الذكاء ليس كل شيء في عمل شيء من أعمال الحياة يثير عجباً أو يجلب منفعة ولعل أكثر الأذكياء، من خلق الله، هم اكثرهم عناءً ومشقة ومرارة, وقد يتولى المنصب شخص على قدر محدود من الذكاء,, وييسر الله له من حوله من يعوضه بحسن التصرف والادارة, وقد يكون الفراش اكثر فاعلية من المدير لكن حظه الدنيوي التعيس جعله في زمرة الفراشين,, وبعض هؤلاء الفراشين اكثر سعادة من رؤسائهم,, أولاً لوجود القناعة الذاتية التي تجلب له طمأنينة البال,وراحة القلب,, وثانياً لانه قدره,, وكثيرون ممن لا يحسن الكتابة ولا حتى تصوير الارقام الحسابية يملكون رؤوس اموال لا تخطر ببال احد,, وفي دول العالم الثالث يحتل الكسل مساحة كبيرة من عقول البشر,, فالحكومات تعمل وتبني,, ونحن نهمل ونكسل ولا يهمنا الحفاظ على ما صنعته وبنته الحكومة.
وقد تظل القمامة متراكمة حول البرميل أمام كل بيت,, ولا نحاول ازالتها رغم مرور ثلاثة ايام عليها بسبب تعنت المتعهد لكونه لم يستلم القسط,, ونحن نعرف ذلك ولانحاول مساعدة الدولة على المتعهد,, أو نخفف عن المتعهد عناء تأخير القسط,, والحديث عن رمي علب الببسي الفارغة من منافذ السيارة ومناديل الورق, هذا شيء مألوف,, وفي اعتقادنا إن لم نفعله لم نذق طعماً للحياة, مابالكم بامرأة جاءت وزوجها وأطفالها الثلاثة الى احدى المدن الامريكية,, وفيها نهر مليء بالقذرات,, والناس يلقون فيه القمائم فلا يستفيدون من مائه,, وهذا النهر كل يوم يتلون ماؤه بسبب سوء التصرف من الناس, فعزمت هذه المرأة ماريون ستودارت على العمل الجاد لتنظيف النهر وجعله مفيداً,, فاتصلت بأهل الرأي في المدينة,, وقامت حملة من الدعاية والاعلان من اجل هذا النهر,, وأول عمل قامت به,, احاطة حافتيه بممر اخضر,, ثم سيج مساحة حوله بسياج وطنت فيها أنواع من الحيوانات فجلبت الناس للرؤيا والمشاهده,, وأول تحريك للشعور الوطني لدى حاكم المدينة أن اهدوه قارورة من ماء النهر القذر, وضعه على مكتبه,, كل يوم يشاهده ويشاهده من يزوره,, حتى انتهى الجميع من نظافة النهر,, وسرت هذه العدوى الوطنية الى بقية مجموعة من الانهار القذرة,, قالت,, ماريون ستودارت لقد تعلمت أمراً واحداً في سياق عملي,, ليس مطلوباً أن تكون ذكياً, ماعليك إلا أن تكون ملتزماً ومثابراً ومخلصاً ,, متى نستوعب هذه العبارات الثلاث؟؟
|