| محليــات
*
* لندن مراسل الجزيرة
يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز اليوم زيارة هامة للمملكة المتحدة بريطانيا وسط اهتمام اقليمي ودولي ملحوظ بما قد تسفر عنه مباحثات سموه الكريم مع القادة البريطانيين من نتائج تغطي مجمل أبعاد العلاقات الثنائية العريقة بين المملكتين الصديقتين، وهي علاقات تميزت دائما بالنمو والتطور واستمرارية التعاون على قاعدة المصالح الواسعة المشتركة بالنسبة للأهمية التي تمثلها كل من الدولتين في منطقتها الاقليمية خاصة، ودورها العالمي بالنسبة لقضايا الأمن والسلام الدوليين عموماً,, وتجيء زيارة سمو الأمير سلمان في هذا الوقت بالذات التي تشهد فيه العلاقات بين الدول مداً وجذراً بحسب المواقف المتوافقة أو المتباينة بين فرضيات وأهداف ما يعرف الآن ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وانتهاء عهد الحرب الباردة، النظام العالمي الجديد الذي يجعل من الكرة الأرضية عبارة عن قرية صغيرة مكشوفة الجوانب أمام الكشوفات التقنية المذهلة في مجال الاتصالات والمواصلات, والمؤكد أن مباحثات سمو الأمير سلمان ستتناول مختلف جوانب العلاقات الثنائية في ضوء معطيات التطورات والمستجدات المتلاحقة في صيغ العلاقات الدولية، وما يمكن أن تلعبه الدولتان في مجال تكريس مبادىء الحق والعدل والخير والأمن والسلام لجميع الدول والشعوب صغيرها وكبيرها.
توثيق العلاقات بتبادل الزيارات
ومنذ نشأت العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة عام 1927م في عهد الملك الوالد المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله مما جعل هذه العلاقات في تنام مطرد ورسوخ بتقاليدها الخاصة التي كرست الصداقة القوية بين قادة الدولتين، وكان لتبادل الزيارة بين قادة الدولتين دوره الرئيسي في تعزيز روابط الصداقة واتساع آفاق التعاون الثنائي لتحقيق المصالح المشتركة لخير الشعبين الصديقين، وايضا لما فيه صالح الأمة العربية التي تبنت المملكة الدفاع عنها في الساحة البريطانية بحكم ما كان وما زال لبريطانيا دور خاص ورئيسي في قضايا المنطقة وخاصة قضية الحقوق الفلسطينية التي كانت وما زالت تمثل جوهر الصراع العربي الاسرائيلي.
زيارة الأمير فهد بن عبدالعزيز
ومن بين أهم الزيارة السعودية للعاصمة البريطانية لندن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز آل سعود عام 1953م ليمثل المملكة في احتفالات تتويج الملكة اليزابيث الثانية, وكان لهذه الزيارة والمشاركة السعودية في تلك الاحتفالات صدى عميق في نفوس القادة والشعب البريطانيين الذين رأوا فيها مؤشرا واضحا للحرص على تعزيز الصداقة بين قادة وشعبي البلدين.
أول ملك سعودي يزور بريطانيا
وكان الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله أول ملك سعودي يقوم بزيارة رسمية لبريطانيا عام 1967م، وكانت هذه الزيارة بمثابة تدشين على أعلى مستوى للعلاقات السعودية ببريطانيا.
وزيارة الملكة اليزابيث للمملكة
وفي عام 1979م، ردت الملكة البريطانية اليزابيث الثانية الزيارة بزيارة رسمية للمملكة عام 1979م.
توالي الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين
وهكذا توالت الزيارات الرسمية المتبادلة بين قادة البلدين وكبار المسؤولين فيهما، ومن بين أهم تلك الزيارات على سبيل المثال:
* زيارة صاحب السمو الملكي الأمير شارلز ولي عهد بريطانيا للمملكة عام 1996م الذي شارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بدعوة رسمية من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني.
* زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للمملكة المتحدة رسمياً.
* زيارة رئيس وزراء بريطانيا توني بلير للمملكة في ابريل 1998م.
* زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني للمملكة المتحدة في نفس العام.
* زيارة وفد مجلس الشورى بالمملكة في نوفمبر 1998م للمملكة المتحدة والتي سبقتها زيارة وفد مجلس الشورى البريطاني للمملكة في عام 1996م.
