أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th June,2000العدد:10133الطبعةالاولـيالأثنين 24 ,ربيع الاول 1421

الريـاضيـة

رأي
د, الباحوث والتخصيص بين مصارعة الديوك وسوق الحمام
منذ أن أقر مبدأ تخصيص الأندية والصحافة الرياضية تغرقنا كل يوم بمزيد من المقالات عن التخصيص والاستثمار رغم أنها مسائل علمية تحتاج إلى حديث علمي مبني على أسس علمية, وكنت أتجاوز بسرعة كل المقالات التي تكتب عن مستقبل الخصخصة بأقلام تعودنا منهم الكتابة الكروية التقليدية عن تشكيلة الفريق وقرارات الحكم وتحليل المباريات، ولكنني أتوقف لأقرأ بتمعن تلك المقالات التي تنشر لأقلام لا أعرفها متوقعاً أن الكاتب متخصص في موضوع الساعة الذي شغل الساحة الرياضية خلال الأسابيع الأخيرة, ولكن الحقيقة المرة أنني أصدم غالباً بسطحية الطرح، وتكون الصدمة أكبر حينما تكون التوقعات مرتفعة وهذا هو حالي مع مقالات الدكتور خالد الباحوث.
فحرف الدال وصورة الكاتب تدلان على رجل قد شاب شعره من البحث والدراسة، التي تمنيت أن يكون لها علاقة بموضوع التخصيص, كما أن جريدة الجزيرة الغراء تمنحه مساحة كبيرة تصل الى نصف صفحة مرتين في الأسبوع وهو ما زاد من تفاؤلي الذي تحطم بعد قراءة المقالين المنشورين يومي السبت والأربعاء حيث اكتشفت أن صاحب (الدال) لا يختلف كثيرا عن غيره من غير المتخصصين.
ففي مقالة السبت بعنوان (الدوري وجدلية التشفير) أورد الكاتب سرداً تاريخياً لمعلومات متناثرة ليس لها علاقة بالتشفير، فتحدث عن رواتب اللاعبين في بداية عصر الاحتراف وكيف ان تلك الأرقام ارتفعت بشكل كبير مستخدماً مصطلح (التضخم) وقد علمونا في مبادئ الاقتصاد ان (التخضم Inflation) هو الارتفاع في المستوى العام للاسعار، ويبدو ان الدكتور استخدم مصطلحا اقتصادياً في غير موضعه, ثم استمر في سرد معلومات قديمة نقلها من المقالات المكتوبة في هذا المجال، رغم ان زمن الانترنت جعل الوصول للمعلومة سهلا للغاية فيكفي ان أستشهد بأن وسائل الاعلام تناقلت مؤخرا اخبار توقيع المحطات التلفزيونية لعقود جديدة لنقل الدوري الانجليزي والباحوث لازال يسترجع أرقام العقود القديمة, ثم يصدمنا بالخلط بين الحضور الجماهيري لمباريات كرة القدم ومصارعة الديوك,, كآخر صدمات مقالة السبت.
وجاءت مقالة الاربعاء لتتكرر الصدمة فالعنوان (سوق الحمام بين السائل والمجيب) وكأنه يذكرنا بمصارعة الديوك, وقد بدأ المقال بسرد قصة صديقه الذي يربي الحمام، حتى هذه اللحظة لم أجد ضرورة لتلك المقدمة التي أخذت من وقت القارئ وورق الجريدة دون مردود يذكر, ثم يعود الكاتب للحديث مرة أخرى عن (التضخم) ليصدمنا بأن (التضخم) يعتبر ظاهرة صحية في الغرب، رغم اننا نعلم ان الحكومات الغربية تسقط بسبب الزيادة في معدل (التضخم) فكيف تجيز الجزيرة مثل هذه الهفوات في الوقت الذي نستبشر خيرا بعودة الجزيرة الى عهدها الزاهر بعودة رئيس تحريرها الذي قادها الى زعامة الصحافة السعودية.
لقد هالني اصرار الكاتب على المغالطة عند حديثه عن صفقة مرزوق العتيبي حينما قال: في اقتصاديات الاحتراف الرياضي الحديث يتم التعرف على مستحقات اللاعب الشهرية بمعدل نسبة مقدارها ما بين نصف الى واحد ونصف بالمائة من قيمة الانتقال وتلك معلومة لا تتناسب مع الواقع,, حيث نعلم ان كثيرا من النجوم ينتقلون في اوروبا بناء على (نظام بوزمان) دون الحصول على مقدم عقد مكتفين برواتب عالية, فقد انتقل الايطالي (رافانيللي) قبل سنوات الى نادي (مدلزبره) دون مقدم للعقد وبراتب اسبوعي قدره اثنين وخمسين الف جنيه، اي ان رابته الشهري سيصل الى مائة وعشرين ألف جنيه، وبناء على قاعدة الكاتب يجب ان تكون قيمة انتقاله ما بين ستة وثمانية عشر مليون جنيه وهو ما لم يحدث,
وليت الكاتب شرح لنا كيف يكون الايطالي (دلبييرو) هو صاحب اعلى راتب بين لاعبي كرة القدم على مستوى العالم بينما قيمة انتقاله ليست هي الاعلى.
واذا كان الكاتب ينوي الاجابة على تلك التساؤلات فليته يجيب على سؤال في اللغة الانجليزية حيث اورد في مقاله المثل الشعبي (سعيد أخو مبارك) كمقارنة بين مرزوق وعبيد وقال بان مقابله في اللغة الانجليزية Same Different ولست ادري من اين اتى بهذه المعلومة الجديدة، يشاركني في الاستفسار زميلان في العمل احدهما امريكي والآخر اسكتلندي.
انني اكتب بدافع الغيرة على جريدة الجزيرة الغراء وكذلك الدفاع عن حقوق القارئ الذي يبحث عن المعلومة الصحيحة خصوصا في المواضيع التخصصية، ولا اعتقد ان حرف (الدال) واقحام المصطلحات الانجليزية (الخاطئة) يكفي لافراد صفحات الجزيرة لمثل هذا الطرح الذي لا يرقى لمستوى طموحات القارئ, راجيا ان يتسع صدر الجزيرة لهذا التعقيب، والسلام ختام.
فيصل الحربي
جدة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved