|
| الثقافية
يلحظ الناظر في تاريخ الأدب العربي أن مؤرخيه والمهتمين بدراساته قد حكموا عليه في فترات معلومة من تاريخه بالضعف، والانحطاط، واطلقوا أحكامهم النقدية عندئذ على معظم بيئات ذلك الأدب دون تحقيق أو دراسة، وهم بذلك لا يفرقون بين مواطنه المعهودة، ولا يلتفتون إلى نتاج شعرائه المغمورين، وبيئاته المنسية المهملة، وإنما بنوا أحكامهم العامة على نماذج أدبية محدودة، ومنظومات شعرية مكرورة، وهذا يعود إلى توافر أولئك الباحثين على مصادر ذلك الأدب الموجودة، وإلى احاطتهم بواقع الأدب في بعض بلدان الوطن العربي، مثل الشام، ومصر، ولما تهيأ لهم من أسباب الطباعة، والنشر، إلى جانب قبولهم لأحكام المستشرقين العجم الذين قالوا بهذا الرأي، وصدروا عنه، فضلاً عن صدور أولئك الباحثين في أحكامهم النقدية عن آثار أدبية معلومة معهودة لا تمثل ذلك الحال الأدبي ولا تصوره، وإنما هي متفاوتة في قيمتها الأدبية ومنزلتها المعنوية، ولعل السبب في احاطتهم بها أنها أيضاً منشورة مطبوعة، مما وسم النظرية المدرسية القائمة في تاريخ الأدب العربي بأنها لا تخلو من الخطل، والتعميم.
قلت: بات من المستحسن أن يكف أولئك الباحثون عن أحكامهم النقدية العامة، وأن يصدروا جميعاً عن منهج تاريخي أدبي سوي، وأن ينهضوا بواجبهم العلمي الجاد، قبل المصادر الأولية المهمة، من مثل المخطوطات، والوثائق، والدوريات، والدراسات الأدبية الجادة، وما ذاك بعزيز على الباحثين الجادين المنصفين.
|
|
|
|
|
