أكّفكِفُ دَمعَةً فَتَسِيلُ أخرى
وأَجهَشُ بالبُكا سرّاً وجَهرا
والتحفُ الهمومَ وفي فؤادي
شجونٌ من لهيب الحُزن تترَى
لقد فُجِعَ الصِّحاب بفَقدِ شَهمٍ
كريمٍ زاده الإيمانُ قدراً
ويَرضى باليسيرِ حباهُ ربِّي
صفاتٍ من رياض الخير تُترى
أيَا عَمّي رحلتَ وكلُّ حي
سيرحلُ لا مناص ولا مَفرّا
ولكن جودُك الوافي سيبقى
مناراً للورى كَنزاً وذُخرا
أيَا عَمّي عرفتك ارُيَحِيّاً
أبيَّ النَّفس تَكسَو مَن تَعَرَّا
وكنتَ بساحةِ الأيتامِ نورا
وظِلاًّ وارفا عُسرا ويُسرا
وكنتَ أنيسَنَا في كلّ وقتٍ
تزيدُ سماحةً وتزيدُ بُشرى
وتروي أنفساً باتت عطاشا
وتبذلُ دائماً ما خفتَ فَقرا
وتُؤوي من سقاهُ الحزنُ حينا
وتُسعدُ بائسا قد ذاق مُرَّا
وترسمُ لوحة مُلئت حَنانا
وحبّا شامخا ينهل عِطرا
جزاك اللهُ عنَّا كلَّ خيرٍ
كما يُجزَى تقيٌّ نال أجرا
غداً نلقاك في جنَّاتِ عَدنٍ
برحمة ربِّنا عِزّا وفَخرا
وختمُ قصيدتي صلواتُ ربِّي
على أندى عبادِ الله ذِكرا