| الثقافية
ان علاقة الأم بطفلها منذ تكوينه في رحمها حتى يستطيع دفع الأذى عن نفسه واكتساب رزقه علاقة ذات ميثاق تفرضه جميع العقائد، ونقضه يعد خيانة عظمى وجريمة في حق الأجنة في البطون، والأطفال الذين لم يغادروا الأحضان ويكتسبوا رزقهم بأيديهم.
والأم التي تفسخ هذا الميثاق هي تلك التي تعمد إلى عناد الشريعة، وهي تلك التي يدخل بها عدم المبالاة بما نهاها الله ورسوله عنه في ميدان الضلال الذي تتلقفها في زواياه أيد القذارة، وتطربها في منحنياته مزامير الشيطان فتنغمس في بحر الزيغ فتتجاذبها أمواج الفسق والكفر والفجور من كل ناحية.
وإذا كان لكل مهلكة سبب فإن المخدرات تعد من أقوى الأسباب الموردة للمهالك.
وأم تتعاطى المخدرات لابد أن تلد طفلاً قد امتزج دمه بما تتناوله من أنواع المخدرات، ولنا أن نتصور حالته عندما يفقد جسمه ذلك السموم الذي كانت تغذيه به حينما كان جنيناً في بطنها,, انه بالطبع مدمن بادمانها، وقد يموت بمجرد ولادتها له، وموته بهذا السبب يعني انها قتلته عنوة، والقرآن الكريم يقول: ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً النساء آية 93.
ولقد تصور أحد الشعراء وهو الشاعر أحمد عبداللطيف القدومي طفلاً ولدته أم مدمنة مخدرات، فأخذ يناجيها مناجاة كلها لوم وتذمر من فعلتها ومن ارتكابها ذلك الخطأ الفاحش بحقه، وذلك في قصيدة طويلة قوامها 24 بيتاً قرأتها في المجلة الطبية السعودية العدد 72 محرم عام 1412ه وهي مجلة دورية تصدر كل ثلاثة أشهر,, وقد استهل القدومي قصيدته تلك بقوله:
أماه ما ذنب الطفولة في دمي تقضي بسم عاصف بكياني أماه ما ذنب الطفولة ترتمي في حضن ميت تائه سكران |
وفيها يقول:
أرضعتني سماً فبتُّ معذباً لا حضن يؤي من لظى الحرمان وعذوت يا أمي أصارع حسرتي وأنا وحيد كاره لزماني ومقام جسمي في شحوب إرادتي بؤس يمزق في الحشا عنواني أفيون حبك في تبتل فطرتي نجوى اتقاد في شجون هواني |
وفيها يقول:
فالأم في دنيا الطفولة درّة لكن أمي جمرة بجناني لا تعذليني إن بكيت فإنني أبكي عليك واحتسي أشجاني |
|
|
|
|
|