| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة,.
الحياة سلسلة صعوبات لابد من اجتيازها وإلا السقوط هو الحل في الطريق الطويل المليء بالشوك والحفر والوحول ولكن لابد من قطع هذا الطريق لأن وراءه مستقبلا مشرقاً فأملا مرجواً,.
ولا يمكن ان يقال أن في الدنيا راحة وخلواً من المتاعب البتة ,, لإنه لا راحة إلا في الجنة لذلك لما سئل أحد الصالحين متى الراحة ؟
قال : الراحة عند أول قدم تضعها في الجنة.
إذا كان الأمر كذلك فلماذا الإنسان يبحث دائماً عن الراحة والسهولة في كثير من هذه الأمور.
ولو اتجه كل مسلم للأمور السهلة سواء في الاختصاصات أو العمل أو في كثير من المجالات لما استطعنا تطوير أنفسنا وبناء حضارتنا ولذلك كان لابد على المسلم من المغامرة وخوض الصعاب وابراز الذات وإكثار سواد المسلمين في كثير من المجالات الدينية والدنيوية ,, ولا يمكن الوصول للأمل أياً كان نوعه إلا بخوض هذه الصعاب ولذلك تجد أنه لا مجال لمؤثري الراحة والكسل في دنيا الصراع لبلوغ النجاح,,ولقد علم الإنسان منذ القدم ان كلا يأخذ من هذه الحياة على قدر كده وجهده وكذلك علم المسلمون منذ عهد بعيد أن الدنيا كلها دار عمل وتسابق للآخرة فتسابقوا وشمروا وبنوا أعظم حضارة في التاريخ ,ولكن لما تخلى المسلمون عن هذه المبادئ والتشريعات وفضلوا الذي هو أدنى من الراحة والكسل على الذي هو خير من العلم والعمل ضاعت حضارتنا في مهب الريح وانتقلت إلى بلاد الغرب والمسلمون لم يملكوا إلا النظر إليهم وهم يحملون حضارتنا شيئاً فشيئاً حتى أصبحنا علىالهامش.
إذاً هذا مصير واضح لكل مجتمع يقع أفراده في مثل هذا الداء وهي نتيجة واضحة على أن النجاح والأسبقية لكل مجتمع مجتهد عامل وهكذا المرء لابد عليه إن أراد النجاح أن يعلم أنه لايوجد طريق ممهد في الدنيا بل عليه أن يسلك الطريق ويصبر على مافيه من ألم وجهد حتى يصل إلى مبلغه,,وليعلم الفرد أيضاً أنه كلما انتهى من هم وقع في هم أكبر ومسؤولية اعظم وهكذا كلما ارتفع الفرد وخطا برجله درجة في سلم الحياة.
أنوار الغريب حائل
|
|
|
|
|