أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th June,2000العدد:10133الطبعةالاولـيالأثنين 24 ,ربيع الاول 1421

محليــات

رأي الجزيرة
دلالات مهمة النواب الإسرائيليين في واشنطن
بينما يواصل المنسق الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط دنيس روس جهوداً مكثفة لتقريب شقة اخلاف بين الإسرائيلي والفلسطينيين حتى يمكن تنفيذ اانسحاب الإسرائيلي الثالث من الأراضي الفلسطينية المحتلة في ضوء موافقة الجانب الفلسطيني الاسبوع الماضي على تأجيل موعد هذا الانسحاب حتى يوم السابع من شهر يوليو المقبل بناءً على طلب أمريكي بسبب أزمة الائتلاف الحاكم في إسرائيل آنذاك,, في هذا الوقت الذي تتواصل فيه هذه الجهود الأمريكية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، توجه أول أمس السبت خمسة من النواب الإسرائيليين وبينهم اثنان من الغالبية التي تتألف منها الحكومة الحالية برئاسة ايهود باراك، توجهوا إلى واشنطن بهدف (إعلان رفضهم لأي انسحابات إسرائيلية جديدة من الضفة الغربية وقطاع غزة الفلسطينيين وهضبة الجولان السورية)!!
وقالت الأنباء (طبقاً ل,أ,ف,ب) (إن النواب الخمسة سيلتقون أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب لإقناعهم بالعمل ضد الانسحابات المقترحة والمتفق عليها من قبل من أراضٍ عربية مقابل السلام مع اسرائيل)!!
وأضافت الأنباء: (إن الوفد يحمل عريضة بها توقيعات خمسين نائباً إسرائيلياً تطالب من جهة أخرى بانسحاب القوات السورية من لبنان!!) انتهى
ومن الواضح أن هذه المطالبات من جانب نواب إسرائيليين هم جزءٌ من مجموعات صنَّاع القرارات السياسية والعسكرية في إسرائيل، يمكن قراءتها على أن اسرائيل: (تضع نفسها موضع الدولة الشرق أوسطية التي تملك وحدها حق تقرير ما تراه وتريده من أوضاع لدول المنطقة برمّتها بدءاً مما تطالب به وتدعو له لشكل السلام الذي تريد فرضه على الفلسطينيين وعلى السوريين وعلى اللبنانيين,)
كما أن زيارة هذا الوفد النيابي الإسرائيلي بلائحة مطالباته المعلنة وربما أخرى غير معلنة، يفضح أن المفاوضات التي تديرها الحكومة الإسرائيلية مع الفلسطينيين وبعدهم مع السوريين في وقت لاحق، هي مجرد ملهاة عبثية لإضاعة الوقت على هذه الأطراف العربية فيما تكرس إسرائيل احتلالها وتفرض الواقع الذي تريده على العرب راغمين!
ومعنى هذا أن الجهود التي يبذلها الآن ومنذ أيام مضت المنسق الأمريكي لعملية السلام إما أنها جزء من تلك الملهاة العبثية أو أنها تدور في حلقة مفرغة لا علاقة لها بالخلافات في التوجهات السياسية ووجهات النظر في مفهوم السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبالتالي فإن جهود روس لن تحقق هدف تقريب شقة تلك الخلافات!
وهنا يتساءل المراقب في حيرة: ما هي القوة الخفية النافذة التي تعتمد عليها اسرائيل في مواقفها المجهضة لكل المبادئ والقرارات الدولية التي قامت عليها عملية السلام في الشرق الأوسط؟
ولكن اذا ما اطلعنا على آخر ما قالته مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية يوم الخميس الموافق 22/ يونيو الحالي في أتلانتا عن العلاقات الامريكية/ الاسرائيلية فستنتفي حيرة كل مراقب وسيجد الجواب عن السؤال أعلاه.
قالت أولبرايت: (فسر وزراء خارجية امريكيون سابقون علاقاتنا الخاصة مع إسرائيل على أساس أهميتها الاستراتيجية، وطبيعتها الديمقراطية، وقوتها الاقتصادية، والعلاقات الأسرية وعلاقات الصداقة التي تربط شعبينا,,, وفي مناسبات سابقة أوضحت هذه النقاط ذاتها وهي أكثر من كافية لتعليل تحالفنا).
ولم تكتف أولبرايت بذلك، إذ أضافت: (إن منشأ إسرائيل هو سبب آخر, أثق بأن التزام أمريكا بأمنها والدفاع عنها سيبقى ثابتاً ودائماً كالسماء ولهذا وفرنا لسنوات عديدة مساعدات سخية لتعزيز التزامنا تجاه إسرائيل ودعمنا للسلام)!!
والمؤكد أن كلمة السلام الاخيرة في كلام السيدة أولبرايت تقوم على المفهوم الإسرائيلي لمعنى هذه الكلمة، بدليل أن مهمة وفد النواب الإسرائيليين الخمسة حاليا في واشنطن وعلى صعيد مجلسي الشيوخ والنواب حيث يتمتع اللوبي اليهودي بنفوذ ناجز، تؤكد المهمة أن السلام الذي تريده اسرائيل وبدعم القوة العسكرية والاقتصادية والنفوذ السياسي والدبلوماسي الأمريكي هو السلام استسلام عربي يقبل تكريس إسرائيل لاحتلالها الحالي، أو يقبل بشروطها المهينة والي تنتقص من السيادة الفلسطينية والسورية واللبنانية، ومن تلك الشروط تطبيع العلاقات في ظل هذا الاحتلال!
الجزيرة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved