عزي لرجلٍ ما يماري بماله المال زينات النمار الكرانيف يومٍ يعزك معقدٍ في ظلاله لو تاكل الجمّار وتبيع الليف |
,, لم يعرف إنسان هذه الأرض,, الحياد في عواطفه,, ذلك لأنه كان على الدوام يعيش حالة المواجهة الصارمة مع بيئته وظروفه وحياته على الخلاص من حصارات الحياة,, ووجدها إلى جانبه أيضاً,, تسقيه وتنقله من مرعى لآخر,, فإن لم يتوان في أن يمنحها ذلك الشبه العاطفي بفتاة أحلامه,, كذلك الحال حينما وجد حاله وحياته إلى جانب النخلة,, تلك الشجرة المباركة التي قدمت له ثمارها دون أن يمسه السغب,, فربط عزه ب(مقعد في ظلاله) لو لم يكن فيها غير (الجمار) و(الليف)!!
غير أنه لم يكتف فقط بهذا الربط العاطفي,, وإنما أخذ نفس الإتجاه ليجعل من مذاقها فقط ,, مدعاة لنسيان الجوع,, في إشارة واضحة لطبيعة الصراع ما بين الانسان والبيئة,, ومساهمة موجوداتها في ذلك الصراع ليقول: لاذاقها الجيعان يضيع جوعه!!
,, ثم يمتد ذلك الحضور لحلوة الجوف بشكل أكثر تأثيراً حينما ترتبط بحياة الأجيال:
عاشوا عليها الناس جيلٍ بعد جيلٍ حلوة وهي حلوة ولا شفت نوعه!! |
,, هكذا يعقد الناس صلاتهم بأدوات المقاومة,, رغم ضآلتها أحياناً,, ربما لأنها تمثل في حياتهم شاطئ الأمان,, الذي يحول بينهم وبين الهلاك!!.
إبراهيم محمد الجبر
|