أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th June,2000العدد:10132الطبعةالاولـيالأحد 23 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

نوافذ
الرأي
أميمة الخميس
عندما يشتد وطيس الانتخابات الأمريكية، يتداول الأمريكيون مقولة ساخرة حول مدى جدوى الديمقراطية تقول (بأن الديمقراطية هي تغليب رأي أحد عشر مغفلا على عشرة عباقرة) حيث تنحصر القوة في العدد لا في الكيفية، وبالطبع المقولة السابقة تحتوي كماً كبيراً من السخرية الذي يجعلها تتجاوز الاستراتيجيات والخطط التي تختبىء خلف شتى المجالات لتسيير هذا المجموع وتطويعه بالشكل الذي يخدم النخبة السياسية.
لو تأملنا غالبية الحركات السياسية الناجحة عبر التاريخ لاكتشفنا عملية توظيف وتسخير رأي العامة لخدمة فئة قليلة او ما يسمى النخبة، ولو افترضنا ان الشاعر المتنبي شاعر نخبوي لوجدنا بأنه يقول:


وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم

والمتنبي هنا أوكل مهمة صناعة التاريخ للنخبة، بينما ترك للعامة أو ما سماهم بالصغار التفاصيل المهملة والجانبية, وكثير ما يساورني إحساس بصدق المتنبي وأنا أقلب صفحات الحوار على (الإنترنت) حيث تأتي الحوارات على الغالب ساذجة وسطحية وخالية من النضج او الوعي في أبسط أولوياته.
وأتمنى من عالم اجتماع محلي ان يتقصى الجغرافية الفكرية للشباب لدينا من خلال ساحات الانترنت على اعتبار ان فئة الشباب على الغالب هي الفئة التي استطاعت ان تفك رموز التكنولوجيا.
ولن أكون شديدة التشاؤم عندما أصف الحوارات القائمة في تلك الساحات بالهشاشة والضحالة، الى الدرجة التي تجعلها عاجزة عن صياغة أسطر معدودة بلغة سليمة وواضحة تعتمد على وضوح الفكرة ومن ثم تسلسلها من الشمول الى الجزئيات، بل كل ما هنالك هو نثار من لغة عامية بسيطة ومهلهلة لا توحي بعمق فكري او نضوج انفعالي.
فمن ناحية هناك التعصب المستميت لفكرة معينة الى الدرجة التي تجعله يرفض حتى فكرة التعايش مع النقيض او الاختلاف، ومن ناحية اخرى نجد بأن المرجعية الفكرية التي ينطلق منها الغالبية ترتكز في مجملها على عصا المناهج، أي خروج عنها لا بد أن يؤدي الى الرسوب والفشل الذريع، لذا ينقسم العالم في أذهانهم الى صحيح مطلق وخطأ مطلق ولا وجود لسواهما!!
وهذا على الغالب هو الإطار التي تدور فيه غالبية الحوارات في تلك الساحات، وكم اتمنى ان يضاف الى مادة التربية الوطنية فصل يسمى أدب الحوار وأسسه الأولى، مع إصرار على بث وعي حقيقي في المناهج عن أهمية تبادل الحوار وتقبل الآخر وان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved