاء في الحديث.
ومن هنا قدم الشيخ إلى المكتبة العربية عشرات الكتب التي ليست كأيّة كتب ولا يزال يعطي ويكتب ويحقق متّعه الله بالصحة والعافية.
إنه حفظه الله يساير الزمن بجميل العطاء.
وينتصر على الشيخوخة بعطاء التاريخ.
ساعاته مع أوراقه ربيع.
ولحظاته مع وثائقه متدفقة كالينابيع.
***
** ورغم مهابة هذا الرجل وجديّته
فهو ذو سماحة في الحديث، وبساطة في اللقيا، وظرافة في جلساته الخاصة ويعرف ذلك خاصّته.
إنه أحياناً يبتدىء بالطرفة ليريح أحباءه ومريديه,!
ولعلَّ البعض يذكر قصة تلك البرقية التي أرسلها من الرياض إلى بيروت، واقترح فيها تسمية مولود قريب له باسم قيس فوصلت البرقية إلى أقارب الشيخ تهنئهم بالمولود وجاءت البرقية: بارك الله في المولود وسمُّوه تيساً بدلا من أن سموه قيساً,!
وأذكر مرة أنني جالس إليه وجاءت إليه إحدى سبطاته الصغيرة مودِّعة قائلةً: بابا حمد باي باي فضحك الشيخ وقال: أفي دارة العرب وتقولين باي باي .
***
** أعرف أن في شيخي ووالدي خصالاً كثيرة
لا يعرفها إلا من اقترب منه، وقرب من روحه الطيبة
إنه حريص حفظه الله أن يرد على كل خطاب أو كتاب يصل إليه تقديراً لمن بعثه إليه رغم أن وقته ثمين ومشغول بالبحث والتنقيب.
وهو على تواضع يندر مثيله إذ يتضايق من الألقاب التي يُنادى بها، أو يوصف بها عند الكناية، أينه من أولئك الذين نسوا أنهم طين فتاهوا وعربدوا كما يقول إيليا أبو ماضي,,!
إنه طلب مني أكثر من مرة وربما طلب من غيري ألا أضع قبل اسمه في بابه بالمجلة العربية لقب علَّامة الجزيرة العربية ، مع أن هذا حق هو أهلٌ له، ولم نمنحه نحن إيّاه، بل الذي أطلقه عليه عميد الأدب العربي د, طه حسين.
ومن صفاته أن كل الناس يفرحون,, بل يضجّون فرحاً عندما يحققون نجاحاً مادياً أو يكتسبون مالاً، أو يتبوءون منصباً.
أما حمد الجاسر
فطراز آخر من الرجال
إنه يرفع راية الفرح عندما يجد كتاباً يعنى بتاريخ بلادنا أو جغرافيتها.
وهو يتوشح بالسعادة
عندما يحصل على مخطوطة عن بلادنا في أيِّ مكان في هذه الدنيا
أما قلت إنه
طراز نادر
إنه يذكرك كما قال عنه د, أحمد زكي رئيس تحرير مجلة العربي عندما زار الرياض يذكّرك بالعلماء الأوائل الذين جعلوا العلم غايتهم .
متّعه الله بالصحة الوافرة، والعمر المديد، ليستمر في أداء رسالته العظيمة نحو هذا الوطن كياناً وتاريخاً وأبناءً.
***
** إن حمد الجاسر وأمثاله من الروّاد في بلادنا هم الذين يحق لنا أن نفخر بهم وبعطائهم وبعقولهم قبل أن نفخر بعطاءات الأقدام وزعيق الأصوات,,!
والله المستعان.

** أرامكو السعودية
** وتدريب الشباب **
** تلقيت هذا التجاوب الكريم من الأستاذ الكريم عبدالله جمعة رئيس شركة أرامكو السعودية حول ما كتبته في هذه الصحيفة عن شركة أرامكو وجهودها وتطلُّعي إلى تدريبها للشباب السعودي، وكان هذا التجاوب:
يسرُّني أن أعرب لكم عن تقديري وامتناني لما نشرتموه في صحيفة الجزيرة عن أرامكو السعودية بعد تفضلكم بقبول دعوتنا لزيارة الشركة، وحول اقتراحكم الذي ذكرتموه بأن تقوم الشركة بإرسال من يرغب من الآباء لأبنائهم الطلبة إلى الصحراء ليتعودوا على دقة الوقت وانضباط العمل واحترام الأنظمة، وهذا الأمر سمة من يعمل في أرامكو السعودية، أودُّ أن أوضح لكم أن أرامكو السعودية تقوم فعلاً كل عام بتوظيف عدد كبير من طلبة الجامعات والثانوية العامة خلال فترة عطلة الجامعات والمدارس الصيفية للعمل والتدريب واكتساب مهارات وظيفية وإدارية تتيحها لهم الشركة حسب تخصصاتهم ودراساتهم في مختلف مرافق أعمالها في مختلف أرجاء المملكة .
في الختام لا يسعني إلا أن أكرر شكرنا العميق على زيارتكم الكريمة واهتمامكم المتميِّز بشركتكم الوطنية، آملاً أن يستمر التواصل فيما بيننا بما يخدم مصلحة الوطن.
وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري،،
عبدالله بن صالح بن جمعة
الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved