| مقـالات
عندما ترجم العرب القدماء كتب الأدب والشعر اليوناني، توقفوا طويلاً عند كلمة دراما أي الفن المسرحي الذي كان يعبر عن صيغة مجهولة في أذهانهم لأنها لا تمتلك مرادفها على أرض الواقع، ولأن علاقة العرب القدماء مع الشعر كانت تنحصر في الشعر الغنائي فقط, ولكن تلك الفترة الزمنية المهولة التي تمتد منذ زمن قدامة بن جعفر مترجم كتاب فن الشعر لأرسطو الى وقتنا الحاضر من شأنها ان تزيل الغامض والمبهم في الفن الدرامي ليتضح معنى الحبكة والشخصيات والحوار والعقدة، وصراع الخير والشر والسلسلة الطويلة التي تفرعت الى عدة فنون وأنواع أدبية من الصعب حصرها، لكن المرعب في الأمر ان بعض الكتب التي تحتوي على حبكة درامية مثل الرواية والقصص القصيرة، ومن المفترض بأنها تحتوي على شخصيات وهذه الشخصيات تتفاوت بين الخير والشر بين النبل والدناءة بين الورع والانحراف!! تماما كما هي الحياة بتعدديتها، حيث يجعل الكاتب من قصته أو روايته وعاء يحتوي جميع ألوان الطيف، ومرآة تصف الحياة في مكان وزمان محددين!! وأنا أعلم أن ما سبق كلام بدهي مكرور وممل بل هو يدرس في المدارس في مناهج المرحلة الثانوية، لكنه احدى الدلالات المهمة التي تشير الى دور المناهج في حياتنا والتي تمر في الادمغة مرور الكرام دون ان تحدث تغييراً أو تضيء قنديلاً!! وإلا ما الذي يجعل الكثير من الأصوات ترتفع على مستوى العالم العربي تطالب بمعاقبة المبدعين بجريرة شخصياتهم الروائية والقصصية، بل تروج لجمل وقصاصات منتزعة من سياقها بشكل تعسفي وساذج في كثير من الأحيان، فيتدمر البناء الهيكلي للعمل الأدبي ويتحول الى مجرد نثار يدعو للانحراف والخروج، او أي من الهلوسات التي تكون في دماغ من يقارب العمل الأدبي وقد تورم بالاحكام المسبقة والجاهزة!!
الفنون والآداب هي أحد أشكال الحياة بتعدديتها وجميع تفاصيلها، تلك الحياة التي تحوي بشراً أمامهم تحديات الشر والخير والأمانة التي كلفوا بها وليس مجموعة ملائكة.
|
|
|
|
|