| مقـالات
* بعث إليّ مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية كتابا ذا ديباجة جيدة من العرض المحيط المتكامل لعملية القرصنة والغش التجاري الدولي يحمل هذا المؤلف عنوانا فنيا أكثر منه اقتصاديا او علميا، فقد جاء عنوانه هكذا (الدليل السعودي لمكافحة القرصنة والغش التجاري الدولي) الجزء الرابع ألفه: م, أحمد بن منير بن فهمي وكنت أطمع لو وصلتني الاجزاء الاخرى، مع انها قد وصلت إليَّ من الذين يرون اهتمامي في مجال القضاء الجنائي والدراسات النفسية المتنوعة ونظر حالات نتاج العقول الممتدة ذات البعد المنتج للجريمة المنظمة.
وأقدر للمجلس هذا، وذلك الجهد الاجتهادي الذي نتج عنه مثل هذا العرض الجاد المتمكن والذي سوف يساهم بنشر الوعي لحبك أعمال الجريمة في الارض خاصة في أعالي البحار وجنوب شرق آسيا ولاسيما ما هو دائر في المحيط القريب من (دولة اندونيسيا).
سوف أعرض لبعض ما ورد في هذا الكتاب أو المعجم عرضا قد لا يغني عن الرجوع إليه لكنه من الاستيفاء بمكان، ثم لعلي أجتهد رأيي ولا آلو حول بعض نقاط سجلتها مع ضيق وقت وتزاحم أعمال.
في ص 3/4/5/6 جاء كلام من مقدمة المؤلف يقول:(1 تعد القرصنة البحرية المسلحة من أخطر مشاكل هذا العصر) ثم هو يبين فيقول: (وترتبط بها ظاهرة خطف السفن واختفائها، او استخدامها في ارتكاب جرائم القرصنة, وتسبب هذه العمليات الجنائية كثيرا من الاضرار والأذى للتجارة الدولية) ويستطرد، فهو يقول: (وتؤدي إلى الاضطراب في المعاملات الدولية، ومن الظواهر التي انتشرت في العقود الأخيرة القرصنة على الشاحنات والحاويات إلخ).
ثم جاءقوله من مقدمته: (وجرائم غسيل الأموال تعتبر خطرا على الاقتصاد العالمي، وتهدد بالسيطرة على بيوت المال وعلى الدول والتحكم في التجارة الدولية، وتؤدي هذه العمليات الى نشر الرشوة والفساد الحكومي، وتعاون العصابات في مجال غسيل الاموال,, إلخ,,)
ويقول: (وقد انتعشت عمليات تهريب المخدرات على مستوى العالم,, إلخ,,,).
وقال: (وقد وقعت البنوك الكبرى مجنياً عليها في عمليات غش) خطيرة بملايين الدولارات,,, إلخ,)
ثم في ص (7) يفصل من خلال تقرير جيد لمراد القرصنة جاء هناك: (تدل التقارير الدولية ان عدد هجمات القراصنة في النصف الأول من عام 1996م مقارب لعدد الهجمات خلال نفس الفترة في عام 1995م، وذلك في منطقة جنوب شرق آسيا وقد تبين وقوع 87 هجوما في الفترة ما بين يناير الى يونيو 1996م، وتبين تناقص الهجمات في المثلث الواقع بين كل من Hong Kong - Hoinon Luzon من 7 هجمات في عام 1995م الى هجومين في عام 1996م وتبين تناقص عدد الهجمات بالقرب من سواحل الصومال من 13 الى 11 هجوما، على ان الهجمات زادت في المياه القريبة من تايلاند,, إلخ,,)
وورد هناك: (وقد صاحب ذلك تزايد ملحوظ في عدد هجمات القراصنة في المنطقة الواقعة في: كولومبو بسريلانكا.
وفي ص 12 عرض مذهل لعملية القرصنة، وكيف تتساهل بعض الدول او تضعف امام هذه الجرائم المتعددة المتكررة.
وفي ص 13 يورد دليلا ماثلا يقول: (كانت السفينة Haltimarzephry وهي صغيرة حمولتها 2854 طنا تبحر في مياه اندونيسيا في بحر هادىء في طريقها من استراليا الى سنغافورة بقيادة الربان John Ba Shfoth البريطاني الجنسية الذي كان محبوبا من بحارة السفينة، وكان عيد الميلاد يقترب ووعد الربان البحارة بوليمة فاخرة, وفي يوم 11/12/1992م قبيل منتصف الليل بقليل، وفي مضيق: Bang ka في المياه الاندونيسية توجه الربان الى مكان إقامته في السفينة تاركا الضابط الاول Pereja في غرفة القيادة ومعه زميله Deveta وفجأة نظر الاخير، فوجد الضابط الاول رافعا ذراعيه الى أعلى وبجواره قرصان يصوب مسدسه الى رأسه، وكان القرصان يغطي وجهه ورأسه بمنديل ومسلحا ببندقية فضلا عن المسدس) ثم بين المؤلف ان القرصان عطل: اسلاك جهاز اللاسلكي ودمر الرادار والتليفون ثم يبين أخيرا ما تم من تلاعب في حقيقة التقرير بعد شبه نجاة للسفينة.
