|
| مدارات شعبية
قبل بضعة أيام عانقت عيناي دعوة زفاف وصلتني عبر أحد الأصدقاء ,, فلفتت نظري بأناقتها الباذخة,, وجمالها الرائع,, وإخراجها المدهش!! فلم أملك وقتها إلا تقديم الشكر للجميع والدعاء للعروسين بالتوفيق,, ثم قلت مازحاً :
لعل هذه الدعوة الجميلة تكون فأل خير لهما فينعما بحياة زوجية مفعمة بالسعادة طيلة العمر ممتدة من منصة القصر حتى حضن القبر إن شاء الله,,.
* ولكني وبعد مدة ليست طويلة أعدت النظر إلى رقعة الدعوة لتسجيل موعدها في مفكرتي فوقعت عيناي على بيتين من الشعر تزدان بهما الأمر الذي أبعدني عن أجواء الأفراح لأحل في جو شعري حزين,, فهذان البيتان رغم رسمهما الجميل مصابان بكسور لاتفيد معها وسائل التجبير قديمها وحديثها فضلاً عن معناهما الفاتر الذي أثار حفيظتي الشعرية لأنه ذكرني بما ينشر في بعض صفحاتنا ومجلاتنا الشعبية من شعر لا يزال في طور الحضانة!!
* إنني لا أعترض على اتخاذ الأبيات الشعرية وسيلة من وسائل التدقيق للدعوات غير أنني أتمنى على أصحابها أن يختاروا من الشعر أجوده وأنسبه في مثل هذه المناسبات السعيدة لتكتمل الفرحة وتبقى له المكانة التي تليق به!!
وما قلته بشأن الدعوات ينطبق على ما نجده من أبيات شعرية صباح مساء في بعض اللافتات والإعلانات وغير ذلك من المطبوعات والنشرات التي ترى النور قبل أن تعرض على المهتمين بهذا اللون الأدبي الذي لا يخضع للاجتهاد أو الفزعة كونه فنا أدبيا يؤتيه الله من يشاء!
* إن إشارتي هذه قد تكون مزعجة للبعض لكنها نابعة من قلب محب للشعر غيور عليه مدرك لما يعنيه لدى أفئدة الخاصة والعامة! وربما قيل إن الدعوات وما شابهها من مطبوعات ذات دائرة انتشار ضيقة وعمر قصير في الغالب وهذا وهم لأن هذه الأبيات تبقى في الذاكرة وإن غابت الرقاع واللوحات!!
** وهذا بطبيعة الحال لا يعني أن كل ما كتب من أبيات في هذه الدعوات لا يرقى إلى مستوى الشعر الجميل فهناك أبيات شعرية غاية في الروعة,, معنى ومبنى بل إنها على الرغم من قلتها تمثل قطعة شعرية جميلة تستحق القراءة والحفظ والإشادة,, والله نسأل للجميع التوفيق والسعادة والحياة الهانئة في الدارين!!
لوحة عربية:
وأحنو على قلب أعزيه في الهوى وأبكي غراماً كفنته يداك |
لوحة شعبية:
يادموعه لوني ليله بصبري الحفيظ اللي مشى قلبه بطوعه |
|
|
|
|
|
