|
| محليــات
نشرت صحيفة سبتمبر اليمنية الرسمية أمس كما نشرت الجزيرة وبقية الزميلات في الرياض وجدة، نص المعاهدة الحدودية النهائية بين المملكة والجمهورية اليمنية الشقيقة بكل ملاحقها.
وقد تزامن نشر النص الكامل مع بدء البرلمان اليمني مناقشة المعاهدة في أجواء سادتها مشاعر الترحيب والتفاؤل سواء بين النواب أو في الشارع السياسي اليمني، كما هو الشأن بدءاً من مجلس الوزراء الموقر ومجلس الشورى الموقر وانتهاءً بالشارع السعودي الذي أظهر وعياً وطنياً بالقيمة الاستراتيجية للمعاهدة بالنسبة للمصالح المشتركة بينه وبين شقيقه الشعب اليمني والتي تحتمها الروابط الأخوية ووشائج القربى دماً وعقيدة ولغة وجواراً وتعاوناً.
وجاء نشر النص الكامل للمعاهدة توضيحاً لا مزيد عليه لما تم الاتفاق عليه بين الجانبين اللذين توخيا كل إرث التاريخ من الروابط الأخوية بين الدولتين فأعانهما الله بتوفيقه على النجاح في اقرار المعاهدة التي أقرت:
أ التأكيد على إلزامية وشرعية معاهدة الطائف لعام 1934 وملحقاتها وتقارير الحدود الملحقة بها ومذكرة التفاهم لعام 1995م.
ب التعاقد مع شركة عالمية متخصصة لتتولى اعداد خرائط مفصلة لخط الحدود البرية تعتمد كخرائط رسمية للبلدين.
ج اخلاء أي موقع عسكري تقل مسافته عن خمسة كيلومترات على طول خط الحدود وفقاً لمعاهدة الطائف.
د لا يجوز لأيٍّ من الطرفين حشد قواته المسلحة على مسافة تقل عن عشرين كيلومتراً ويحصر أي نشاط في الدوريات الأمنية فقط.
ه تحديد منطقة الرعي لعشرين كيلومتراً وإعفاء الرعاة من نظام الاقامة والجوازات وابدالها ببطاقات ولا ضرائب على السلع الاستهلاكية الخاصة.
و اكتشاف ثروة طبيعية مشتركة قابلة للاستخراج والاستثمار على طول الحدود بين البلدين يخضع للتفاوض للاستغلال المشترك لها.
انتهى
وأبرز ما تظهره نصوص هذه الأحكام هو أنها تعكس:
1 خلوص النيات وصدق العزائم وتفعيل الارادات السياسية لترجمة تلك النيات والعزائم الى عمل يؤكدها ويثبتها في سفر تاريخ العلاقات بين الدولتين.
2 الحرص على توخي العدل، وتحقيق المساواة بين حقوق الجانبين وواجباتهما معاً تجاه بعضهما البعض، ومسؤوليتهما المشتركة عند تطبيق تلك الأحكام كما هي منصوصة في المعاهدة.
3 الحرص على تأمين كل الفرص والحماية التي تمنع أي تحرش أو اشتباك بين القوات المسلحة للدولتين في حدودهما المشتركة منعاً لاراقة دماء عزيزة عليهما وذلك بالنص على اخلاء أي موقع عسكري تقل مسافته عن خمسة كيلات من الحدود المشتركة، كما لا يجوز لأيٍّ من الطرفين حشد قواته المسلحة على مسافة تقل عن عشرين كيلومتراً.
والهدف من تحديد المسافة هو توفير الوقت الكافي لسرعة الاتصالات من الجهتين المعنيتين لاحتواء أي بادرة تحرش لقوات هذا الجانب أو ذاك يكون وراءه التحرش ذلك الصنف من البشر الذي لا يتنفس إلا في اجواء الفتن والشرور، ولا يستسيغ طعماً للحياة، سوى طعم الخبث والكيد والدسائس وتخريب كل أسباب المودة والوفاق بين الاخوان في الله وفي الجوار.
نصوص المعاهدة السعودية/ اليمنية قطعت جميع الطرق أمام هؤلاء المملوئين بالحقد على كل ما هو خير.
الجزيرة
|
|
|
|
|
