أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th June,2000العدد:10133الطبعةالاولـيالأثنين 24 ,ربيع الاول 1421

القرية الالكترونية

بسبب الانتقائية
الانترنت بديلا للتلفاز في المستقبل لمرونته وتفاعله مع المستخدم
* كتب خالد ابالحسن
كنت يوما اتحدث إلى موظف مبيعات يعمل لدى إحدى الشركات التي تقدم مبيعاتها على الانترنت وطلب مني الانتظار قليلا ريثما يظهر طلبي الذي أرسلته إليهم عن طريق الانترنت على شاشته.
وحالما اكتملت المعلومات لديه طلب مني رقم بطاقة الائتمان التي فضلت تقديمها للشركة عبر الهاتف بدلا من الانترنت فقرأت معلومات البطاقة له، ثم طلب مني الانتظار حتى تكتمل عملية التحقق من صحة معلومات البطاقة والتي تستغرق بضع دقائق.
ولأنني تعودت على محادثة موظفي المبيعات بدلا من الامتثال للعبارة الممجوجة Hold On التي تلزمني بالانتظار فقد اخترت أن أبادره بسؤال أمضي بجوابه وقت الانتظار فسألته قائلاً : ليس عليك أن تجيبني لكن رغبت في ان اعرف إلى اي مدى أثر على حياتك عملك على جهاز الحاسب الآلي؟ فضحك وقال: لا مشكلة في الحقيقة أن الحاسب الآلي يشغل جانبا كبيرا من حياتي وأراني اقضي أمامه وقت عملي وفراغي إلى حد يمكن أن يصل إلى درجة الإدمان فضحكت وقلت له: لا تخف فلست وحدك في القارب.
الجميع يشتكي من هذا الأمر فقال بأنه شخصياً لايشتكي من ذلك لكن الآخرون يكثرون من لومه على طريقة حياته التي يحبها ويجد أنه قد نجح إلى حد كبير في توجيهها والسيطرة عليها لتتواءم مع رغباته.
ودفعتني استجابته للتعرف أكثر على طريقة حياته مع الحاسب الآلي، فذكر بأنه احيانا يقضي وقته امام الحاسب الآلي، متصفحا الانترنت من حين خروجه من العمل وحتى خلوده للنوم ثم أوضح بعد ذلك كيف يقضي هذه الساعات دون ملل، وكان مما ذكره أنه يعيش في شقة بمفرده وأنه قد تخلص من جهاز التلفاز منذ ثلاثة أعوام، ولا يجد الرغبة ولا الحاجة لاسترداده، فاستوقفته قائلا بأنني لا اصدق أن شابا مثله يستغني عن التلفاز، فسألني وماالذي تظن أنني سأفعله بالتلفاز؟ فقلت له بأن المعتاد أن المواطن الامريكي لا يستغني عن التلفاز لحاجته للاطلاع على أخبار الطقس وجميع البرامج الترفيهية والرياضية، فقال بأنه يستطيع الحصول على كل ذلك واكثر منه من خلال جهاز الحاسب الآلي.
واستطرد قائلاً بأنه قام بنقل جهاز الحاسب من مكتبه إلى صالة الجلوس ثم ربط الجهاز بالانترنت ونصب شاشة حاسوبية كبيرة بدلا من التلفاز وذكر بأنه يمارس مختلف الالعاب من خلال الانترنت وذلك عن طريق الالعاب المشتركة التي توفرها كثير من المواقع على الانترنت مما يتيح له الدخول في منافسات مع خصوم افتراضيين ممن يزورون مواقع الالعاب تلك.
وأضاف بأنه يتلقى مختلف الأخبار ويشاهد مختلف القنوات التلفزيونية من خلال مواقعها على الانترنت والتي يوفرها له الاتصال السريع الذي يتوفر لديه في منزله.
ولدى انتهاء المكالمة شكرته على سعة صدره ووقته وجلست أمام الجهاز لأكتب عن تجربة هذا الرجل التي أحسبها خلاقة وواعية.
فقد تمكن ومن خلال استثماره الجيد لوقته ان يتحكم فيما يريد مشاهدته والاطلاع عليه بدلا من ان يسلم عينيه واذنيه للقنوات التلفزيونية لتغرقها بالغث والسمين مما لايملك له بديلا الا في نطاق محدود, بينما تعطي الانترنت التحكم الكامل للزائل للتنقل بين الصفحات والمواقع التي لاحصر لها فإن اعجبه موقعا وإلا فالبدائل كثيرة ومتوفرة, من جانب آخر فالتلفاز لايتيح للمشاهد التفاعل الذي يتيحه الحاسب الآلي والانترنت لمستخدمها الذي يدخل في مختلف النشاطات على الخط مع قرناء من شتى أنحاء العالم، ولذا فإن دور مشاهد التلفاز سلبي تماما لأنه متلق وحسب بينما تتعدى الانترنت دور التلفاز بمراحل كبيرة .
وتلوح في الأفق تقنيات حديثة توحي بمستقبل واعد بدأت ملامحه وتظهر في أنظمة التلفزة الجديدة التي تم تطويرها وتجهيزها لتكون اكثر حيوية وتفاعلا مع المشاهد الذي سينال نصيبا أكبر في انتقاء مايرغب مشاهدته.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved