| الطبية
يطلق اسم المخدرات على مجموعة متباينة من العقاقير تختلف في تأثيراتها النفسية والجسدية ومن أمثلة ذلك الأفيون ومشتقاته، مجموعة الحشيش، مجموعة المنشطات والمنبهات مثل الكوكايين، الامفيتامين أو القات بالإضافة إلى العقاقير المهلوسة والمشكلة الأساسية في هذه العقاقير هي قابليتها للتفاعل مع الكائن الحي بحيث يؤدي ذلك التفاعل إلى الاعتماد النفسي أو العضوي أوكليهما على هذه العقاقير, يظهر هذا الاعتماد على المتعاطي بصورة سلوكية واضحة للحصول على المخدر، بصفة مستمرة أو متقطعة ومع الوقت والاستمرار في التعاطي يبدأ الاحتياج النفسي لهذه المادة للتخلص من المشاعر غير المريحة لعدم توفرها يصاحبها ارتفاع في مستوى الجرعة إلى مستويات أعلى للحصول على التأثير النفسي المطلوب وهو الشعور بالارتياح.
ويمكن تقسيم هذا النوع من الاعتماد الى قسمين رئيسيين:
أولاً: الاعتماد النفسي: يولد لدى المتعاطي رغبة نفسية قوية للاستمرار في تعاطي العقار المعين وهذا الاعتماد النفسي قد لا يكون مصحوباً بأي اعتماد جسدي بحيث ان الشخص لو ترك هذا العقار لا تظهر علية آثار بدنية حادة مثل الإسهال أو الصرع مثلما يحدث في العقاقير المسببة للاعتماد الجسدي, ومن اهم العقاقير المسببة للاعتماد النفسي الحشيش أو الماريجوانا و الامفيتامين والكوكاين.
ثانياً: الاعتماد الجسدي: وهو من اخطر الظواهر التي يتعرض لها المدمن ذلك أن الامتناع عن تناول العقار المعين يؤدي إلى ظهور اعراض جسدية خطيرة قد تؤدي الى وفاة الشخص او اصابته بأعراض بدنية خطيرة, ومن امثلة ذلك ما يحدث عند التوقف المفاجىء لعقار الهرويين والمورفين حيث تظهر علامات (سحب العقار) تبدأ بانسكاب الدموع لا إرادياً وكثرة اللعاب يصاحبها عرق غزير وشعور بالقلق الشديد مع نوبات من الإحساس بالبرد تارة والحرارة تارة أخرى وتتسع حدقة العين مع آلام شديدة في الساقين والقدمين وإسهال وعدم رغبة في اخذ الطعام ويفقد كمية كبيرة من السوائل وإذا لم يعط العلاج اللازم فقد يتوفى ومن المهم عند الحديث عن الإدمان أن نعرف انه نتاج تفاعل لثلاثة عناصر أساسية وهي:
1 الإنسان: الذي قد يكون في حالة مرضية نفسية ولم يتم تشخيصها كحالات الانفصام أو الاكتئاب أو اضطرابات الشخصية, هذا الشخص يجد صعوبة في التأقلم مع المتغيرات والمؤثرات في حياته وتختلف هذه القدرة من شخص لآخر وخصوصاً فئة الشباب قليلي الخبرة في هذه الحياة الذين تكون شخصياتهم غير مستقرة ويتأثرون بسهولة وينبهرون من التأثير الوقتي والشعور بالارتياح لهذه المخدرات.
2 العقار المخدر: والتأثير هنا ثنائي فالمشكلة الأولى في طريق اخذ هذه العقاقير وتأثيرها الضار على اجهزة الجسم المختلفة وقد تسبب انتشار امراض اخرى كالايدز والتهاب الكبدي ب، وج مثلاً عن طريق اخذ حقن ملوثة من اكثر من متعاط اما المشكلة الاخرى فهي التغير السلوكي الناتج عن الادمان والمضر بالشخص والعائلة والمجتمع إضافة الى امكانية الوفاة الناشئة عن الجرعات الكبيرة.
3 البيئة: تلعب دوراً مهماً ومؤثراً في حياتنا, بداية من المنزل والأسرة ووجود القدوة والرفيق الصالح حيث تكثر المشاكل مع وجود رفاق السوء فيلجأ الصغار والمراهقون إلى تقليدهم.
تأثير المخدرات
مع تغير السلوك العام للشخص المتعاطي تصبح قدرته على التفكير المنظم ضعيفة ويبدأ يفقد احترامه واهتمامه بنفسه مع تدهور عام بالصحة وعدم اهتمام بالمظهر او النظافة العامة وسوء تغذية قد تكون ناشئة عن صرف مادي متزايد على المخدر الذي يسعى من خلاله لتوفير شعور بالارتياح النفسي, ويكون هذا الشعور بالارتياح هو الدافع الاساسي للإدمان في المستقبل ومع الوقت يصبح البحث عن المخدر هو جل اهتمامه وعلى حساب نفسه وحياته وقيمه الدينية والاجتماعية وهذا يقود إلى عزله من أقاربه ومعارفه مما يحتم عليه اللجوء إلى رفاق السوء والانغماس بالمخدرات بصورة اكبر مما يساهم بعزله بصورة أكبر,, الخ
أما العلاج فهو متعدد الجوانب بحيث يشمل هيئات مختلفة تتعامل مع بعضها للاكتشاف والتوجيه والعلاج وإعادة التأهيل لكي يعود فرداً نافعاً لنفسه ولعائلته والمجتمع.
د,فهد بن عبدالله الحسين استشاري طب الأسرة والمجتمع مستشفى الملك فهد للحرس الوطني
|
|
|
|
|