|
| الريـاضيـة
 *
لقاء : خالد الدوس
طوال تاريخ الرياضة السعودية الذي بدأ منذ ما ينيف عن نصف قرن تعاقب على مسيرتها الخضراء العديد من الرواد والنجوم والأجيال، منهم من كانت له بصمات واضحة وإسهامات بارزة في وضع لبنات مرحلة البناء والبداية، ومنهم من عاش حقبة ما بعد التأسيس, وكل هؤلاء الرجال بالتأكيد ستظل اسماؤهم محفورة في الذاكرة!!
ومن هذا المنطلق حرصت (الجزيرة) على تقديم هؤلاء الرواد والنجوم والاسماء على صفحات كل جمعة.
البطاقة الشخصية
الاسم: فهد بن محمد بن عبيد.
تاريخ الميلاد: 1366ه.
الحالة الاجتماعية: متزوج واب لنواف 20 سنة وعبدالعزيز 14 سنة وخالد (4) سنوات و3 بنات.
المهنة: موظف في قطاع خاص.
ضيفنا هذا الاسبوع هداف فريق النجمة والشباب في الثمانينيات الهجرية اللاعب فهد بن عبيد الشهير ب(فهودي) الذي كان يعد واحدا من ابزر مهاجمي تلك الحقبة الفارطة وممن حفرت اسماؤهم في الاذهان والوجدان واستطاعوا ان يثبتوا اقدامهم بقوة في ساحة النجومية خلال فترة قياسية من عمرهم الرياضي.
ففي اول موسم يصعد فيه (النجمة) بقرار وزاري تم ترفيعه ضمن اندية الدرجة الاولى (الممتاز حاليا) وذلك تقديرا لمستوى هذا الفريق المدهش (الفني والخلقي) الذي اشتهر به افراده,, تجلت موهبة (فهودي) على نحو لافت للانظار والاعجاب نظراً لقدراته التهديفية وامكاناته البارعة فضلا عن امتلاكه لفكر كروي عال اضاء له دروب النجومية والفن الرفيع داخل ميدان المنافسة, حيث قاد مسيرة (نجمة الرياض) لتحقيق العديد من الانتصارات المدوية على فرق الوسطى الكبيرة التي تسبقه خبرة وقدرة وامكانية, وبالتالي توج حضوره المميز في اول مشاركة له في دوري الشهرة بحصوله على لقب هداف دوري المنطقة الوسطى,, بجانب اختياره ضمن نجوم منتخب الوسطى الذين شاركوا في بطولة كأس المصيف لمنتخبات المناطق بالطائف.
وبالمقابل استمر هذا النجم الفذ في تمثيل فريقه حتى تم دمجه مع شباب الرياض (الشباب حاليا) اواخر عقد الثمانينيات,, فلعب في صفوف شيخ الاندية حتى مطلع الحقبة التسعينية, واليوم وعبر الحلقة الاولى يفتح لنا ضيفنا الكريم ابواب تجربته الرياضية ليحدثنا عن تاريخه الرياضي المعطر بعبق الماضي وذكريات الزمن واليكم ما قاله الضيف.
حي جبرة
علاقتي بكرة القدم بدأت في المدارس والحواري وتحديدا في حي (جبرة) احد الاحياء الشعبية بوسط العاصمة الرياض (منتصف السبعينيات الهجرية) حيث اوجدنا فريقا في الحارة وكنت ازاول اللعب مع ابناء الجيران على ملعب يقال له ملعب هباش, واذكر من زملائي اللاعبين الدكتور محمد النصبان وموسى الشلهوب وعبدالله يحيى من الهلال ومن الاندية الاخرى عبدالله العيبان وابناء البريكان ويدعمنا في ذلك ابناء آل الشيخ (عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ وعبدالله بن محمد آل الشيخ وعبدالرحمن بن احمد آل الشيخ وابناء عم كل من الاشقاء الثلاثة (عبدالرحمن وعبدالله وعبداللطيف) الذين كونوا لديهم فريقا بحي الظهيرة اطلق عليه اسم (فريق اشبال الهلال) وتحول فيما بعد تحت مسمى فريق النجمة.
وبالمقابل كانت مسألة تأمين الكور والملابس تتم بجهود جماعية من ابناء الحارة, طبعا استمررت مع الفريق (3) سنوات ثم التحقت بفريق عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ (مؤسس النجمة), بعد ذلك لعبت في صفوفه (9) اعوام في خط الهجوم ثم انتقلت للشباب ومثلته موسمين.
رفضت شباب الناصرية!
اذكر جيدا اننا لعبنا على مستوى الحواري امام فريق شباب الناصرية الذي كان يضم ابناء جلالة الملك سعود (طيب الله ثراه) ورأسه الأمير ماجد بن سعود,, لقاء وديا وكسبناه بنتيجة (3/1) حيث تألقت في تلك المباراة واحرزت هدفين وبعد ذلك طلب مني مدرب (شباب الناصرية) السوداني (هارون) الانضمام لفريقه فقدم لي بعض الاغراءات اهمها الدراسة في معهد الانجال ورفضت هذه الفكرة نظرا لبعد مسافة منزلنا عن حي الناصرية رغم الحاحه الشديد لضمي ولكن,,!!
هؤلاء فاوضوني
اثناء فترة تسجيل الاندية وبعد ادراج فريق النجمة وتصنيفه ضمن اندية الدرجة الثانية مطلع الثمانينيات مازلت اتذكر اثناء مزاولتي اللعب مع فريق الحي جاء كل من فهد بن بريك الذي كان تربطني به صلة عائلية مقربة جدا ومعه عبدالرحمن آل الشيخ (مؤسس النجمة) وطلبا انضمامي لفريقهم ففي الوقت ذاته جاء نجم فريق اهلي الرياض (الرياض حاليا) مبارك الناصر وحاول اقناعي بالتسجيل في صفوف (مدرسة الوسطى) ايضا احمد بربري (ابرز رواد الحركة التأسيسية لنادي النصر) حاول وقدم لي بعض المغريات لضمي للنصر واخبرتهم جميعا بانني لا ارغب التسجيل في الاندية نظرا لرفض والدي واصراره على ذلك باعتبار ان الرياضة في ذلك الوقت لم تكن مقبولة اجتماعيا لانها مضيعة للوقت ولا فائدة فيها حسب اعتقادهم وتفكيرهم.
ابن بريك قادني للنجمة
جاء انضمامي لصفوف فريق النجمة بتأثير قوي ومباشر من نجم الفريق (فهد بن بريك بحكم القرابة كما اشرت سلفا ففي الوقت الذي كان فيه والدي رافضا بشدة مسألة التحاقي بأي ناد ولاصرار النجماويين على ضمي قمت بالتوقيع في كشوفاتهم ليلا دون ان يعلم والدي شيئا عن الموضوع حيث تمكنت وبطريقة ذكية دبرها ابن بريك من الحصول على شهادة ميلادي من والدي طبعا بعد تسجيلي رسميا بالنادي (اوائل الثمانينيات) طلبوا مني ان اعسكر مع الفريق يومين وذلك استعدادا للقاء الذي سيجمعهم بفريق اتحاد الرياض ضمن لقاءات دوري الدرجة الثانية ورفضت ذلك خشية ان يعلم والدي بموضوع التسجيل ووعدتهم ان التحق بالمعسكر قبل المباراة ب(3 ساعات) وبالفعل حضرت في الوقت الذي اتفقنا عليه ولعبت في الشوط الثاني وخسرنا اللقاء (,,,,)!!
عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ
يعد الاستاذ عبدالرحمن بن حسن آل الشخ الذي ساهم بالتأكيد في وضع اللبنات الاولى وتكوين الفريق النجماوي يعد المؤسس الاول لهذا النادي فقد كان يمثل شخصية الفريق امام الجميع واتذكر انه من شدة حرصه على لم شمل المجموعة التي تبناها واحتواها,, اشترى ونيت لنقل بعض اللاعبين الذين كانوا يسكنون في احياء جبرة والشميسي والملز امثال عمر حامد وابن بريك وعبدالعزيز الجويعي ومحمد جابر الحيدري وغيرهم ممن لا تحضرني اسماؤهم الآن.
النصر واتحاد الرياض
لعبنا في دروي الدرجة الثانية بعد تصنيف الفريق رسميا (4) سنوات حيث احتكرنا بطولات المنطقة الوسطى (3) مرات حيث ظهر فريقا النصر واتحاد الرياض (قبل حله) من اشد المنافسين للنجمة خاصة النصر الذي تولى الامير عبدالرحمن بن سعود رئاسته فدعمه بقوة وطور امكاناته الفنية.
ففي موسم 1385ه وبعد حصولنا على بطولة الوسطى والشرقية لعبنا ضد بطل الغربية (الشرق) لتحديد بطل المملكة للدرجة الثانية وخسرنا اللقاء (2/1) وكسبنا المستوى وتقديرا لعطاء الفريق (فنيا وسلوكيا) صدر قرار مكتب رعاية الشباب آنذاك يتضمن ترفيع فريق النجمة ضمن اندية الدرجة الاولى.
كسبنا أهلي الرياض ب 5/2
دخلنا دوري الدرجة الثانية او (دوري الاقوياء) بكل عزيمة واصرار من أجل تأكيد احقية فريقنا بقرار الصعود الذي انصف بلاشك قدرات هذه المجموعة التي اشتهرت بالاداء البديع واللعب الجماعي وتميزت بالتعاون والتفاهم تمثلت في الخلق والتعامل المميز, ففي اول لقاء يجمعنا بفريق اهلي الرياض الرياض حالياً فزنا عليه بنتيجة ساحقة قوامها 5/2 واحرزت (3) اهداف وزميلي فهد بن بريك أحرز هدفين كانت كبيرة بحق نجوم اهلي الرياض المعروفين, فحزت على نجومية تلك المباراة التاريخية واتذكر ان جريدة الجزيرة كتبت وبالخط العريض عنوانا فحواه (نجوم المدرسة الحديثة تهزم المدرسة القديمة بخماسية).
هزمنا الهلال بجدارة
بلاشك كان اللقاء الثاني الذي جمعنا بالعملاق فريق الهلال (في عز مجده) بالدوري يمثل تحدياً جديداً لنجوم المدرسة الحديثة! حيث فاجأنا الهلاليين بالضغط المبكر الذي رسم تكتيكه مدربنا الراحل (عبدالله الكنج) وتمكنت من هز الشباك الزرقاء في الدقائق الاولى وصنعت الهدف الثاني لزميلي المهاجم فهد بن بريك فخرجنا بفوز مستحق (مستوى ونتيجة) منحت الفريق شهرة عالية على مستوى المناطق خاصة وان تلك المباراة كانت منقولة تلفزيونيا لاول مرة حتى ان الامير عبدالله الفيصل (يحفظه الله) طلب اعادة نقلها وعرضها مرة اخرى.
عبدالله الكنج
كاد مدربنا عبدالله الكنج ان يلقى حتفه بعد ان احرز الهدف الخامس في شباك حارس اهلي الرياض (جوهر السعيد) حيث نهض بسرعة من مكانه على حافة المدرج الغربي (المكشوف) في ملعب الصايغ معبرا عن فرحته بهذا الهدف ورفع يديه ليشير بعلامات النصر فسقط (قلاب على ظهره) من ارتفاع 5 امتار خلف جدار الملعب الخارجي ومن حسن حظه ان سقوطه جاء على شحنة رمل كانت موضوعة في المكان الذي سقط فيه ولولا لطف الله وعنايته لحدث ما لا يحمد عقباه وربك ستر!!
