أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th June,2000العدد:10133الطبعةالاولـيالأثنين 24 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

الكهرباء والواجب؟!
سلمان بن محمد العُمري
في فترة ليست بالبعيدة عاصرنا فيها طفرة اقتصادية في بلادنا بفضل الله، وكانت الأموال متوفرة أكثر من الحاجة، وكانت الثروات تدر علينا خيرها بشكل فائض، وربما أدى ذلك لاستهلاك أكثر من اللازم، وهذا من طبع بعض البشر، لا بل وصل الأمر هذا لاستهلاك غير المقبول وغير المرغوب، وبزوال عصر الطفرة استمر البعض على سلوكياتهم الخاطئة، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات والدوائر، كما استمر البعض يعيش بشكل غير صحيح، وكأنه ما زال في ذلك الزمن، لا بل ترى جيلا من الأبناء على حياة الرغد والرفاهية تلك، مما أدى لوصولنا بشكل او بآخر لحالة الإسراف والتبذير والعياذ بالله والله عز وجل يقول في محكم كتابه: إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين .
ان بلادنا ولله الحمد مليئة بالخيرات والثروات، وهذه حقيقة تدعمها الاحصاءات، والدراسات الموثقة، ولكن هذه الثروات ملك لنا، وللأجيال القادمة باذن الله وقد استودعنا الله اياها لنعمر الأرض، ولنقيم دين الإسلام، وكذلك لكي ننفقها في وجوه الخدمة الحياتية السليمة التي تتماشى مع الفطرة السليمة، وبالشكل المنطقي المقبول عقلاً وديناً.
وبالتأكيد، لا زالت هناك اوجه ومجالات عديدة يخالف الاستهلاك والانفاق فيها ما ذكرناه، ومنها على سبيل المثال السياحة في الدول الغربية والشرقية والتي لم تجلب لنا الا الويلات، وكذلك المبالغة في اوجه البذخ والاستهلاك، وهناك مجال لا يسعنا الا ان نذكره، وخصوصا إننا مقبلون على أشهر الصيف وموسم الحر، حيث إن الكهرباء من أساسيات هذا الزمان، وهي ضرورة لا غنى عنها، والاستهلاك فيها يصل في كثير من الأحيان حدودا غير مبررة ولا جائزة، وكل منا سواء في بيته أو في مكتبه أو في مؤسسته لو نظر حوله لتأكد من صحة ذلك، والكهرباء كالسفينة هي لنا جميعا، ولكن اذا زادت حمولتها كثيرا ربما غرقت، وشمل الضرر الجميع لا سمح الله فانقطاعها سيؤدي ان حدث لاشكالات ليست بخافية على أحد.
ولذلك ضمن اطار الواجب الديني والوطني، وكذلك المسؤولية الشخصية أمام الله وأمام النفس هناك مطلب ملح لجعل استهلاك هذه المادة الحيوية بشكل منطقي وحسب الضرورة، وحسب ما يقتضيه الحال، وليس بالشكل الذي لا يوجد معه تحمل للمسؤولية، وانما حسب الأهواء والرغبات، وهذه كثيرا ما تجر الانسان نحو سلوكيات فيها الضرر أكثر من النفع.
هناك وقت نخصه بالذكر، ألا وهو ما بين الساعة الواحدة ظهرا والساعة الخامسة مساء، وهي فترة دعوها بفترة الذروة في الاستهلاك الاقتصادي للكهرباء، وهي فترة حرجة بالتأكيد، وبحاجة لأن نرحمها قليلا، ونريحها بعض الشيء سواء بتحديد الاستهلاك فيها، أو باجراء بعض الأعمال قبلها أو بعدها، وفي ذلك خدمة للأمة وللوطن ككل باذن الله.
alomari 1420 @ yahoo. Com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved