| الاقتصادية
ادخال الطلاب الى سوق العمل والتدريب خلال فترة الإجازة بلا شك خطوة في الاتجاه الصحيح خصوصاً إذا كان ذلك العمل مهنيا, فمن خلاله سيتحقق للطلاب الدخل المادي الذي يحتاجه بعضهم والخبرة والمهارة والتدريب بما ييسر دخولهم الى مجال العمل بعد التخرج, إلا أن كثيراً من الطلاب مع الأسف يتعلمون ويعملون من قبل بعض المؤسسات عدم الجدية والتسيب واللامبالاة وذلك لأسباب منها تخوف بعض أضحاب المؤسسات وقلة ثقتهم بانتاجية الطالب والشعور بانه عبء يحاولون التخلص منه, ولقد قال لي أحد المسؤولين في مؤسسة تجارية: اننا نعطيهم الراتب ولا نطالبهم بالحضور لان قلة خبرتهم تربك اعمالنا ولاننا في الغالب لا نحتاج لهم, ومن جهة أخرى تقوم بعض المؤسسات بتحميل الطالب أعمالا أكبر من قدرته على التنفيذ مما يسبب نتائج عكسية وربما سبب انسحابه من العمل, لذا فان الأمر في اعتقادي يحتاج الى دراسة جيدة لما يناسب الطلاب من أعمال بمشاركة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة المعارف والبلديات والغرف التجارية وعدد من رجال الأعمال والإعلام بهدف تقييم ومتابعة وتسهيل اجراءات اعمال الطلاب وابتكار فرص جديدة مناسبة لهم خلال الصيف.
ثم ان فتح صندوق من خلاله يتم تأمين تكاليف عمل وتدريب الطلاب بدعم من المؤسسات التي لا ترغب في تشغيل الطلاب لديها سيمكن من فتح مجالات جديدة للراغبين كالعمل في الأعمال الحرة وخصوصاً البيع والشراء وكذلك اقامة معسكرات تدريب صيفية يتدرب بها الطلاب على كثير من الأعمال المهنية والفنية وتكون لهم نفس المكافآت التي يحصل عليها الطالب الذي يعمل في مؤسسة, وكما ينص التنظيم الجديد لوزارة العمل فإن المؤسسات هي التي سوف تساهم بدعم تكاليف تدريب الطلاب في الجهات التدريبية ويمكن اعتبار المعسكرات احدى هذه الجهات بل ربما تكون اجواؤها مشجعة أكثر لمشاركة الطلاب.
ومن وجهة نظري فإن الاستمرار في توجيه الطلاب الى المؤسسات للعمل بها سوف يعزز الهاجس الوظيفي المكتبي لدى الطالب ويكرس النفور العام في مجتمعنا والذي ما يزال موجودا تجاه الأعمال المهنية واليدوية بينما لو سهلنا له العمل مثلا بالبيع والشراء في اكشاك متنقلة بالتعاون مع اصحاب الأسواق الكبيرة واسواق الخضار ويتم تغذيتها ببضاعة بنظام التصريف من اصحاب الجملة ومن صندوق عمل الطلاب لنكون بذلك قد فتحنا مجالا نحتاج ان يدخله الطالب بعد تخرجه وتأخر حصوله على الوظيفة أو مصاحبا لدراسته وهو البيع والشراء, وربما دفعت الطالب تلك الخبرة التي اكتسبها من خلال عمله الصيفي في أي من الأعمال والتدريبات السابق ذكرها الى التوجه مباشرة بعد التخرج من الجامعة الى العمل الحر الذي عودناه عليه, وسيتحقق بذلك تخفيف العبء على المؤسسات الوطنية ومشاركة أكثر من جهة في هذا المشروع الوطني الهام بالاضافة الى دخول الطلاب الى مجالات يحتاجها سوق العمل السعودي ونكون قد هيأنا الفرصة للطلاب واقناعهم عن طريق الممارسة بالمردود المادي الجيد للأعمال الحرة وبذلك نسهم في اجتذاب السعوديين الى بعض الأعمال المهنية الممكن طرحها في الوقت الحاضر كالبيع وبعض الحرف البسيطة لتحل نسبة منهم فيما بعد محل الأجانب، وسوف يكون الاقبال أكبر إذا عرفوا المكاسب المادية لهذه الأعمال.
وخلاصة القول ان وزارة العمل قد خطت خطوات هامة في تنظيماتها لعمل الطلاب في الإجازة وتشكر على اهتمامها بهذه الشريحة التي تهيئها لان تكون فاعلا في مجتمعها ولكن هل بالامكان توجييها الى بعض الأعمال غير الوظيفية والتي تتوجه اليها سياسة العمل لدينا الآن؟ وتقليص اهتمامهم بالأعمال المكتبية مع الأخذ في الاعتبار ان الطالب ربما لن يجد مستقبلا نفس العمل الوظيفي الذي تدرب عليه.
Fdsh.ayna.com
|
|
|
|
|