ويعلق المؤلف مع تحليل جيد حول امر القرصنة ومسببات تضخمها فيما يقارب 48 رقما يراه.
ويبين في الكتاب في جملة ما يبين ويعالج ما يلي:
1 انواع الانشطة الجنائية التي يستخدم فيها غسيل الاموال.
2 غسيل الاموال بطريق العبث بنظام البنوك.
3 استخدام العمل الخفي في البنوك.
4 استخدام تأسيس وتملك البنوك في غسيل الاموال.
5 عرض لنشاط المافيا الروسية.
6 عرض لجرائم تقليد المنتجات.
7 عرض المشكلة في: الغرب.
8 عرض عمليات الغش باختفاء السفن.
9 عمليات الغش في تأمين السيارات.
والكتاب قمِن بتصدره لكتب كثيرة في مجاله الذي يعالج فيه: القرصنة وغسيل الأموال لجودة عرضه وأدلته ومحاولة منه اجتهادية لبيان خطورة هذين الجرمين العظيمين، وما يتولد منهما لتكون الحياة غاية بحد ذاتها فتذهب القيم والأخلاق، وينشأ جيل ضائع نبت أمره على سحت محرم جلبه إليه أهله ممن يقوم بجريمة من هاتين الجريمتين الخطيرتين.
لقد قضيت مع هذا الكتاب ج4 وقتا استفدت منه شيئا كثيرا، وربحت فائدة من عرضه وبسطه ولا جرم فالحديث عن القرصنة وغسيل الأموال له وقعه في النفس وأثره على العقل, ولقد كنت اتمنى من المؤلف ثلاثة أمور الاول: العودة الى كتاب: (المظالم) للإمام ابن تيمية، وكتاب (بروتوكولات حكماء صهيون).
الثاني: كنت أتمنى لو عالج المشكلة علاجا علميا وأخلاقيا بتناوله جوانب ذات حساسية متناهية عن اسباب وجود القرصنة والغسيل فالمؤلف يعتبر ما طرحه وعرضه جرمين كبيرين او مرضين خطيرين، والذي كنت أحبه له هو: التفريق بين أمرين مهمين غاية الأهمية وهما: العرض، والمرض.
فالقرصنة وغسيل الأموال إنما هما عرض لمرض خطير ذلكم هو سوء التربية المبكرة وضياع اصول الأخلاق وقواعد القيم, إنني حينما أعالج مشكلة ما فإنه يجب عليَّ ان أنظر إليها لا من جانب واحد وكفى، بل من جانبيها الأصليين (المرض والعرض) حتى يتبين لي قدر حجم هذا وذاك وحتى تكون الامور في نصابها لا تحيد عنه طرفة عين.
إنني حينما أطرح مسألة ما فإنه يحسن بي ألا أقطع القطع كله ان ما وضعته هو: الحل، لكني أجتهد رأيي جاعلا للطرف الآخر رأيه هو: الآخر.
إن : الولايات المتحدة خلال الخمسين عاما الماضية قد أكثرت من العيادات والمصحات النفسية حتى لكبار المثقفين كما فعلت: فرنسا ذلك من قبل وذلك لعلاج حالات التردي في السلوك والتأليف لكني لست أعتبر هذا: مرضا، إنه عرض لمرض خطير قد ألمحت إليه من قبل.
الثالث: لقد كنت أود وأحب للمؤلف الذي لا شك أنه: بذل، وجمع وتعب,, لقد كنت أود له وأحب لو طعم كتابه بحكم شرعي حسب تصنيف كل جريمة لتكون كتاباته فيه قد حوت العلاج من أساسه فإن الفطر الصالحة والعقول السليمة تأخذ بحكم الشرع ولو تركته او تساهلت به أو تغافلت عنه والناحية الشرعية مهمة في طرح كهذا الطرح وفي جانب مثل هذا الجانب الذي يقوم به بشر يعودون أو لعلّهم يعودون يوما ما للصواب،وحتى يطلع من لم يطلع أن الشريعة تحرم هذا لكن بعد بيان حقيقة المسببات والنتائج (المرض والعرض),وكم كنت أتمنى لو ذكر المؤلف جهد المملكة ودراساتها العلمية المركزة لمحاربة الرشوة، وكيف قلَّت الجريمة وتوابعها من خلال تحقيق العدل وتطبيق نصوص الشرعية، والكتاب بنفسه تعبير كبير وجاد لما يحسه العلم من ضياع وتدهور في الأخلاق والأمانات، ومحاولة كسب المال كيفما كان السبيل.
وهي صرخة حرة مباشرة للحكام وولاة الأمر للحذر من كل مريب ومشكوك فيه في القول والعمل، فإن الأمن نعمة ونعمة عظيمة لا يكدرها إلا التهاون بها، وإلا ترك كل يعمل على شاكلته,وتقديري للأستاذ م, أسامة بن محمد بن مكي الكردي امين عام الغرفة التجارية.
وهو موصول لكافة أعضاء المجلس، وفقهم الله تعالى لما يحبه ويرضاه من القول والعمل.
|
|
|
|
|