أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th June,2000العدد:10132الطبعةالاولـيالأحد 23 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

حديث المرأة
أوبئة فتاكة
هدى بنت فهد المعجل *
يوم أن كانت الأمراض والأوبئة تفتك ببني البشر، والطب والبحوث الإنسانية لم تتوصل بعد إلى علاج لها أودواء ناجع يتمكن من إماتة الفيروس المسبب إماتة نهائية، يومها توطنت الحسرة والألم في أفئدة المرضى وأهليهم، ومحبيهم خشية إصابتهم بعاهة مستديمة، أو غياب أبدي عن الحياة الدنيوية، وتطور الطب فتوسعت الأبحاث العلمية، والطبية حتى اكتشفت أمصال عدة كان لها دور فعال في القضاء على العديد من الأوبئة والميكروبات، وأخذ حصانة دائمة ضدها، وما ذاك إلا بفضل من الله تعالى ، ثم بجهود البشر في إعمال عقولهم وتوجيهها إلى ما من اجله خلقت.
ثم توسعت أوجه الحياة ومناحيها ،وتوسعت بتوسعها مطالب الإنسان ورغباته التي منها رغبات معقوله أبيحت شرعاً، ومنها رغبات وقف الشرع حيالها بالمرصاد، ووجدنا الإنسان الذي كان يسعى جاهداً من تطهير بيته من أوبئة مرضية هو الآن يلوث تلك البيئة بملوثات عن سبق إصرار وترصد، بجانب إداركه للآثار السلبية المترتبة على تلك الملوثات، بيد أني لن أضع نفسي في مقام المعددة لهذه الآثار الصحية والمخلفات المرضية لداء فتاك استشرى سمّه في أبدان البشر رجالاً ونساء، شيباً وشباناً، حتى ظنه البعض مباحاً من المباحات الأخرى التي يتناولها الإنسان دون خوف أو وجل,, ذلك هو (الدخان) ، وعدم تحدثي عن آثاره الصحية، أو مخلفاته المرضية لكون الشركات المصنعة لم تأل جهداً في سبيل إضافة عبارة (تحذير حكومي: التدخين سبب رئيسي للسرطان,,الخ) وما فعلت ذلك طائعة، أو مختارة ، بل مرغمة.
أكرر عبارتي السابقةبعدم تحدثي عن أضراره وحرمته، لكون أول العارفين به هم متعاطوالسم الزعاف,, حديثي فقط ومثير موضوعي هذاهوموقف مررت به مع طالباتي عندما كنت أشرح لهن مادة الحديث وتطرقت في صلب شرحي للدخان، فأفادت مجموعة من الطالبات بأن الدخان غير محرم، بل هوجائز، لحظتها علت محياي علامة لا أدري هل هي استغراب؟؟ أم ألم؟؟ ,, أم تعجب!! فسألتهن على أي أساس أفتيتن بعدم حرمته، ثم أردفت: لنفترض جدلاً أن المدخن مُنع عنه الدخان مدة يوم واحد فقط,, فكيف سيكون حاله لحظتها ,,,؟؟
كانت إجاباتهن متعددة مع الاتفاق على أنه سيمر بحالة من العصبية، وارتفاع حاد في درجة الحرارة، بجانب صداع شديد في الرأس، وكانت إجاباتهن من منطلق رؤيتهن لمن حولهن من المدخنين.
فسألتهن: لماذا يشعر بذلك ,,,؟؟
فلم يجبن ,,,!!
ثم واصلت قائلة: لابد أن المادة التي صنع منها الدخان لها دور في الشعور السابق الذي يمر به المدخن، فما المادة التي صنعت منها السيجارة؟؟
توقفت قليلاً عن الحديث تاركة أذهانهن تناقش هذين السؤالين ، لأوجه لكم سؤالاً مهماً:
((لماذا غلب على ظن أولئك الصغيرات أن التدخين غير محرم!!؟؟))
* الدمام.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved