العالم أمامي يتمايل، يترنح، يظنه البعض حولي أنه يرقص,, هناك من يحكمه التوق للدخول في وطيس الرقص الجنوني في الساحة الشعبية المتربة لكنه لا يجرؤ لوجود شرطي يتمنطق بالسلاح، ويلوّح بسوط في وجوه المتأملين لدائرة الرقص, يضبط الشرطي النظام فيما يحاول الراقصون ان يتحد الصوت مع الخطوة، والتفاف الترنح بالإيقاع,, بسيوفهم تلويحة الجذل، وفي التماعها ما يشيء بذلك البريق الواهي للذكريات العابرة,, يأخذ المشهد لدي صورة النشاز الحتمي,, ناهيك أنني موعود بوجبة صخب محتمل.
الولع ما أراه في وجوههم الطافحة باللهاث، وبغنائهم الذي يشبة الفحيح,, ذلك الذي يحاولون به رتق ما انفتق؛ من تهالك شيخ بسمرته الداكنة لا يقوى على مجاراتهم, كان سيفه الذي هوى في الدائرة هو المنبىء بتداعيه نحو الارض المتربة تحت اقدامهم.
كفَّ الراقصون عن ما يراه الحضور هياجا، لاذوا بذهول المفاجأة, غشاهم شيء من حزن، وعمَّ الاضطراب الساحة حتى الشرطي لم يقو على مداراة مشاعره إذ هَبَّ مع الحضور فزعا، ومستطلعا مآل الراقص البائس الذي تهالك مصروعا.
قال مجاوري في الحشد المضطرب: أرأيته كيف سقط بفعل (الزار),, تلك نشوة لا يقوى على مقاومتها إذا ماهوت أكف الراقصين على الدفوف بشكل سريع، ومدوٍ.
قلت والمكان تلفه الفوضى:
لا,, الحق ما أكده هذا الطبيب الذي يساعد في نقله عن المكان,, فهو لم يصب بالزار، أو نشوة الرقص، إنما أُصيب المسكين بالإغماء لفرط انخفاض السُكّر فيه.
- الرياض 1999م -
|