| عزيزتـي الجزيرة
سعادة الاستاذ خالد المالك
رئيس تحرير جريدة الجزيرة,, المحترم
تحية طيبة وبعد,.
عرفت الشيخ عبدالله بن إدريس متعه الله بالصحة وادام عليه ثوب العافية يوم اجريت معه لقاء مطولا لجريدة المدينة في دارته العامرة منذ سنوات لا اريد ذكر عددها لئلا افضح المستور بأحدث مخترعات التقنية الحديثة,, وقد عرفت فيه المرونة والجمع بين العلم الشرعي والاطلاع على الثقافة الحديثة، وعرفت فيه ايضا تقبل الرأي الآخر والنقد اذا كان هادفا كتلك المقالات التي كتبت يوما عن كتابه الشهير شعراء نجد المعاصرون .
ولقد اطلعت على موضوع للشيخ خلال الايام الماضية في الصفحة الاخيرة من الجزيرة يدعو الى الزام الاجانب العاملين في المملكة بتعلم اللغة العربية وعدم تجديد اقامة اي منهم الا بعد اختباره في لغة الضاد، والاقتراح ينم عن حرص عُرف به الشيخ على الفصحى مما ادخله في خلاف مستمر مع دعاة العامية وناشريها شعرا ونثرا، ولكن المشكلة في صعوبة تطبيق مثل هذا الاقتراح الخاص لو اخضع للمبدأ الدبلوماسي المعروف المعاملة بالمثل فلقد طلب رئيس إحدى الدول بأن تكتب جوازات القادمين الى بلاده ايا كانت لغتهم باللغة العربية، وقبلت بعض الدول مع شرط كتابة جوازات مواطني تلك الدول العربية بجميع اللغات مما جعل التنفيذ مستحيلا.
ولعل الأولى قبل ان نعلم الاجانب اللغة العربية ان نرسخ هذه اللغة في عقول ابنائها نطقا وكتابة، فالمطلع على خطوط خريجي الجامعات والمستمع الى الاذاعات والمحطات التلفزيونية وبعض الخطباء في المناسبات يجد العجب العجاب حتى يخيل اليك انك تسمع انين سيبويه في قبره بعد ان حطمت اضلاعه
بهذه الاخطاء الكبيرة كرفع المجرور ونصب المرفوع!! وينطبق على هؤلاء المحطمين لاضلاع سيبويه قول الشاعر عبدالعزيز السرا:
اللحن عند بعضهم يجوزُ كقولهم مررت بالعجوزُ واللحن عند بعضهم مجازُ كقولهم ذهبت للحجازُ واللحنُ عند بعضهم محببُ كقولهم أكلتُ لحم الأرنبُ |
وفي اعتقادي انه حان الوقت لإنشاء جمعية اصدقاء اللغة العربية وارشح الشيخ عبدالله بن إدريس للدعوة الى انشاء وتقديم طلب للجهات المختصة بذلك، ومهمة هذه الجمعية تنظيم دورات تقوية في اللغة العربية لمن يريد وللمذيعين على وجه الخصوص، ونشر الوعي حول اهمية العناية بلغتنا الجميلة واظهار جوانب الجمال فيها عن طريق المقالات والمحاضرات والمسابقات وغير ذلك من الوسائل التي من شأنها تشجيع الناشئة على الاهتمام باللغة العربية مع تعلم اللغات الاجنبية، فهذا مطلوب ايضا لكن ليس على حساب اللغة الأم التي اصبحت تشكو الاهمال والعقوق والتجاهل.
علي الشدي
|
|
|
|
|