أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th June,2000العدد:10132الطبعةالاولـيالأحد 23 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

بوح
التجربة الصيفية
إبراهيم الناصر الحميدان *
رغم حرارة الصيف فإن شبابنا يخوضون تجربة قاسية ومفيدة في الوقت ذاته كل عام لاختبار قدراتهم العملية بعد خروجهم منهكين من الاختبارات النظرية وفي تصوري أن بعض رجال الأعمال وهم يستقبلون هذه الاعداد الغفيرة من رجال المستقبل يحسون بثقل المسئولية, ويحاولون ما أمكن الإفلات من صعوباتها وأقول (بعض) ليس كافة رجال الأعمال أو موظفيهم، لأن التعميم فيه الكثير من التجني على الرجال الذين يبحثون بأنفسهم عن الطاقات الواعدة التي تتصف بالانضباط والانقياد الواعي.
ورغم أهمية رعاية كبار المسؤولين لهذه الطاقات ومحاولة تذليل ما تواجهه من صعوبات جديدة عليها بإصدار التعليمات إلى كافة الاقسام بأن تتقبل إمكانياتها المحدودة في مجال تقتحمه لأول مرة وتضع لها برنامجا تدريبيا وتأهيليا واضعين في الاعتبار أن ظروف هؤلاء المادية هي أيضا من دوافع البحث عن العمل الصيفي وليس قضاء الوقت في الحديث وشرب الشاي هرباً من الفراغ, إذ إن هذه الفكرة ما زالت تسيطر على قطاع عريض من رجال الأعمال والمسؤولين في الشركات والمصالح مما ينبغي التخلص منها ليس بجدية هؤلاء الشباب وإنما بتشجيع العاملين في الشركات أيضا واعتبارهم إخوة لهم حيث لا غرو أن لهؤلاء المسؤولين أشقاء واقارب يبحثون عن مثل هذه الفرصة في أماكن أخرى أو مجالٍ من مجالات العمل، فهم جميعاً في الاتجاه سواسية, وأنا بصراحة أتوقع من رجال الأعمال خطوة أكثروطنية وهي اعتبار فترة العطلة الصيفية مجال انتقاء لهؤلاء الشباب على المدة الطويل وليس اعتبارها فترة ضائعة يدفعون لقاءها مكافآت مرغمين عليها رغم قلتها بل أتمنى أن تكون بمثابة تجربة لاختيار البعض منهم ليحل بدلاً من متعاقد يكلف صاحب العمل والبلاد الكثير من التبعات الاقتصادية التي يكون المواطن أحوج إليها من ذلك المتعاقد مهما كانت جنسيته، لأن البلاد في النهاية سوف تعتمد على سواعد مواطنيها وإلا فاتها ركب التقدم كما أن على أولياء الطلبة عدم التحكم أو فرض آرائهم على مراكز العمل، حيث أذكر موقفا صعقت منه حين كنت على رأس العمل فلقد التحق بالعمل لدينا احد أبناء أسرة موسرة أعرف بعض أفرادها وقد وضعت هذا الطالب (الابن) في قسم يسمى خدمات العملاء للتدريب فما كان من ذلك الفرد الذي أعرفه إلا أن اتصل بي معاتبا ليقول: كيف تضع ابننا في عمل يسمى خدمة العملاء ونحن من تعرف (حمولة) كبيرة وعريقة,, ألخ .
هذه العقلية ينبغي ان تزول حتى لا نضع عراقيل في طريق الأبناء منذ فترة الدراسة بل لنتركهم يمارسون ما يروق لهم من عمل شريف لعلمنا بأن البلاد تتجه نحو التصنيع والممارسة التقنية حيث اصبح الاعتماد على الفكر والابداع وليس الثقل اليدوي اذ كل شيء يدار اليوم بالآلة وإن أصبحت الايدي العاملة غير المدربة ضحية هذا الاتجاه العلمي والخلاصة أننا نأمل بأن تكون فترة تجربة العمل الصيفي فرصة تبرز طاقات كامنة لدى هؤلاء الطلبة يستفيد منها صاحب العمل والوطن أيضا عن طريق التركيز عليها وليس من المستغرب أن يتابع رجل أعمال أو أكثر الطلبة الذين تدربوا لديه حتى بعد عودتهم الى مدارسهم ومعاهدهم بالتوصية لدى مدارسهم أو جامعاتهم ليرتبط هذا الطالب بمصنعه أو شركته مستقبلا لأن هذه الخطوة من أهداف التجربة الصيفية في كل عام اي اكتشاف الطاقات الشبابية والقدرات الكامنة.
* للمراسلة ص,ب: 6324 الرياض: 11442 .

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved