أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th June,2000العدد:10132الطبعةالاولـيالأحد 23 ,ربيع الاول 1421

الفنيــة

على الوتر الحساس
لغز أسمهان
من المؤكد أن اسمهان كانت امرأة سيئة الحظ، وهي لا تزال سيئة الحظ بعد اكثر من خمسين عاماً مرت على رحيلها, ويتمثل سوء حظها اليوم في أننا بدلاً من أن نستمتع حتى الرحيق الأخير بفن هذه التي كانت من أعظم المطربات اللواتي عرفن الغناء العربي، لا نزال حتى اليوم نمضي جل وقتنا في قراءة كتب ومقالات ونصوص تستهويها إثارة الالغاز من حول اسمهان اكثر مما يستهويها الحديث عنها كفنانة وكصوت نادر وكمطربة أدخلت جديداً على الغناء العربي، وكان من شأنها أن تمعن في إدخال ذلك الجديد، لولا الحادث الذي أودى بحياتها يوم 14 تموز (يوليو) 1944، حين سقطت السيارة التي كانت تقلها مع صديقة لها تدعى جورجيت خوري في البحر قرب مدينة رشيد المصرية، فقضت الأمرأتان ووضع حد لحياة اسمهان المليئة بالمآسي والغرائب, والحال إن الغموض الذي أحاط بحياة اسمهان ثم أحاط بموتها، وبعدد من الأحداث الغريبة التي رافقت أيامها الأخيرة، يكفي في حد ذاته لتبرير كل ضروب الشطط التي تبرز لدى الحديث عن اسمهان, إذ بعد كل شيء يقول مؤرخو حياة هذه الفنانة الكبيرة، هل كان من قبيل الصدفة أن تقتل على ذلك النحو بعد أيام قليلة من مشادة حدثت بينها وبين زوجها الأخير الفنان احمد سالم، تدخل فيها احمد حسنين وأطلق خلالها الرصاص؟وهل كان من قبيل الصدفة ان تقتل، على تلك الشاكلة، في سيارة تجنح إلى البحر وقد تخلى عنها سائقها لسبب مجهول، امرأة كان رأسها مطلوباً من قبل أكثر من جهاز مخابرات واحد، هي التي قيل أنها ساعدت القوات الانكليزية على الحصول على السماح بعبورهم المناطق الدرزية في جنوب سوريا خلال توجههم إلى دمشق؟ اسمهان التي قضت غرقاً في البحر كانت قبل ذلك باثنين وثلاثين سنة قد ولدت على متن باخرة متجهه إلى تركيا حسبما يذكر، منفرداً، المؤرخ عبدالحميد زكي، بينما تكاد المصادر الأخرى تجمع على انها ولدت في السويداء, وهي عند ولادتها كانت تحمل اسم اميلي وإن كانت تفضل استخدام اسم آمال, اما اسم اسمهان فهو الاسم الفني الذي اختاره لها داود حسني حين اكتشفها واخاها فريد في القاهرة وكانت امهما قد لجأت بهما وبأخيهما فؤاد اليها آتية من لبنان, لماذا هاجرت الأم بأبنائها؟ سؤال لم يجب عنه أحد, المهم أن اسمهان كانت عند نهاية العشرينات قد بدأت تغني من ألحان أخيها فريد كما من ألحان مدحت عاصم وداود حسني ومحمد القصبجي، ثم شاركت محمد عبدالوهاب غناء الفصل الذي لحنه من مجنون ليلى وهذا الغناء هو ما بقي لنا من تلك الفنانة التي عبرت الحياة الفنية مثل الشهاب الساطع، وكان من شأنها أن تكون ذات حضور أكبر بكثير لو قيض لها أن تعيش أكثر.
بين الغناء ومآسي الحياة والزواج غير الموفق مضت سنوات حياة اسمهان القصيرة.
حتى اليوم لا تزال الاجيال المتتالية تستمع إلى اغاني اسمهان بشغف مستعيدة ذكرى صاحبة يا طيور ودخلت مرة الجنينة وليالي الأنس في فينا و ان اللي استاهل ليت للبر,, عيناً وغيرها من تلك الأغاني التي كان يترنم بها صوت بصفة كمال النجمي بأنه كان صوتا رقيق الملامح، فريد النبرات، مطرباً أشد الإطراب، من أعلى جوابه إلى ادنى قراره, وفي هذا الصوت البديع امتزج صوت المرأة الكمان وصوت القانون وصوت الناي وصوت الحمامة المطوقة في تركيب عجيب فاتن يكاد يجعل منه صوتاً غير بشري .
أما مجال السينما فقد غنت اسمهان من دون ان تظهر في فيلم يوم سعيد كما تولت بطولة فيلمين هما انتصار الشباب من إخراج أحمد بدرخان مع فريدالأطرش وغرام وانتقام من إخراج يوسف وهبي, وهو الفيلم الذي أنجزته قبل موتها مباشرة.
مالك ناصر درار
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved