|
| فنون تشكيلية
يقال: إن زامر الحي لا يطرب,, لكونه ابن الحي ونتيجة تعودهم عليه ولهذا فالزامر الغريب اكثر تطريبا حتى ولو كان أقل اداء من زامرهم.
هذا المثل ينطبق على واقع اللوحة التشكيلية السعودية وعلى فنانيها الذين يكافحون لايصال ابداعهم للمتلقي لعل وعسى ان يجدوا منه ولو نظرة عابرة في خضم ما يقدم له من عروض لاعمال فنية أجنبية من قبل مؤسسات الديكور ومهندسيها ممن يكلفون باعداد الدراسة الخاصة بديكورات الفلل أو القصور واضعين الابداع التشكيلي السعودي على هامش اهتماماتهم.
هذا الواقع,, للفنانين معه مواقف كثيرة ومتكررة وقد لا يتسع المجال لكتابة كل التفاصيل ولكن بالاماكن ان نضع هذا التهميش تحت مجهر البحث ونبرز دور القطاع الخاص, خصوصا ممن يتعامل مع الاعمال الفنية وتتطلب عقودهم تجميل المشاريع الصغيرة او الكبيرة فيلجؤون إلى استيراد الاعمال الفنية لها من الخارج بينما تمتلئ مراسم الفنانين السعوديين بما لا يقل بأي حال عما يتم استيراده ومن فنانين مغمورين وبأسعار باهظة.
وحينما نقترب إلى هذا الواقع نجد ان هناك اسبابا بارزة يمكن تحديدها في النقاط التالية:
1 رغبة المقتني ان تكون اللوحات ذات طابع غربي بما تحمله من مضامين مستوحاة من واقع الطبيعة الاوروبية بأنهارها وأشجارها الباسقة وجبالها المغطاة بالثلوج سعيا لاستبدال واقعنا الصحراوي الممل في نظرة.
2 جهل المقتني بما تعنيه اللوحة كثروة وطنية تحمل في ثناياها الانتماء بكل معانيه من خلال عناصرها الفنية ابتداء من الفكرة مرورا بالتقنية وانتهاء بامضاء اسم يستحق ان يعتز به وان يرى الآخرون مدى اهتمامنا به داخل منازلنا أو مؤسساتنا.
3 النظرة القاصرة من قبل المعنيين باختيار اللوحات في حالة الاتكال التام عليهم من قبل المقتني واعتماده على ذوقهم المستورد فوجدوها فرصة للكسب الخفي ولجئوا لمصادر غير معروفة أو موثقة.
4 عدم قناعة المقتني بان اللوحة تعني سلعة تجارية يجب ان تختار بعناية وبمعرفة تامة عن الفنان وتاريخه ودوره في الساحة الفنية وان في اقتناء عمله ما يعني اقتناء جزء من ثقافة الوطن وتراثة وتاريخه ومدى التطور الحضاري ولنا في المتاحف العلمية الكثير من الأمثلة.
5 جهل المقتني بالاجراءات الصحيحة للتعامل مع اللوحة واعتبارها جزءاً من قطع الاثاث ترمى في حاوية المخلفات بعد مرور وقت طويل على وجودها أو أنها لا تناسب الديكور الجديد.
تأثير مهندسي الديكور عبر اساليبهم الترويجية لسلعهم لمن ينفذ لهم المشروع واقناعهم بجمال العمل الفني الاجنبي ما يحدث تعتيم على العمل الفني المحلي.
أما الجانب الآخر من القضية فيتعلق بالفن المحلي مؤسسات رسمية وفنانين, ويمكننا تحديد مهام الجهات الرسمية وفي مقدمتها الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون التي كان الاجدر بها ان تقوم برصد للفنانين المتميزين واصدار دليل اعلامي لهم (أسماء وعناوين ونماذج من اعمالهم) بالاضافة إلى توثيق الاعمال تحاشيا لاي لبس او شك في مصداقية مؤدي العمل ومن ثم توزيع الاصدار على رجال الاعمال والمؤسسات المتخصصة في تجميل المشاريع الخاصة او الرسمية, وبهذا يمكن للفنان السعودي الوصول للآخرين ويمكن للآخرين التعرف على ابداعه, ففي توثيق الاسماء والاعمال ما يوقف الكثير من العبث بالفرص ويقطع سبل بعض من يستغل طيبة الآخرين ويقدم اعمالا من البيئة رسمها اجانب وتوقع بأسماء سعودية مستعارة.
ودور الفنانين هنا يبرز في الالتفاف والتعاون واثبات الوجود امام هذا الجهل او التجاهل من تلك المؤسسات او من اولئك المقتنين, وان يأخذ الفنانون من اصحاب الخبرة والتجربة المبادرة باعداد معارض منتقاة واعداد اصدارات مشتركة ومدروسة للغرض نفسه والسعي للوصول بكل السبل التي تكفل لهم المنافسة الشريفة والقوية لا ان ينتظر الفنانون طرق المقتني أبوابهم.
البعض وليس الكل في معرض الفنانات
في تلميحة الصفحة التشكيلية الاسبوع الماضي والتي قدر لها ان تختفي في معمعة افراح الناجحين التي حجبتها عن القراء في الرياض, تحدثت عن معرض الفنانات التشكيليات في الرياض وبشكل مختصر وقلت ان ليس كل ما عرض جيد وان عليهن الا يستمعن للكلام المعسول المجامل ويغضضن الطرف عن النقد, هذا القول أثار الكثير من وجهات النظر من متابعين ومتابعات من خارج مناطق المملكة غالبيتها من جدة والقصيم وأبها, قليلها معارض وكثيرها مؤيد والتأييد هنا يميل تجاه ان ما يقدم من اعمال فنية نسائية لا يدخل دائرة الابداع والخصوصية او التميز وإنما يقف عند حافة المحاولة, ولهذا فلنا موعد مع هذا القول ومع التجربة التشكيلية النسائية المحلية, قائلا لمن غضب انني اخطأت في التعميم معتذرا أن (البعض من الاسماء لا يتعدى عددهن اصابع اليدين) هن من يمكن ان يقال عنهن فنانات تشكيليات.
في القصيم والدوادمي هدوء يسبق الابداع
قبل سنوات وفي ظل غياب النشاط التشكيلي في الرياض العاصمة والذي لازال على سابق عهده برزت مجموعات ابداعية في المناطق والمحافظات القريبة كان ولا زال دورها فاعلا في اثراء الساحة محليا ودوليا بالمبدعين, من هذه المجموعات او الجماعات جماعة فناني الدوادمي الذين حصدوا غالبية الجوائز في معارض الرئاسة فردية وجماعية يليها جماعة فناني القصيم الذين أسسوا مرسما خاصا بهم وبدعم من مركز ابن صالح وقدموا اعمالا انتشرت في كل البيوت والمكاتب والمدارس وعلى مستوى المملكة لاستلهامها البيئة مباشرة.
هذه الجماعات التشكيلية في القصيم والدوادمي تمر حاليا بمرحلة ركود قد تسبق ابداعا متجددا, ما نتمناه هو ان نرى معرضا مشتركا بين هؤلاء المبدعين يتم عرضه بالتبادل في المدينتين.
|
|
|
|
|
