أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th June,2000العدد:10132الطبعةالاولـيالأحد 23 ,ربيع الاول 1421

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
الإنترنت خارج حدود الزمان والمكان
خالد أبا الحسن
يتفاوت المهتمون بشؤون الانترنت في نظرتهم اليها من جوانب عدة, فمن الناس من يراها ساحة لأفكار كثيرة متنوعة تتفتق عنها أذهان البعض وتتيح لهم الانترنت أن يحولوها الى واقع افتراضي يدر على أصحابه الملايين, بينما يرى البعض الآخر ان الانترنت تقنية متقدمة ينحصر فهم ديناميكيتها ومداراتها على قلة محدودة تتمتع بما أتاحته لهم هذه الشبكة من نفوذ وآفاق واسعة غير محدودة تحول الأوقات التي ينفقونها أمام شاشاتهم الى ملايين تنضح بها حساباتهم البنكية, غير ان جماع القول ان حقيقة الانترنت أنها مرتع خصب لمن يعرف دروب المال فيها.
وقد أتاح المناخ الذي تتميز به الانترنت للكثيرين دخول عالم المال والأعمال من أوسع أبوابه من حيث لا يعلمون, ورغم أن هذه التقنية الحديثة نسبيا قد جاءت بالوبال على البعض كفقراء وادي السليكون إلا أن قوائم أغنى أغنياء العالم استمرت في التغير سنويا وتمكن التقنيون من أبناء جيل الانترنت من مزاحمة أغنياء العالم التقليديين وتغيير الترتيب العالمي من خلال استثمارات التقنية, واذا علمنا بأن شركة مثل شركة ديل DELL قد حققت ما يزيد على 50% من مبيعاتها التي تقدر بالملايين يوميا على الانترنت بينما حققت النسبة الأخرى من خلال مبيعاتها في منافذ البيع التقليدية التي أنفقت وتنفق عليها الأموال الطائلة, ولدى مقارنة مبيعات الانترنت بنظيرتها التقليدية فإن الكفة ترجح لصالح مبيعات الانترنت لاعتبارات كثيرة تتضمن عدم محدودية السوق وسهولة الاجراءات وتوفير الانتقائية للمشتري وليسر وصوله اليها مقارنة بالمحلات التقليدية ووفرة الموارد بالنسبة للتاجر, ولذا فإن شركة ديل كغيرها من غالب الشركات قررت دعم منافذها على الانترنت لتستمر في توفير مواردها البشرية والمالية وتوسيع نطاق مبيعاتها على المستوى العالمي.
وليس الكسب المالي من خلال الانترنت حصرا على الشركات فإن الأفراد تمكنوا من خلال الانترنت ايضا من تحقيق أربام لم تخطر بأذهانهم يوما ما ومن هؤلاء شاب من سريلانكا يبلغ من العمر الحادية والعشرين حصل على فرصة للدراسة بأمريكا ولدى التحاقه باحدى الجامعات الأمريكية في مطلع عام 1998 أمضى أغلب أوقات فراغه في تصفح الانترنت بما معدله أربع ساعات يوميا واستهوته فكرة جمع الألعاب الحاسوبية وعرضها على موقع مجاني أنشأه بمساعدة أحد أصدقائه ورغم حداثة تجربته الحاسوبية التي لا تبلغ أكثر من ثلاثة أعوام إلا أنه كان يحسن قضاء وقته أمام شاشة الكمبيوتر, وأدى به الأمر فيما بعد الى تأسيس النطاق الخاص به والذي سماه Mega Games ولدى انشائه الموقع بدأ في الاعلان عنه وتحديث محتوياته وتطويره قدر استطاعته حتى تزايد عدد زوار موقعه الى اعداد كبيرة أدت الى نقل الموقع الى مستضيف يستطيع استيعاب الكم الكبير من الزوار يوميا وفي صباح يوم ما وصلته رسالة بالبريد الالكتروني يعرض مرسلها شراء الموقع منه بمبلغ اثنى عشر مليون دولار أمريكي, ولم يصدق الشاب لدى قراءته العرض الذي وصله من شركة متخصصة والتقط هاتفه ليتحقق من صحة العرض ليؤكد له المدير التنفيذي ذلك العرض معربا عن أمل الشركة في الحصول على موافقته, ولم يستطع الشاب إكمال مكالمته ووعده بالاتصال به لاحقا ليخرج بعدها ويهز أركان شقته بصراخه, كيف لا وقد أصبح من أرباب الملايين بين عشية وضحاها, وفي صباح اليوم التالي كانت محطات التلفزة تتناقل خبره وتصريحاته التي أكد فيها أنه لا يعد نفسه خبيرا بالانترنت بقدر ما هو ذكي ويحسن استغلال الأفكار الجيدة.
ولدى استعراض هذين المثالين يتبين لنا أن الانترنت كفكرة استثمارية قد فرضت نجاحها الى أبعد الحدود رغم أنه لم يدر بحسبان أكثر المتفائلين أنها ستؤثر على التجارة العالمية الى هذا الحد, ورغم أن الحاجز التقني ما يزال يمثل عائقا يمنع الكثيرين من الافادة أو الاستفادة منها إلا أن المستقبل يعد ويوحي بالكثير مما سيتحقق من خلال الانترنت.
khalid@4u.net

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved