أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th June,2000العدد:10132الطبعةالاولـيالأحد 23 ,ربيع الاول 1421

وَرّاق الجزيرة

معجم الآثار الموحد، وتوقف نمو لغتنا في المجالات الحضارية
عبدالله بن محمد المنيف*
لم يكن العرب قاصري فهم في بداية حياتهم العلمية حتى يبخسوا العلوم المعاصرة من الأمم السابقة، مثال ذلك عندما يبحث الاثاريون عن مصطلح أثري أو فني في معاجم اللغة العربية لانجد لذلك المصطلح من أثر, وإن وجد فعلى مضض وهذا على النقيض مما نجده في كتب الفنون الإسلامية التي كتبها الانجليز مثلاً إذ نجد أن الفاظهم ذات دلالات واضحة.
وكلمات اصطلاحية استقرت لديهم بدلالاتها ومعانيها الدقيقة، على العكس مما نجده عند كثير من الكتاب العرب من اختلافهم باطلاق اكثر من مسمى عنصر واحد متنافس في ذلك، مدعّياً كل واحد منهم أن مادونه هو الصحيح وغيره وقع في خطأ جسيم, وهذا العمل ليس بجديد الطرح ولا أدعي أوليته، فقد سبق وأن قال به بعض المشتغلين بالمعاجم، ان محصلة مفردات اللغة العربية في مجال الاثار والمصطلحات الفنية، قد توقف عند نهاية القرن الثاني الهجري، زماناً، وفي حدود الجزيرة العربية مكاناً.
ولعل هذا يجعلنا نتساءل عن سبب إهمال اثر اختلاط العرب بلغات وحضارات الأمم التي انضوت تحت لواء الإسلام، تلك الدول التي امتدت اراضيها من الصين شرقاً إلى حدود الأطلسي غرباً ومن بلاد ما وراء النهر شمالاً إلى وسط افريقيا جنوباً, وأنه من الغريب حقاً أن يتوقف نمو لغتنا في المجالات الحضارية من القرن الثاني الهجري إلى القرن الخامس عشر الهجري الذي نصارعه.
ولعل المرء يجد حيرة كبيرة لعدم تفهمه عندما يطرح هذا التساؤل بما أن الحضارة العربية استوعبت وبسرعة فنون البلاد المفتوحة مثال ذلك استخدام الصناع من الشام في عمارة المسجد النبوي وبعض القصور الأموية المشهورة ووجدت لها عقلاً متفهماً، مكاناً رحباً، في قلوب الخلفاء المسلمين ولدي سائر المؤمنين، ثم نجد أن اللغة قد رفضت هذا التطور والتجاوب وقصرت عن استيعاب ألفاظ وفنون شاعت بين الناس واستوعبها الخاص والعام وغيرت من أسلوب حياتهم ورفعت من علو ذوقهم الفني، علماً أننا اذا نقبنا عن بعض المصطلحات والألفاظ الأُخر في مجالات الطب مثلاً أو الفلك أو العلوم بعامة نجد أن هناك ثراءً كبيراً مما لا نجده عند تنقيبنا عن مصطلحات الآثار والفنون.
ولعل هذا القصور قد حرمنا من وصف دقيق لزخارف ظهرت في واجهات قصر عمره أو قصر المشتي أو في عمائر بغداد وسامراء كما قال بذلك أحمد عيسى.
وما قاله أحمد عيسى قد أسدل بظلاله علينا نحن الدارسين للفنون عند حاجتنا لوصف قطعة فنية أياً كانت مسكوكة أو خزف أو سجاد أو قماش أو كتابة قرآنية على ورق وخلافه.
ولعل معترضاً يقول إنه بالنظر إلى المعاجم العربية نجد عدة مسميات مثل إناء جرة جفنة حوض دلو صحفة برمة قارورة قدح إوادة مُشقّر وسيعة قنينة قدر , فضلاً عن أسماء كثيرة لم أذكرها إلا أنني لا أحسن تحديد كل لفظ ومعنى على كل ما ذكر.
فمثلاً ما هو الفرق بين برمة صحفة وسيعة, إذا لم يكن هناك مصطلح واحد لكل نوع مثل ما نجده في المعاجم الانجليزية أو الأوربية بشكل عام.
ولعلي استشهد بما ذكره العسكري في مقدمة كتابه معجم في بقية الأشياء الصادر عن دار الكتب المصرية عام 1934م بقوله معلوم أن لكل معنى لفظاً يعبر عنهُ، فمن جهل اللفظ بكم المعنى .
وختاماً لعلي أعرج على بعض المعالجم المتخصصة في الآثار والفنون دون غيرها مما قد نجد فيه نتفا عن المصطلحات الفنية أو الأثرية ولكن بشكل بسيط أو محدود ومن هذه المعاجم ما يلي:
1 معجم المصطلحات الأثرية:
اعداد يحيى الشهابي، عربي، فرنسي، صدر عام 1967م عن مجمع اللغة العربية بدمشق واشتمل على 351 مدخلاً كلها متعلق بالآثار، مع اشتماله على صور توضيحية وكشاف بالكلمات العربية.
2 معجم مصطلحات الفنون:
إعداد عفيف بهنسي، صادر عام 1872م في طبعته الأولى والطبعة الثانية عام 1981م.
3 مشروع معجم مصطلحات الآثار.
إعداد مجموعة من الباحثين، انتهى العمل منه في 1986م صادر عن مكتب تنسيق التعريب في العالم العربي، التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالرباط ويضم العمل في مسودته 2862 كلمة انجليزية مع مقابلها بالفرنسية وترجمتها بالعربية.
4 معجم مصطلحات الفن الإسلامي:
إعداد أحمد محمد عيسى، صدر عام 1988م عن مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستنابول، ويضم 650 كلمة بالانجليزية وترجمتها بالعربية مع شرح للمصطلحات.
5 معجم المصطلحات الآثرية:
إعداد محمد كمال صدقي، صادر عن قسم الآثار والمتاحف من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1988م به كشافان عربي وانجليزي ويعاب عليه خلوه من الصور واقتصاره في مجمله على المصطلحات الخاصة بالحضارة الفرعونية واليونانية وشغلت قريباً من ثلثي الكتاب, ولعل هذه المقالة دعوة موجهة للمختصين في الحضارة الإسلامية بصفة عامة وللآثاريين بصفة خاصة أن يشمروا عن سواعد الجدّ ويخرجوا لنا معجماً شاملاً لجميع عناصر الآثار الإسلامية دون الاعتماد على ما أملاه علينا علماء الغرب من مصطلحات كان الأولى أن يظهرها أبناء الحضارة التي انتجتها لأنهم أعلم بها من غيرهم.
والله الموفق إلى الصواب
*مدير قسم المخطوطات

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved