|
| عزيزتـي الجزيرة
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه يحب الاجتماع مع أبناء جنسه, فإنك ترى الصديق يثق بصديقه، فيفتح له قلبه، ويصارحه بكل ما يجول في خاطرة من مشاعر وأفكار، ويحكي له عن أدق أسراره وأهم مشاكله.
فالأجدر أن تكون الصداقة بين الابن وأبيه، فما أجمل أن يكون الفرد قريبا من والديه أو أحدهما, فهي أسمى وأطهر أنواع الصداقة، وعلى هذا الأساس لا احبذ ان يكبت الأبناء مشاعرهم مع أولياء امورهم بل يصارحونهم بمشاعرهم وبما يرسم لهم في الحاضر والمستقبل، ويأخذون رأيهم فيما يواجههم من مشكلات بحكم ما لديهم من خبرة سابقة في الحياة, لأن هذا سيساعدهم كثيرا على تصحيح المسار وإيضاح الطريق وتذليل الصعوبات التي تعوق طريقهم.
ويجب على الآباء خاصة والأهل عامة أن يتقبلوا أفكار ومشاعر الابن دون صد أو إهمال أو سخرية سواء كانت هذه المشاعر تتعلق بحياته الخاصة أو بحياته العلمية أو العملية، وان لا يفرضوا عليه رأياً معيناً, بل ان يعلموا ان زمانهم غير زمان أبنائهم.
صحيح أن الأخلاق لا تتجزأ ولا تتغير، ولكن الظروف والمفاهيم تغيرت فعلى الآباء مناقشة الأبناء بالموعظة الحسنة وأسلوب الحوار الراقي والمليء بالحب والعطف والمودة.
فكما اسلفت يجب على الآباء تقبل مصارحة أبنائهم وعدم السخرية بهم وإهمالهم لأن ذلك سيؤثر في نفس الأبناء مما يجعلهم ينفرون من هذا الأسلوب في التعامل مع الاهل فيكبت الابن مشاعره ويبتعد عن والديه ويتوقف عن مصارحتهما ويحاول البحث عن شخص آخر بعيدا عن الأسرة قد يؤثر عليه تأثيراً ايجابيا يدفعه الى النجاح وقد يؤثر عليه تأثيرا سلبيا يدفعه الى الانحراف والهواية.
لذلك أرى ان على الوالدين ان يكونا قريبين من أبنائهما ويشاركانهم كل ما يتعلق بهم حتى يشعر الأبناء بالأمن والانتماء الى هذه الأسرة مما يزيد من نجاحهم وإنتاجهم في هذا الحياة.
والله من وراء القصد والسلام.
ناصر عبدالله الناصر بريدة
|
|
|
|
|
