هنيئاً ونشر الزهر منكم يُعطر
وبشرى لأهل الصيف أنت المبشر
تجيء قوافي الشعر تزهو حفاوة
وتنهل من شهد البشاشةتَقطُر
ببحر من الرؤيا تسير ربائبي
وتغدو بك الأحلام فعلا يُفسر
وتكشِف عن الشَّهم ما كان موجعاً
وما كُشِفت إلا برأيك تُستر
تحطُّ تباشير النضارة فوقنا
وتَنهلُّ فوق الوجه زهواً فيُزهِر
وهذي جموع الحب جاءتك تحتفي
وتُُلقِي تحياتِ الودود وتُسفر
يسيل بها فيض من الحب غامرٌ
فجاءت لحونُ الحبِّ بالفيض تَهدِر
بقول حَفي أو ترنم شاعرٍ
وإيقاد أنوارٍ ، ربا الأفق تغمُر
وما هي إلا من نمير مكارمٍ
تفيضُ من الحبِّ العظيم وتُنشَر
بأسرارِ هذا الحبِّ أوريتَ زندها
فحلَّ شغافُ الحبِّ في الروح ينضر
سرى حبُّ هذا الدوح في خلجاتنا
وغنى به عود ورنم مِزهر
أبو فيصلٍ يرعى ثمارَ ودادنا
ويُرشِفنا ما في الحبيبة يَبهر
محافظنا ينهل بشراً لفخرها
وكل فخار من لقائك يُضفر
وردت بها عبدالمجيد حياءها
فحفت به الآمال تزهو وتفخر
وهذا مصيف الروح يهتز غبطة
ويحلو به الصيف الجميل ويؤثر
ربا الطائف المأنوس تشتاق وصلهم
فماست أزاهير الربا وتعطروا
وجاد بها في حمأة الصيف غيثُها
صفاءٌ وإخصابٌ ونورٌ وأنهرُ
طراوة غصن واهتزاز لرشة
ولين محيا للمحبين يظهر
وموطن تذكار لنوح حمامة
تغنى بلحن الشوق ما انفك يذكر
تردد قولا لو فقهناه لانتحى
عن الذات ما كادت به الروح تُقر
تبادلها الأشواق اعذب نغمة
فتهتز أفنان الرياض وتسحر
يحن لها الولهان من عمق جرحه
ويطرب منها حين تشدو فيشعر
تثير عن الأشواق كبتا يؤودها
وتطلقه وقدا على اللحن يُسعر
فتحكي به بين الأفانين ينطوي
على قلق كادت به الروح تخبر
تولى شبابي واعترتني نوائبي
وأفزعني الرواد لما تنكروا
وهذي حكاياتي وهذي صبابتي
ولي في ولاة الأمر قصد مُبشر
ففهد رعاني واحتواني بفيضه
وأينع روضي بالصنائع تُذكر
وسعدي ولي العهد نضر ساحتي
وألبسني بُردا به تهت اخطر
وسلطان مشغوف بديباج خضرتي
يُؤنسُ ما جاروا عليه ونفروا
وأنت فخاري للأماجد تنتمي
وتُلبسني ثوباً به العز يُنشر
حللت بوادينا فأورق روضه
وفجرت نهراً بالينابيع يزخر
ملأت شباب اليوم عزما وهمة
ويرعاهم منكم حنان مؤثر
يطيب لهم روضي وأسخو لهم رضا
ويزهو بنا وقت المصيف ويخصَر
همت فوقهم من جودة الغيث مزنتي
وبلت قلوباً بالنضارة تسكر
أخا البيد تاه الأهل فخرا بجنتي
وهبوا إلى العلياء قدماً وشمروا
منحتُ لهم في موقفِ الرزق مغنماً
به تاهت النفس الكريمة تفخر
أخا المجد من عينيك أقرأ واعدي
وأطرد هما بالحشاشة ينشُر
وعانقتُ بالأحلام من كان حائراً
تغشاه جوف الغور همّ مُحير
فألقى بهم سد بالضيق أفقه
ورام خيولا سابحات تُضمر
وتعبر من شداد نحو سمائها
إلى رعشة تهتزُّ منها وتفتر
مع السحب قد تاهت غيوما وأثقلت
وحطت من الأثقال ما كان يعسُر
وعادت ببشري نحو نعمان وازدهى
به الرمل من ورد المصيف يعطر
أخا البشر هذا الحلم بات محققا
وبت على حلم من الغيم يمطر
ولكن أحلامي بعيد مآلها
وأوقدها وقت به الهم يحضر
يزين صيفا بالخوارج يشتهي
ويتركني هجرا أضيق واضجر
فهل يا أميري تستسر سآمتي
ويطلق لحني للشجي ويخدر
وأفرش في أرضي مناخات سائح
يرد لروحي ما به الأرض تعمر
قوافي من دم المواجع نبضها
تعبُّ من الأحشاء نهلا وتصدر
أبا فيصل هذى أحاديث طائفي
وهذي حشاشات من الروح تُشطرَ
وأنت الطبيب حين تشكوك صبَّها
وآمالُها منكم رواء ومخضر