نتائج إيجابية
بتعادلنا مع فريقي النصر وشباب الرياض بنتيجة (1/1) انهينا الدور الاول بلا خسارة واحتل النجمة المركز الثاني بعد الهلال المتصدر وبهذه المستويات والنتائج الايجابية التي قدمها فريقنا حظي بمتابعة جماهيرية كبيرة حتى في تمارينه.
شيخ الأندية حرمنا الصعود
نظام الدوري آنذاك حرم فريق النجمة الصعود مبكرا واتذكر بعد حصولنا على بطولة المملكة للدرجة الثانية لموسم عام 1384ه لعبنا امام شباب الرياض الشباب حاليا الذي كان يحتل المركز الاخير في دوري الدرجة الاولى وتقرر اقامة لقاءين بينهما لتحديد الصاعد فكسبنا الاول وخسرنا الثاني ولعبنا مباراة فاصلة وخسرناها بصعوبة فبقي شيخ الاندية وعاد النجمة الى حيث ما اتى!!
ميول هلالية
اعترف وبكل صراحة ان ميولي كانت هلالية بل وكنت قاب قوسين او ادنى من الانضمام اليه لولا تأثير زميلي فهد بن فهد وتقارب سن افراد النجمة الذي كان يتناسب مع سني بالطبع وعندما ارتديت شعاره ذاب حب وعشق الهلال وتحول للنجمة الذى لا زلت اتذكر ايامه الجميلة حتى يومنا هذا.
ابن مناحي أحرج فريقه
قام كابتن فريق الهلال آنذاك (سلطان بن مناحي) وعقب احرازي الهدف الثالث في لقاء الدور الثاني من الدوري الذي كسبناه ب 3/1 بمسك الكرة بيديه ورفض استئناف اللعب ووقف مذهولا حيث عطل اللعب اكثر من (5) دقائق وكاد ان يتسبب فى انسحاب فريقه بقرار من الحكم الأمر الذي اثار حفيظة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد واستياءه من تصرف ابن مناحي الارعن خاصة وان هذه الخسارة الثانية التي يتلقاها الهلاليون على يد النجمة في موسم واحد التي جاءت تأكيدا مطلقا على نجاح وقوة الفريق وامكانات لاعبيه الجيدة.
أنا ولطفي
تخصصت في تسديد ضربات الجزاء للفريق بحكم انني ابرز نجومه وموقعي كمهاجم يعرف تحركات الحراس في حين يعتبر زميلي اللاعب عبداللطيف آل الشيخ الملقب ب لطفي رجل المهمة الثاني في حالة غيابي عن مشاركة الفريق.
هداف الدوري
من ابرز الانجازات الشخصية التي تمثل مصدر فخر واعتزاز لذاتي حصولي على لقب هداف دوري المنطقة الوسطى برصيد 7 اهداف ورغم وجود العديد من المهاجمين الافذاذ الذين كانت تزخر بهم تلك الحقبة امثال مبارك العبدالكريم ومبارك الناصر وزيد بن مطرف واحمد الدنيني والكبش وصالح العميل والعدني فضلا عن كون هذه المشاركة المثمرة الاولى في حياتي الرياضية وهذا مصدر سعادتي.
علاقة متينة
علاقة النجمة مع الهلال كانت علاقة قوية ومتينة ورغم المنافسة بينهما وما شكله فريقنا من عقد مزمنة للهلاليين ظلت جاثمة في نفوسهم اتذكر كنا نعسكر جميعا في احدى المناطق البرية ودائما ما كان يصاحب هذه المعسكرات تعليقات وقفشات وتحد وجدل مستمر بين ابن بريك وانا ولطفي مع مدافعي الهلال سلطان الراجح (سمارا) ونبيل الرواف وعبدالله الرزقان (كندا) ويصبح النجاح وكسب الرهن حليفنا رغم فارق امكانات الفريقين.
|
|
|
|
|
