| وطن ومواطن
اصالة الانسان وصلب معدنه وقيم أخلاقه وقوة ايمانه بالله تعطيه عادة القناعة وحبه لمعايشة الناس البسطاء من أمثالنا ان صح التعبير وتعطيه طابع الثقة في النفس.
إن هذه المقدمة لهذه المقالة تعود بي الى ذلك المسؤول الكبير في عظم مسؤوليته وعلو منصبه في الحياة الوظيفية وعراقة نسبه في الحياة الأسرية المعروفة, فأنا كثيراً ما أحضر مجالسه واشاهد احتضانه للمواطنين الذين يلجأون اليه في طلب النظر في طلباتهم وحل مشكلاتهم بحكم المسؤولية الإدارية لهذه الأمور في تلك المنطقة الكبيرة, لقد أجريت له عملية جراحية في إحدى عينيه والحاجة تدعو الى استراحة طبية له لمدة طويلة ولكنه لم يأخذ حقه من هذا وقد رأيته أثناء عمله يمسح المياه النازلة من عينه على وجنتيه من آثار تلك العملية الجراحية ومع هذا يستمر في مزاولة العمل بحال يعلمه الله براءة للذمة ومراعاة لعظم المسؤولية, ان هذا المسؤول الحقيقة قد ضرب أروع الأمثلة في حنكته وإدارته وسداد رأيه ويدير منطقة شاسعة الأطراف تمتد بمسافات طويلة على حدود دولة كبيرة ومع هذا يتعامل مع تلك المستجدات اليومية بفاعلية جيدة وكفاءة قيادية ماهرة خلال ما يقارب اربعين عاماً وأكثر وهو على هذا المنوال، افنى جل شبابه في خدمة الدين والمليك والوطن وما زال يقدم الجهد والعطاء وحسن الأداء, علمت انه يسهر الليل كاملاً إلا ما شاء الله وفاءً لهذه المسؤولية العملاقة التي كانت السبب الرئيسي في تجديد الثقة به لمرات عديدة لممارسة عمله الكبير, هذا المسؤول الذي أتحدث عنه هو معالي الأمير محمد بن تركي السديري أمير منطقة جازان حالياً، ومن أراد ان يرى حقيقة ما ذكر فعليه الحضور الى مكتبه ومجلسه وبعدها يكون شاهداً على العصر، ان الهدف من هذا المقال هو العبرة للذين يتولون المراكز والمناصب ثم لا يعطونها حق قدرها للوطن والمواطن كما ذكر,والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
شكري عبدالرحمن الشهري
|
|
|
|
|