| الاقتصادية
أبدع رسام الكاريكاتير عبدالسلام الهليل وهو يجسد معاناتنا مع أولادنا والصيف حين رسم طالباً يودع الشمس ويقول لها: الى اللقاء بعد أربعة أشهر حيث سينام النهار ويسهر الليل وكأنه لاعب محترف.
ولكن ماذا عن توظيف الطلاب وتدريبهم أثناء الصيف؟ قيام مكتب العمل بتوظيف الطلاب مشروع قديم فأذكر ونحن على مقاعد الدراسة الجامعية أن بعض زملائنا لا يعودون الى أهلهم حين تنتهي الدراسة وإنما يمكثون في الرياض يبحثون عن عمل من خلال مكتب العمل.
أما التدريب فانه مشروع حديث تنفذه الغرف التجارية والمؤسسة العامة للتعليم الفني والمهني.
وبين التوظيف والتدريب يمكن للطالب الا يودع الشمس اللهم إلا حين يقول صاحب العمل للطالب: بامكانك أن تودع الشمس وتذهب الى بيتكم باستثناء آخر الشهر حيث يلزمك أن تصحو من نومك مبكرا وتشرفنا هنا لتحصل على الراتب إلا إن كان لديك حساب في البنك فاننا سندخل الراتب فيه ولن نسعد برؤية وجهك نهاية كل شهر من شهور الصيف.
الذين يقولون ذلك هم أصحاب العمل الكرماء أهل المرونة والتسامح أما النكديون فانهم يطلبون من الطالب أن يأتي كل صباح ولا ينصرف إلا بعد نهاية الدوام وخلال هذه الفترة يجب ألا يشغل أحدا من الموظفين وكل ما هو مطلوب منه أن يشخص على الكرسي إن كان هناك كرسي اضافي أو أن يجلس بجوار الحارس أو عامل النظافة,, انهم يحللون ما يدفعونه له من خلال فرض الحضور اليومي دون ان يكلفوه بأي عمل.
واذا ما سألت أصحاب العمل: لماذا يفعلون ذلك؟ أي لماذا يدفعون لموظف لا يستفيدون منه شيئا قالوا لك: هذه أوامر مكتب العمل أما أعمالنا فانها ليست بحاجة الى موظف مؤقت لا خبرة لديه ومعهم حق فكيف تطلبون من صاحب العمل أن يربك عمله من أجل طالب؟
وإزاء هذه الشكلية التوظيفية يصبح التدريب هو الحل.
أجل,, تدريب الطلاب اثناء الصيف أكثر جدوى من فرضهم على صاحب العمل كموظفين بلا عمل سواء بالنسبة لهم أو لسوق العمل فمن خلال التدريب الفني والمهني ولاسيما الكمبيوتر واللغات يكتسب الطالب سلاح المستقبل ويكون مهيئا للحصول على فرصة العمل فور تخرجه.
والاقتراح ان تنتشر مراكز التدريب في كل حي وان تدفع للمنتسبين اليها مكافأة رمزية تشجيعا لهم ويمكن ببساطة تمويل المشروع من خلال فرض رسوم تدريب على كل صاحب عمل بدلا من فرض التوظيف.
وعلى مجلس القوى العالمة ووزارة العمل من خلال التعاون مع الغرف التجارية والمؤسسة العامة للتعليم الفني والمهني تنفيذ هذا المشروع الحيوي والمهم بحيث يتوجه معظم طلابنا لمراكز التدريب الصيفية ويعانقون الشمس كل صباح.
انها لقطة طموحة ان تشاهد ابنك أو ابنتك في طريق بناء المستقبل من خلال مركز تدريب داخل الحي حيث يمكن للطالب أو الطالبة الاستفادة من فراغ الصيف ماليا وفنيا وحيث يطمئن رب الأسرة لخروج ابنه أو ابنته بعيدا عن وسائل قتل الفراغ العبثية بما في ذلك الوظيفة الأسمية لدى صاحب العمل التي يفرضها مكتب العمل.
والاقتراح يحمل أيضا توجها بالتضييق على المراكز التجارية في مجال الكمبيوتر واللغات التي تهتم بالمردود المالي أكثر من اهتمامها بالتدريب وقد يتسع الاقتراح ليشمل المدارس والجامعات والرئاسة العامة لرعاية الشباب من حيث المساهمة بتوفير الأماكن التدريبية.
انه الخيار بين التوظيف والتدريب حين يكون التدريب الصيفي هو طريق التوظيف الدائم, فما رأي أصحاب العمل والغرف التجارية؟
|
|
|
|
|