| محليــات
جاء التبرع المالي السخي مليون دولار الذي قدمه سمو ولي العهد الأمين لإنشاء المجلس الإسلامي الأعلى في إيطاليا، جاء إضافةً مقدرة، وعميقة الدلالة لما تحرص عليه قيادة المملكة وفي طليعتها خادم الحرمين الشريفين، على التعريف بالإسلام ديناً وعقيدةً وشريعةً قبل الدعوة إليه ونشره بين غير المؤمنين حتى يؤمنوا عن بيّنة ومعرفة وفهم صحيح لتعاليم هذا الدين الحنيف السمح.
وللمملكة رصيد متنامٍ من الانجازات السابقة في مجال نشر الثقافة والحضارة الإسلاميتين خاصة في ايطاليا التي كان لزيارة سابقة لها قام بها سمو ولي العهد نتائج طيبة تمثلت في قيام سمو النائب الثاني في شوال عام 1420ه ونيابةً عن أخيه خادم الحرمين الشريفين بافتتاح مركز الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية في بولونيا قرب العاصمة الإيطالية روما.
وفي إطار هذا التوجه للتعريف بالإسلام فقد قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض نيابةً عن أخيه خادم الحرمين الشريفين في شهر محرم عام 1416ه الموافق يونيو عام 1995م بافتتاح المركز الاسلامي في روما.
وقد تحملت المملكة 80% من تكاليف إنشاء هذا المركز أي ما يعادل 50 مليون دولار أمريكي.
وقد جاء إنشاء هذا المركز بدوره كثمرةٍ لمساعٍ حميدة بذلها الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمهما الله إبّان زيارة رسمية قام بها لإيطاليا عام 1973م خلال رئاسة أوسكار لويجي لها حيث وافقت حكومته في عام 1975م على التبرع بقطعة أرض مساحتها 30 ألف متر مربع وصادقت عليها بلدية روما عام 1983م، ووضع حجر الأساس وزير الحج والأوقاف آنذاك عبدالوهاب عبدالواسع نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ثم افتتحه الأمير سلمان نيابة عنه في عام 1995م.
ويومها قال الأمير سلمان: إن خادم الحرمين الشريفين اضطلع بهذا المشروع ليكون مناراً للتعريف بحقيقة الإسلام، وليكون جسراً مهمّاً لإرساء العلاقات الثقافية والحضارية بين العالم الإسلامي والشعب الايطالي .
وقد عقّب الرئيس الإيطالي آنذاك أوسكار لويجي بقوله: المشروع دعوة موجهة للجميع للتجرد من الذاتية والإيمان بالله .
وتجيء هذه الانجازات الإسلامية التي حققتها ووقفت وراءها المملكة في إطار جهود غطت قارات العالم الخمس وكانت حصيلتها هي تشييد 1550 مسجداً وجامعاً في دول العالم الإسلامي وغير الاسلامي، إضافة إلى مئات المدارس والمعاهد التي تدرّس علوم الدين الإسلامي لناشئة الأقليات المسلمة في دول العالم غير الإسلامية، وإضافة أيضاً لإحدى وعشرين كليّة في كبريات الجامعات الأمريكية والبريطانية والروسية وذلك لتدريس الثقافة الإسلامية التي أثمرت حضارةً إنسانيةً راقيةً ما زالت حيّة إلى اليوم في العالم.
|
|
|
|
|