| مقـالات
إذا كنت تربوياً قد حنكتك الخبرة فمن المؤكد أنك تقدر حق التقدير دور واسهام البحث التربوي في تطوير اداء المؤسسات التربوية، ولابد انك ايضا تدرك ان توظيف البحث التربوي لخدمة اغراض المدارس أو الاجهزة التعليمية المركزية اصبح الان مؤشرا يدل على مدى ما تتمتع بها تلك المؤسسات من صحة, ولقد تجاوز العمل التربوي مجرد كونه آراء وانطباعات شخصية ليتحول الى نشاط منضبط وموجه بتوصيات البحوث التربوية المحكمة وفق اعلى المعايير ونحن هنا لا ندَّعي اننا يجب ان نحشر البحث التربوي في كل خطوة تعليمية نخطوها، ولكننا بكل تأكيد ندَّعي ان كثيراً من ممارساتنا التربوية داخل الفصل او خارجه يجب ان تستند الى نتائج وتوصيات البحوث التربوية المحترمة.
ولعلي لا أتجاوز الحقيقة عندما اقول ان البحث التربوي في مدارسنا ومناطقنا التعليمية (بنين وبنات) لايزال في سباته، وهو مالا نجد له مبرراً خصوصاً إذا ما علمنا ان معظم معلمينا تلقوا اعدادا ملائما في أساسيات البحث التربوي، وان الامكانات المطلوبة لتنفيذ البحث التربوي ليست في الغالب عائقا جوهريا, ويمكن ان تنفذ البحوث عند مستويات متعددة، فعلى المستوى الفردي قد ينفذ المعلمون بعضا من البحوث, وقد تنفذ البحوث على المستوى الجماعي حيث يتعاون مجموعة من المعلمين او عدد من المناطق التعليمية في تنفيذ بحوث تعالج بعضا من مشكلاتنا التعليمية والتربوية والادارية (وما أكثرها).
ان كثيرا من ممارساتنا التربوية مازالت للاسف - تسير على طريقة إنا وجدنا آباءنا على ملة ، والعجيب ان هذا يحدث في وقت نحن مطالبون فيه بأن نعيد التفكير في كثير من اساليبنا، وان نجرب ونبحث في طرائق جديدة تعد بنتائج افضل يظهر مردودها على اداء مدارسنا، ان احياء وتنشيط البحث التربوي في مدارسنا ومناطقنا التعليمية سوف يثري علاقاتها مع الجامعات ومع المجتمع بعمومه، بل وسوف يفتح آفاقا أرحب للتعاون والحوار بين التربويين في مدارسنا (وكذلك بين الاداريين).
وقفة :
آمل أن يكون في برنامج معارف ما يعزز تنفيذ البحوث في المدارس (باحتوائه على برامج احصائية مناسبة، مع توفر الدعم الفني المطلوب).
E-mail:Alomar20. yahoo.com
|
|
|
|
|