مسؤولون بريطانيون في أحاديثهم عن المملكة
ويعبر المسؤولون البريطانيون في أحاديثهم الخاصة عن الاعتزاز بالعلاقات المتميزة بالصداقة مع المملكة قادة وشعبا، فكانوا يتفقون دائما على وصف المملكة بأنها الصديق الصدوق الموثوق بها لكونها تستند الى سياسات حكيمة ومتوازنة سواء كان ذلك على صعيد القضايا الاقليمية أو الدولية أو في اطار المنظمات والهيئات العالمية المختلفة التي تعنى بشتى الشؤون في العلاقات بين الدول.
مكانة مرموقة وثقل راجح للمملكة
ولقد حظيت المملكة دائما بمكانة مرموقة وثقل راجح لدى الدول الكبرى في العالم لما لقيادتها من احترام وتقدير وثقة عظيمة في حنكتها السياسية وقدراتها على المشاركة المؤثرة في معالجة وحل القضايا المعقدة في مختلف الاصعدة مما زاد دائما وما زال يزيد في تكريس وقوة المصداقية الراسخة في العالم للمملكة لدى كافة الدول والشعوب.
ولقد سعت كل من بريطانيا والولايات المتحدة من بين الدول الكبرى بجانب فرنسا لإقامة علاقات وطيدة مع المملكة، وكان الملك عبدالعزيز رحمه الله من الزعماء القلائل في الشرق الأوسط والذي حرص رئيس وزراء بريطانيا الراحل ونستون تشيرشل والرئيس الأمريكي الراحل تيودور روزفلت على لقائه والتعرف عليه وتلمس التعاون معه لما توسما في شخصه المهيب من امارات الزعامة ورجل الدولة الجدير بالثقة والاحترام, وكان لقاؤهما معه في عام 1945م.
المملكة تستثمر العلاقات المتينة مع العالم
وقد استثمرت المملكة هذه العلاقات مع دول العالم خاصة مع بريطانيا والولايات المتحدة لتحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية وحضارية حديثة وأصبحت مضرب الأمثال بين دول العالم وشعوبها.
تنشيط الدعوة لرسالة الإسلام
ولم تقتصر جهود المملكة في استثمار علاقاتها الدولية عموما والبريطانية/ الأمريكية خصوصا على جانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية وجلب التقنيات العلمية الأكثر تطورا، وانما اهتمت واتجهت جهودها الى تنشيط الدعوة لرسالتها الأساسية وهي رسالة نشر الاسلام والدعوة له, فأمر خادم الحرمين الشريفين بانشاء أقسام وكليات في كبريات الجامعات البريطانية الأمريكية خصوصا وغيرها عموما لتدريس الثقافة الاسلامية في أوروبا الغربية وأمريكا وجعلها في تناول تلك الشعوب خصوصا وأبناء الجاليات العربية والاسلامية والباحثين في العالم الغربي,, بجانب تدريس العلوم والحضارات الشرقية والافريقية.
العلاقات التجارية/ الاقتصادية
وتكتسب زيارة سمو الأمير سلمان هذا اليوم لبريطانيا كما ورد في مقدمة هذا العرض الموجز أهميتها السياسية والدبلوماسية، الى جانب أهميتها الاقتصادية والتجارية.
وبالنسبة لهذا الجانب الاقتصادي والتجاري في العلاقات الثنائية، فإن المملكة تعتبر من أكبر الأسواق للصادرات في المنطقة، كما أنها من أكبر المستوردين للبضائع البريطانية خارج نطاق الاتحاد الأوروبي ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية أوسيد , وتعتبر المملكة السوق الثالثة عشرة من حيث حجم الصادرات البريطانية، كما ان المملكة هي أكبر شريك تجاري لبريطانيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا,
كما تعتبر المملكة المتحدة بريطانيا من أكبر أسواق المملكة في الصادرات غير النفطية، ومعظم النمو الحاصل في الصادرات السعودية الى بريطانيا خلال العقد الماضي من خارج القطاع النفطي,
وقد شهد الأمين العام، المدير التنفيذي لغرفة التجارة العربية البريطانية ان المنتوجات السعودية المصنعة تمكنت بجودتها واسعارها من منافسة منتجات دول صناعية عريقة,
وستلعب زيارة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز الحالية دورا أساسيا ومؤثرا في تعزيز هذه العلاقات لتوسيع آفاق التعاون والمصالح المتبادلة لخير الدولتين وشعبيهما الصديقين.
|
|
|
|
|