أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th June,2000العدد:10133الطبعةالاولـيالأثنين 24 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

ود,, وورد
,, إنسان الإجازة,, واستثمار وقته
منال عبدالكريم الرويشد
تكثر الفوضى في بعض المنازل أثناء الامتحانات حيث تشغل غالبية الحجر وتهمل في ترتيبها,, خوفا من تغير بعض الأوراق عن مكانها الذي وضعت به وتثقل المسؤولية على ربة المنزل ومستخدمتها في الوقت الذي تتثاءب فيه شوارع الرياض من الازدحام فتنام في هدأة سكون وما أن انتهت الامتحانات حتى انتقلت الفوضى الى المنتزهات واشتكت الشوارع من كثرة السيارات وحوادثها وعند تحديد موعد لك فانك تضع زمنا اضافيا قبل الموعد مضاعفا عن المعقول حتى تتخلص من الزحام!!
ان الاهتمامات تتفاوت من شخص الى آخر في التعبير عن حاجته للاجازة,, فهناك من يكرس اهتمامه بالتنزه بالسيارة وقد يكون من ضمن سباقات الذئاب وممن يفتعلون الجنون عند رؤية الزهرات يتسوقن,, أو في سيارتهن مع السائق!! وهناك من اهتمامه اتجه للسفر وترتيبات السفر!! وهناك من وجه اهتمامه لحضور جميع المناسبات للحفلات والأعراس المدعو فيها والمتطفل عليها بجمع البطاقات من الغير وبالتالي هناك مجموعة كبيرة من النساء والفتيات من يستأنسن بصخب الحفلات وخصوصا حفلات الزفاف فيمضين الوقت الطويل أمام ضاربات الدفوف,, ويتابعن النساء اللاتي يرقصن,, وموديلات فساتينهن,, وطريقة مكياجهن,, ونوع حليهن,, وغيرها.
وهناك من الشباب من ركز في اهتماماته على اكسسوارات السيارات في الوقت الذي انصرف عدد كبير من الفتيات والفتيان الى مواقع في الانترنت وليس هذا فحسب,, فالاهتمامات تتفاوت بتفاوت الحاجة للتنفيس وطريقة توجيه هذه الحاجة.
فعندما دلفت احدى المكتبات هذه الأيام,, أحسست بشكوى الكتب وهي تنتظر الأيدي التي تقتنيها من بين الأرفف,, تلفت يمنة ويسرة فلم أجد أحدا غيري ومن معي,, ورجل كان يحاسب يريد الخروج,,!!
,, ذلك لأن احساس الكثير من الناس بمفهوم الاجازة انها شيء يهدهد عنهم ساعات الركض,, باعطاء ابنائهم وبناتهم الحرية في ممارسة الاجازة بدون توجيههم الى ان الاجازة,, تنفيس,, لذلك الانسان الذي يحاول ويحاول,, جاهدا أن يكون مثمرا بعيدا عن الفوضى,, فنحن قد نحتمل فوضى الحجر لزمن معين,, ولكن لا نحتمل فوضى الحياة في السهر وممارسة الاجازة بأسلوب ينم عن تفاهة سلوك ابنائنا أو بناتنا!
كما اننا في أشد الحاجة الى ما تطرحه لنا المراكز والجمعيات المعنية بخدمة نشاط الشباب والشابات وتطوير تفاعلهم الاجتماعي واثراء خبراتهم في مختلف المجالات!!
اننا بحاجة الى منابع يستقون منها الفكر السليم والاحساس بالمسؤولية في أبسط الأمور ولعل هذه المنابع تبدأ أولا من داخل الأسرة,, حيث يقع على كاهل الوالدين مسؤولية مفهوم الاجازة فهي ليست,, مساحة للفوضى وانما للراحة,, وبناء انسان مثمر,, يوجه بطريقة ما الى العمل والانتاج, فصاحب الشركات والمؤسسات يضع وظائف لصالح الطلبة وبمكافآت رمزية حيث لرجال الأعمال خبرة طويلة في الكفاح وتحقيق الذات ودور العصامية في حياتهم وتشكيل هويتهم فانهم أقرب ما يكونون لحاجة المجتمع في طرح وظائف للطلبة والطالبات اثناء الاجازة.
كذلك مسؤولية الأب ذاته في تكليف ابنه بأن يقف مكانه في محلاته التجارية أو الأم التي تعمل في التجارة بأن تمنح بناتها بعض المسؤوليات التي تشعرهن بالمشاركة الهادفة!!
ان الاجازة,, مساحة للتنفيس ولكنه تنفيس هادف,, مثمر,, قد يكون البعض مشتركا معي في الرأي,, وقد يختلف البعض الآخر,, غير ان المجتمع لا يقف بتوقف مجال التعلم الالزامي ولا يعني هذا أيضا التفريط في المسؤولية,, وانما هناك مسؤولية أكبر,, لاستثمار وقت الفراغ فكيف يكون هذا الاستثمار؟!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved