| مقـالات
ان المتأمل في واقع السياحة في بلادنا الغالية سيجد ولاشك اننا مازلنا حديثي التجربة في هذا المجال مقارنة ببعض الدول ذات الباع الطويل في مجال السياحة، حتى ان بعض تلك الدول اصبحت تعتمد اعتماداً كلياً في مصادر دخلها القومي على السياحة، وهذا ما ادى الى ظهور مصطلح جديد اطلق عليه صناعة السياحة او الصناعة السياحية ولعلنا نستنتج من ذلك ان السياحة في وقتنا الحاضر لم تعد تعني الترف والتبذير ومضيعة الوقت، ولكنها باتت تشكل مصدراً من مصادر الدخل ومجالاً من مجالات العمل يخضع كغيره من المجالات الى معايير ومقاييس معينة يسعى في مجمله الى تحقيق اهداف وطموحات, ولقد قامت حكومتنا الرشيدة أيدها الله بالاهتمام بموضوع السياحة اهتماماً بالغا واولته حقه من العناية والتخطيط.
ان بلادنا العزيزة تضم بين أرجائها الواسعة التضاريس المختلفة التي تساعد على قيام السياحة وضمان نجاحها بإذن الله فهي تضم الجبال الشاهقة والسهول الخضراء والشواطىء الجميلة الى غير ذلك, من هنا دعت الضرورة والحاجة الملحة الى وجود موضوع هام وفعال هو التنشيط السياحي.
ولعله من الضروري هنا ان اشير الى ان موضوع التنشيط السياحي لا يتعلق بجهة معينة وإنما هو موضوع شامل وعام تتحمل مسئوليته جميع اجهزة الدولة, ولقد وفرت حكومتنا الرشيدة ايدها الله بدعم لا محدود ومتابعة مستمرة من ولاة الامر في بلادنا، ووفرت كل ما من شأنه ان يساعد على قيام سياحة ناجحة ومثمرة بإذن الله, فقد قامت الدولة حفظها الله بايصال الخدمات العامة وتوفيرها في شتى بقاع هذا الوطن الغالي، كما وفرت المرافق السياحية المتميزة التي لا تقل في روعتها عن مثيلاتها في الدول الاخرى.
ولكننا يجب الا نغفل هنا دور المواطن في دفع عجلة السياحة ومواكبة التطور الذي تشهده السياحة في بلادنا الغالية، ونحن نقصد بذلك تفعيل دور القطاع الخاص الذي يجب ان يعي دوره في هذه المرحلة بالذات وماالمانع في ان يستفيد هذا القطاع من تجربة الدول الرائدة في مجال السياحة، لكن الاستفادة هنا لا تعني بأي حال من الاحوال ان نأخذ كل ما ينبثق من السياحة في تلك الدول، بل لابد ان تكون سياحتنا متماشية مع ظروف بيئتنا ومجتمعنا المحافظ والذي يستمد مبادئه من تعاليم ديننا الحنيف.
ولعل نصيحتي التي اتوجه بها الى القطاع الخاص وكل من ينتمي لهذا القطاع هي الا يستعجلوا المردود المادي السريع، بل عليهم ان يتريثوا ويتمهلوا حتى لو تطلب منهم ذلك بعض التضحية في البداية، لاننا كما نعلم جميعا ان مثل هذه المشاريع وبالذات في مجال السياحة تحتاج لوقت طويل وجهد متواصل حتى نجني ثمارها بإذن الله, ان السياحة في بلادنا لازالت بحاجة ماسة الى زيادة في مستوى التوعية والتثقيف لدى المواطن.
وهذا الدور التوعوي تقع مسئوليته الكبرى على وسائل الاعلام المختلفة للقيام بدورها في هذا الخصوص سواء المرئية منها او المسموعة او المقروءة.
كما انني اقترح بهذا الصدد إدخال مفهوم السياحة والتنشيط السياحي في مناهج التعليم في بلادنا بشكل او بآخر، وذلك بصورة تجعل الناشئة والشباب يدركون مفهوم السياحة وآثارها الايجابية, ونحن نبارك هذه الخطوة الرائعة التي اتخذتها وزارة التعليم العالي بإنشاء كلية خاصة بعلوم السياحة والفندقة اطلق عليها اسم/ كلية الامير سلطان لعلوم السياحة والفندقة، تقديراً وعرفاناً لذلك الرجل الذي ابدى تشجيعه ودعمه اللامحدود للسياحة في بلادنا الا وهو سيدي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز يحفظه الله هذه الكلية التي جاءت كثمرة من ثمار الاهتمام والمتابعة بموضوع السياحة الوطنية من لدن صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز امير منطقة عسير وفقه الله الذي يعتبر بحق رائد السياحة في بلادنا الغالية, اننا نمتلك هنا في منطقة جازان كل مقومات السياحة النقية فالمنطقة ولله الحمد تجمع بين مختلف التضاريس الجغرافية فهي تنعم بالجبال الشاهقة التي تتميز باعتدال الجو كما تضم الشواطىء الجميلة والجزر الخلابة.
ان منطقتنا العزيزة تحتاج منا فقط مزيداً من الاهتمام لا اقول من جانب الدولة، فولاة الامر في بلادنا يحفظهم الله لم ولن يبخلوا علينا بكل ما فيه خدمة للوطن والمواطن كما عودونا على ذلك دائما ايدهم الله.
ولكننا بحاجة الى تفعيل دور المواطن الذي يجب ان يشعر انه قد حان الوقت لان يؤدي دوره بكل تفان واخلاص، وان يدرك انه المستفيد الاول والاخير من كل ما يقدمه لوطنه ومنطقته، بل ستمتد حصيلة عمله وجهده الى اجيال قادمة بإذن الله، وهو بذلك يرد جزءاً يسيراً من الجميل الذي اسداه له وطنه وقدمته له بلاده,ولكننا نعود لنقول بأننا ننادي بضرورة التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية وذلك بشكل مستمر ودائم ليتحقق لنا كل ما نصبوا اليه في مجال السياحة والتنشيط السياحي, كما اشير في هذا الصدد الى ان الادارة العامة للتعليم بالمنطقة على اتم الاستعداد للمساهمة في كل ما من شأنه دعم وتطوير التنشيط السياحي في المنطقة حين تدعو الحاجة لذلك,ولعله من المناسب هنا ان ارفع اسمى آيات الشكر والتقدير لمعالي امير منطقة جازان الامير محمد بن تركي السديري يحفظه الله على حرصه الشديد لدفع عجلة السياحة الوطنية في هذا الجزء الغالي من وطننا المعطاء.
والشكر موصول لسعادة وكيل امارة منطقة جازان الاستاذ/ خالد بن تركي العطيشان يحفظه الله على ما يبديه من اهتمام وما يوليه من عناية لموضوع التنشيط السياحي بصفته رئيساً للجنة الفنية والمتابعة بالمنطقة في ظل توجيهات ومتابعة من معالي امير المنطقة يحفظه الله,ختاماً اقول ان موضوع السياحة يحتاج المزيد والمزيد من الجهد والوقت ولكن، حسبنا في ذلك جهد المقل فإن اصبنا فمن الله وان اخطأنا فمن انفسنا ومن الشيطان,اسأل الله العلي القدير ان يحقق لنا كل ما نخطط له من آمال وتطلعات، وان يوفق ولاة الأمر في بلادنا لمواصلة مسيرة التقدم والنماء لهذا الوطن الشامخ انه ولي ذلك والقادر عليه,وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .
*مدير عام التعليم بمنطقة جازان
|
|
|
|
|