|
| الريـاضيـة
بدأت مفاجآت بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم مبكرة وتجاوزت بقوة كل التوقعات، هذه المفاجآت هي إحدى اسرار ساحرة الملايين والبطلة الحقيقية بلا جدال لبطولة أوروبا 2000,, وكنا في ملحق الجزيرة كعادتنا الدائمة نحرص على وضع الترشيحات النهائية في شكل سيناريو متكامل يبدأ مع الدور الأول وحتى نهائي البطولة معتمدين على دراسات ومتابعات فنية دقيقة، وصادف في الملاحق السابقة التي صدرت هذا العام أن تطابقت الترشيحات مع النتائج النهائية بنسبة عالية من دون الوصول بالطبع الى الدرجة الكاملة، هذا ما حدث مؤخرا مع احداث بطولات كأس اندية العالم وبطولة الأمم الإفريقية وبطولة الكأس الذهبية لدول الكونكاكاف لامريكا الشمالية والوسطى.
في بطولة اوروبا 2000 خرجت من الدور الاول منتخبات المانيا وانجلترا من المجموعة الاولى الاكثر اثارة وصعدت البرتغال ورومانيا، وخرجت بلجيكا صاحبة الضيافة الاولى والسويد من المجموعة الثانية التي شهدت المفاجأة الاكبر في الدور الاول وهي صعود تركيا المدوي الى جانب ايطاليا، بينما لم تواجه مباريات المجموعتين الثالثة والرابعة معوقات حقيقية تحول دون وصول المنتخبات المرشحة، صعدت اسبانيا ويوغسلافيا عن المجموعة الثالثة وخرجت النرويج وسلوفينيا، وتأهلت هولندا وفرنسا عن المجموعة الرابعة وخرجت تشيكيا والدانمارك، واجمع الخبراء على ان اقوى مباريات هذا الدور واكثرها متعة تلك الانتصارات المثيرة للغاية التي حققتها منتخبات البرتغال ورومانيا على انجلترا بنتيجة مماثلة (3/2)، والبرتغال على المانيا (3/صفر)، واخيرا اسبانيا على يوغسلافيا (4/3) بعد ماراثون من الاهداف حول فيه المنتصر خسارته المؤكدة الى فوز اكثر من رائع في الوقت بدل الضائع!.
عروض مثالية
ولعل اجمل ما قدمته يورو 2000 حتى الآن ذلك النموذج الأمثل للكرة الحديثة في استعراض حيوية الشباب الممزوجة بخبرة الكبار، وهو ما يكشف عن سر العروض الشيقة التي قدمتها المنتخبات الثمانية المتأهلة للدور ربع النهائي، وتصدرت ايطاليا الركب بمتوسط اعمار مثالي للاعبي منتخبها الوطني بلغ (16,1 سنة) تليها اسبانيا في المرتبة الثانية (26,3 سنة)، ثم البرتغال ثالثة (27,2 سنة) وهولندا رابعة (27,4 سنة)، وهكذا تمكنت هذه المنتخبات الثلاثة عدا اسبانيا نسبيا من تقديم الفعالية المطلقة للاداء الرأسي والحصول على كامل النقاط المتاحة، وجاءت في المراتب الباقية على التوالي تركيا (28,2 سنة)، فرنسا (28,8 سنة) واخيرا رومانيا ويوغسلافيا (28,9 سنة)، والجدير بالذكر ان المانيا حاملة اللقب وصاحبة الرقم القياسي بالفوز بالبطولة الاوروبية ثلاث مرات بدت متثاقلة الاداء خالية من الحيوية بقيادة عميد لاعبي العالم لوثار ماثايوس (39 سنة ، 150 مباراة) لبلوغ منتخبها متوسط اعمار هو الاعلى في البطولة زاد قليلا عن 30,4 سنة!.
وعودة الى ترشيحات الجزيرة نجد انه لا يزال هناك في الساحة خمسة منتخبات من ضمن لائحة الترشيحات الثمانية وهي ايطاليا واسبانيا ويوغسلافيا وفرنسا وهولندا، وهذه الاخيرة تحدثنا عن فرصتها الاكبر في الوصول الى نهائي البطولة وهي اسعدتنا بالطبع مثلما اسعدت الجماهير الهولندية والبلجيكية المستضيفة بتفوقها الاخير المثير في لقاء القمة الاوروبية المبكرة مع فرنسا، ولكن بطلة العالم لم تلعب بكامل نجومها ولم تخرج كل ما لديها بعد!
ماذا ستحمل لنا لقاءات الادوار المقبلة من مفاجآت جديدة، ورغم الصعوبات الكبيرة التي ستثيرها المنتخبات المتحفزة ايطاليا والبرتغال واسبانيا ويوغسلافيا، هل تلقى هولندا وفرنسا مجددا في ختام اوروبا 2000 يوم الاحد المقبل؟
العشاق يتنفسون الصعداء!
تنفس عشاق القارة العجوز الصعداء لخروج انجلترا المبكر من البطولة الاوروبية الحالية، ولم يخف منظمو البطولة ومسئولو المنتخبات المشاركة فرحتهم بهذا الخروج لضمان استمرار ونجاح البطولة بعدما اضطر الاتحاد الاوروبي الى انذار المنتخب الانجليزي باستبعاده من البطولة في حال استمرار شغب جماهيره المشين، والحقيقة الغائبة ان الاتحاد الانجليزي لابد وان يراجع نفسه في كيفية التحكم في مشاعر جماهيره الفالتة تماما من الضبط والحساب بعدما وصلت الامور الى هاوية مزرية لا يمكن ان تتناسب مع سمعة وتاريخ الكرة العريقة، الامر الذي وقف طويلا امام تحقيق الانجازات اللائقة لتصبح الكرة الانجليزية الاقل مكانة بين مثيلاتها الاوربية، وكأن لسان حالها ينتعش لاغاني شباب اليوم قد تصيب أو تخيب فالكرة قسمة ونصيب!!
ameed@shaheer. net.sa0
|
|
|
|
|
