| فنون مسرحية
التغريب مصطلحاً :
اختلف المترجمون العرب، كعادتهم، في وضع اللفظة العربية لمصطلح التغريب مقابل اللفظة الالمانية له verfremdung او اللفظة الانجليزية Alienation فظهرت مصطلحات عدة منها: التغريب، والاغراب، والاغتراب، وتكنيك الغربة، والإبعاد، والتبعيد، والإفراد والتخارج،,, الخ ، إلا ان استخدام لفظة التغريب هي الاكثر شيوعا في الدراسات المترجمة او المكتوبة باللغة العربية, ماذا يعني مصطلح التغريب ,,, ؟ انه ببساطة: التكنيك الذي يجعل ما هو طبيعي، ومألوف يبدو غريبا ومثيرا للدهشة .
جذور التغريب :
على الرغم من فضيلة بريشت، في تعميق مفهوم التغريب، واحاطته بدلالات وأبعاد فلسفية وجمالية، فإن الوقائع تكشف عن انه لم يكن المخترع الاول لمصطلح التغريب وليس الاول في استخدامه، او توظيفه في المسرح بل اخذه عن الناقد الشكلي الروسي فكتور شلوفسكي الذي استخدمه في مقال له عنوانه الفن كنسق ، نشر عام 1917، وقد كان اشبه بميثاق للمنهج الشكلي، او الشكلاني، إذ فتح الطريق أمام تحليل ملموس للشكل، ويعتقد هانز ايجون احد شراح النظرية البريشتية، ووالت ، احد محلليها في الانجليزية، ان اذن بريشت التقطت هذه الكلمات في اثناء زيارته لموسكو.
الرؤية الشكلية للتغريب :
1, في السرد
يقول شلوفسكي: ان الفن يجاهد ان يجعل رؤيتنا للاشياء جديدة، وهذا ما نسميه نسق الاغراب ، ويشير الى ان الملحمة الاغريقية القديمة عرفت هذا النسق عندما وصفت المدينة من وجهة نظر فلاح, وفي هذا المعنى ذاته يذهب تودوروف، في تمهيده لنصوص الشكلانيين الروس، الى ان العادة تمنعنا من رؤية وتحسس الاشياء ولذلك يجب تشويهها حتى يتوقف عندها نظرنا ، وهو يشير بذلك الى طروحات شلوفسكي حول الآلية الذاتية للادراك، والدور المجدد للفن,أما توماشفسكي فقد عدّ نسق الاغراب حالة من حالات التحفيز الجمالي، فإدراج مادة غير ادبية في عمل ادبي ما يجب ان يبرر بجديتها وفرديتها، حتى لا تتنافر والمكونات الاخرى للعمل الادبي، ويجب الحديث ايضا والكلام لتوماشفسكي، عن المبتذل العادي كجديد وغير عادي، كما ان المألوف يجب ان يتم تناوله كشاذ, لقد درس شلوفسكي التغريب او الاغراب بوصفه احد الانساق التقنية لدى تولستوي، في دراسته النقدية بناء القصة القصيرة والرواية ، واشار الى ان هناك نوعا منه يتلخص في التوقف عند جزء من اللوحة والتركيز عليه، مما ينتج عنه تشوه في النسب المعتادة، وعلى هذا النحو طوّر تولستوي، في اثناء وصفه معركة، صورة فم مبلل يمضغ وان التركيز على تلك الصورة يخلق تشوها متميزا، كما جعل تولستوي اعمال فاغنر مغربة وذلك عندما وصفها من وجهة نظر فلاح ذكي، اي من وجهة نظر شخص لا يمكن ان يحيل على تشاركات معتادة.
غواية المتخيل المسرحي
عواد علي
|
|
|
|
|